منظومة الشباب والرياضة

د. جابر يحيى البواب

 

 

دارت عجلة العمل الشبابي والرياضي في اليمن بعد قيام ثورة 26 سبتمبر١٩٦٢، بعد سنوات عجاف، فقبل الثورة لم يكن هناك أي ملاعب أو صالات أو منجزات شبابية ورياضية، ولم يكن اليمن بشكل عام ضمن منظومة العمل الشبابي والرياضي العربي أو العالمي، وليس لليمن أي اعتراف إقليمي أو دولي من قبل الاتحادات الرياضية العربية والإقليمية والدولية.
بعد قيام الثورة بدأت المنظومة الشبابية والرياضية بالتعرف على العمل في ظل نظام مؤسسي تشريعي يستمد نصوصه ولوائحه من التشريعات والنظم الدولية والاولمبية، لقد أهتمت ثورة سبتمبر بالحركة الشبابية والرياضية واعتبرتها جزءاً أساسياً في عملية البناء والتنمية والتطوير المجتمعي.
ومن أجل ذلك ومع بداية الثمانينات تركز اهتمام الدولة في إنشاء اطار مؤسسي معني برعاية النشء والشباب والرياضة،، حيث تم في العام 1981م تشكيل المجلس الأعلى للشباب والرياضة وضم في عضويته وزراء الشؤون الاجتماعية والتربية والصحة والمالية ورئيس جامعة صنعاء ورئيس هيئة الأركان العامة ورئيس اللجنة الأولمبية، ورئيس جمعية الكشافة والمرشدات وتعيين أمين عام للمجلس بدرجة وزير دولة، لقد أعلن المجلس الأعلى للشباب والرياضة عن هدفه الأساسي المتمثل في تحقيق أسباب القوة والرعاية للشباب عن طريق التربية الرياضية الوطنية والاجتماعية وفق سياسة عامة موحدة تتفق ومراحل بناء الفرد وطبيعته تتجه نحو إعداده وتنميته وإكسابه نمواً متوازناً في معارفه ومهارته واتجاهاته، بما يمكنه من الوفاء والولاء للوطن ومشاركة المجتمع في البناء والتنمية.
لقد مرت المنظومة الشبابية والرياضية بالعديد من مراحل البناء والتطوير بعد أنشاء المجلس الأعلى في الشمال والجنوب، واعتراف اللجنة الأولمبية الدولية باللجنة الأولمبية اليمنية وقبول عضويتها العام 1982م، وحصول الكثير من الاتحادات الأهلية على الاعتراف والانضمام للاتحادات الدولية والقارية والإقليمية، كان ثمرة ذلك والمعزز لهذا المكسب هو تعدد الأنشطة الرياضية والشبابية المشتركة بين شطري اليمن قبل الوحدة، وبعد تحقيق الوحدة ودمج وتوحيد المنتخبات اليمنية، وبدء اصدار التشريعات والقوانين واللوائح المنظمة للعمل الشبابي والرياضي، تم إنشاء وزارة الشباب والرياضة كبديل للمجلس الأعلى بالشمال والمجلس الأعلى بالجنوب، عهد جديد مفعم بالأنشطة والفعاليات والأداء الشبابي والرياضي برز في منظومة العمل الشبابي والرياضي، وبرزت معه العديد من المشاريع والمنشأت الاستراتيجية الداعمة والمعززة لمفهوم الاهتمام بالنشء والشباب والرياضة، ومنها الاهتمام بالبنية التحتية من خلال بناء بيوت ومراكز الشباب وتشييد الملاعب والصالات والمسابح والمراكز الرياضية، وتوسيع قاعدة الاعتراف بالأندية ودعم إنشائها وإنشاء مباني استثمارية لها، وفي الجانب العلمي والثقافي تم الإعلان عن أنشاء جائزة الدولة ووضع اللوائح والتشريعات المنظمة للعمل الشبابي والرياضي كالنظام الأساسي للاتحادات والأندية والنظام الأساسي للكشافة والمرشدات، وأنشاء المعهد العالي للتربية البدنية والرياضية، ومركز الطب الرياضي وغيرها من الاعمال والأنشطة الشبابية والرياضية.

قد يعجبك ايضا