تمر الذكرى السادسة لاستشهاد أخي مبخوت صالح النعيمي الذي لا زالت ثقافة وممارسة داعش تحتجز جثمانه حتى الآن في مستشفى مارب، مرت ست سنوات من استشهاده في سجن الاستخبارات العسكرية في مارب – فرضة نهم بتاريخ 1 /10 /2016م بعد تعذيبه، فأي تعذيب مارسوه عليك أيها الشهيد حتى فارقت روحك الطاهرة جسدك بعد أكثر من ثمان ساعات من التعذيب، فأي وحشية من التعذيب استخدموها حتى استسلمت شجاعتك وقوة صلابتك إلى الرحيل عن دنيانا إلى جنة الخلد مع الصالحين والشهداء الخالدين من الجيش اليمني وضحايا الحصار والغارات الجوية لدول العدوان وحسُن أولئك رفيقا.
لقد اختطفوه من نقطة عسكرية أسفل وادي ملح، مديرية نهم عصر يوم الجمعة 30 سبتمبر 2016م، وقبل اختطافه كان هو وعدد قليل من المواطنين المسالمين الذين حوصروا ولم يتمكنوا من الخروج من قرية النعيمات عند احتلالها من قِبل الدواعش (مرتزقة العدوان) في تلك الفترة، وعانوا أشد أنواع الظلم بسبب بقائهم في منازلهم نتيجة عجزهم عن الخروج من تلك المناطق، فهذه هي الثقافة الداعشية الوهابية التي مورست في جبهة نهم.
حاولنا بكل السبل استعادة جثة الشهيد ولكن دون جدوى، بما في ذلك مساعي الشيخ عبدالهادي محسن بن معيلي الذي تمكن من إخراج جثة الشهيد وعند إرسالها إلى صنعاء أواخر عام 2017م اُستنهضت غرائز داعش وأوقفت نقل الجثمان في نقطة الفلج وأعادتها إلى المستشفى في مارب، وتدخل الصليب الأحمر الدولي ومنظمات محلية ودولية ولكن أيضاً لم يتمكنوا من إقناع تلك الغرائز الداعشية التي تتحكم في مارب وقرار إدارته.
لقد مارس الدواعش الوهابيون في جبهة نهم أفظع الجرائم وأشنعها ضد المواطنين البسطاء وارتكبوا كل الموبقات التي تفرزها ثقافة وغرائز وممارسات الدواعش في كل مكان يعملون فيه فاستهدف قناصتهم النساء الحوامل والأولاد الذين في حكم الطفولة، ونهبوا ودمروا الممتلكات والمنازل والمزارع فقاموا بنهب كل المنقولات من كل المنازل ودمروا ما تبقى من المباني وجعلوها خراباً كأنها لم تكن يوماً منازل صالحة للسكن، فنهبوا السيارات والممتلكات ووثائق الأموال (البصائر) وكل ما كان في المنازل وتحولت تلك المنازل إلى أطلال فلا يوجد بها أثاث ولا كهرباء ولا شبكة للمياه المنزلية، ودمروا حتى المزارع ودمروا قنوات الري ومشاريع المياه الخاصة بالمزارع مع مكائن الضخ، وعلى مدى احتلالهم البلاد لخمس سنوات تحولت أشجار المزارع إلى حطب يُشعلون بها النيران.
ومع ذلك يظل الموقف الحقوقي الإقليمي والدولي يتعامل مع مرتكبي هذه الجرائم التي ترقى إلى أسوأ نموذج للإرهاب الذي يمارسه مرتزقة دول العدوان ضد الشعب اليمني، فقد استخدمت قيادة العدوان ومرتزقتهم من الخبراء العسكريين والأمنيين كل طائراتهم الحربية لشن غاراتهم الجوية لتدمير المنازل وقتل العشرات من الأطفال والنساء وكبار السن قتلاً جماعياً تجاوز آلاف الشهداء والجرحى، وكل ذلك حدث في ظل صمت دولي وحقوقي، وأمام هذه الجرائم سقطت حقوق الإنسان والمعاهدات والمواثيق الدولية التي تحمي المدنيين في مثل هذه الظروف والحرب.
أيها الشهيد: إن بقاء جثمانك أسيراً عند دواعش مارب يعزز كل يوم إيماننا بقدسية مقاومة هذه الثقافة الدخيلة على أصالة الشعب اليمني وقيم تاريخه العريق.
أيها الشهيد: لقد قام رجال الرجال بصنع المعجزات في جبهات العزة والكرامة، فقد غيّروا وطوروا بعقولهم وخبراتهم المعادلة الاستراتيجية لصالح الشعب اليمني فصنعوا طائرات مسيرة وصواريخ بالستية برية وبحرية وجوية، وبهذه العوامل والإيمان المطلق سيتحقق النصر الشامل قريباً إن شاء الله وحينها سنحتفل بالنصر وسيشهد على ذلك رفات جسدك الطاهر بإذن الله.
*عضو المجلس السياسي الأعلى