إلى المُتبــاكين زيفاً دونما وعي

عصام حسين العابد

 

لقد قرأتُ ورأيت الكثيـر من المشاركات والكتابات لأولئكَ النفر الذي يُمجّدون ثورة 26 من سبتمبر، وهي الثورة الأم لثورة أكتوبر ونوفمبر، وغالبية من كتبوا كانوا يُشيدون بثورة 26 من سبتمبر الغالية على قلوبنا الأحرار جميعاً والعجيب أن من تطرقوا إلى ثورة 26 سبتمبر غالبيتهم ممن يقفون اليوم في صف المُعتدي عدو الأمس واليـوم كمرتزقة وعملاء ولم يتطرقوا ولو بسطرٍ واحد إلى الذين وقفوا ضد الثورة وقتلوا الثُوار وسفكوا دماء اليمنييـن ودعموا أعداء الثــورةِ بالمالِ والسلاحِ مُحاولين التهرب من الإشارة لهذه النقطة الجوهرية بالذات، حرصاً على مشاعر من يرتمون اليوم في أحضانهم وينفقـون عليهم الريالات والدراهم من مرتزقة وعملاء اليـوم وأحفاد وعملاء الأمس القريب، مُحاولين فقط التغنّي بثورة الـ 26 من سبتمبر من باب المُناكفة وإرضاء المعتديـن.
وبعيداً عن المُناكفات ومحاولة التباكي نُذكّر أولئك المتغافليــن بأنّ آل سعود كانوا ضد الثورة السبتمبرية 26 سبتمبر وتدخلوا في الشؤون الداخلية للجمهورية العربية اليمنية للعام 62 ودعموا الخونة بالمال والسلاح والُمشاركة في سفك دماء اليمنيين وشق الصف اليمني لأكثر من سبعة أعوام بل وطوال السنوات الماضية، وعندما مرّغ الثوار اُنوفهم في الوحل وانتصرت الثورة والثُوار والخروج من عباية الوصاية والتبعية وارتهان القرار السياسي والثقافي والعسكري والاقتصادي وبقاء اليمن حديقة خلفية لآل سعود، نجد اليوم بين أوساطنا من يتباكون على ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وكأنّنـا أعداء لها ، وفي ذات الوقت لا يحبون سماع أو السماح لأي كان ذكر آل سعود وعدوانهم في حينه لا في وسائل الإعلام ولا في المناهج الدراسية التي غيبت دور آل سعود في إجهاض ثورة 26 من سبتمبر كونهم من يطبعون المناهج الدراسية التي أغفلت الثورة واقتصرت بنصف صفحة عن تاريخها وعام قيامها ولماذا قامت فقط لا غير !!!
ورغم الكذب والحشو بأسطر تفوح منها رائحة التزييــف والتظليل ولا تفي حتى بساعة من الثورة ما بالك والمُؤامرة السعودية استمرت لسنوات …..
وما يحدث اليوم لثورة الــ 21 من سبتمبر الخالدة ما هو سوى امتداد لا تستطيع بعض الأقلام المأزومة أنّ تمحيه من ذاكرة الوطن والمواطن والطفل الذي رسم ويرسم بذاكرته أكبر عدوان على مرّ التاريخ ليس من بني سعود ومعهم بني زايد فقط بل من قِبل أكثر من 17 دولة وتعاون نصف الكُرة الأرضيـة معهم لاحتلال اليمن الكبير برجاله والتوكل على الله ولسنوات ثمان وما زال مستمراً ودعمهُ لأحفاد وعملاء وخونة مرتزقة الأمس وحصار شعب بأكمله وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين ومنع الغذاء والدواء ولم يسلم من عدوانهم حتى الأموات في مقابرهم …
يا هؤلاء كفاكم ارتزاقاً واعلموا أن جيلاً بأكمله عاش مرارة العدوان وما زال ولا يعرف إلا ثورة الــ 21 من سبتمبـر التي طُبعت في ذاكرته، ولن ينسى الدماء والأشلاء والحصار والجوع من تحالف يقودهُ بنو سعود ولا يمكن أنّ ينسى ذلك ولن يقبل أنُ تنّتـزع منهُ ثورته، وعلينا أن ّنحترم أنفسنا ونُشعل شُعلة ثـورة الــ 26 والــ 21 من سبتمبــر في عقولِ الأجيال كونهما ثورتين خالدتين ضد نفس المُعتدي ونفس المُؤامرة والمُتـآمرين على الشعب اليمني العزيز وإن اختلف التأريخ واختلف حجم العدوان وحجم المؤامرة .
عاش اليمن حـراً كريماً عزيزاً
الرحمة والخلود للشهداء .. الشفاء للجرحى .. الخلاص للأسرى
ولا نأمت أعين الجُبنــاء

قد يعجبك ايضا