بُوْقٌ فرنسي يُطْلِقُ فُقَاعةً في هوَاءِ المُكَلَّا

افتتاحية الثورة

 

ظهر السفير الفرنسي مرتجلاً خطابه الركيك باللغة العربية من مدينة المكلا ليتحدث إلى اليمنيين ويخطب فيهم بمناسبة عيد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ، ظهور وقح بمستوى وقاحة الخطاب المرتجل الذي ألقاه ، وبحجم الانحطاط الذي تعيشه فرنسا وهي تحشر نفسها في قضايا البشرية كأنها الحارس الأمين لمصالحهم ، أطلق جان ماري صفا المعين سفيرا فرنسيا صوريا لدى اليمن وحقيقة مندوباً لدى المدعو محمد آل جابر ، أطلق تصريحات وقحة ومستفزة لا ترتقي لمستوى خطاب آدمي ، بل سعار حيوان مأزوم من الجوع والمرض.

خطب السفير الفرنسي بركاكته العربية ليُعلِمَ اليمنيين ما عليهم وما لهم ، وليوجه أوامره إليهم باتباع مجلس مسلوبي الإرادة والضمير والقرار ، ولمعاداة من يراهم السفير الفرنسي خصومه ممن يدافعون عن اليمن في مواجهة الحرب الغربية الأمريكية الخليجية ، وبصورة مليئة بالسخرية والتندر رقص السفير بلا معرفة لفنون الرقص اليماني الأصيل ، كحيوان عاش لحظة شبق هستيرية ، وبصورة مستفزة ووقحة تعد تدخلاً سافراً في شؤون الدول والشعوب والبلدان والسيادة وجَّه أوامره لمسؤولي المكلا ، وتفقد مؤسسات المحافظة ومتحفها…من خوَّل جان ماري هذا الكيل الوقح ، ومن نصَّبه وصياً مختطباً في اليمنيين!

لولا ترسانة المرتزقة والعملاء لما شهدنا هذه الوقاحة والعربدة من سفير هابط لبلد منحط كفرنسا ، في محافظة يمنية وعلى أرض يمنية ، لكنها عربدة مؤقتة لن تستمر فهذه المحافظة وغيرها من المحافظات التي تخضع لإرادة غير وطنية ستعود إلى سيادة الدولة اليمنية قريبا ولن تصبح جزيرة معزولة ومفرغة للوقحين والمنحطين والسافرين.

من أخبر السفير سيئ الذكر بأن المكلا صارت فرنسية حتى يتسلل إليها بهذه الصورة ، ومن أخبره بأن اليمنيين قُصَّر ونصَّب نفسه وصياً عليهم ومرشدا حتى ، بالتأكيد لن يحدث ذلك لكن الوقاحة الفرنسية – والضعة والهوان الذي صار فيه مرتزقة وعملاء العدوان الذين تجندوا لكل من هب ودب – قد أغرت جان ماري وغيره للقول وللتسلل وللخطابة وللرقص ولكل ما شهدناه.

غير أن أول ما تُذكر به عملية التسلل التي قام بها الفرنسي المعين في منصب سفير فرنسا لدى اليمن والمقيم في الرياض ، هو تسلل باطرفي زعيم الإرهابيين إلى قصر المكلا في وقت سابق ، وتسلل سفراء ومبعوثين ومنحطين إلى المناطق ذاتها التي ينتشر فيها مرتزقة العدوان ، مع فوارق في مستوى الوقاحة فقط ، وفوارق في الزمن بين باطرفي وجان ماري الذي انطوى على مُتغيرات كثيرة جعلت أهداف عمليتي التسلل تتباين إلى أقصى الحدود، لكن من دون أن يُؤشر ذلك إلى حدوث أي تغيير بنمط تفكير تحالف العدوان.

وأول ما تطرحه عملية التسلل الفرنسية هو السؤال عن جدوى التسلل زحفاً على البطون إلى المكلا اليمنية بعد الانحدار الفرنسي الغربي في أوكرانيا ، وما الجدوى إذا كان زحف بوتين في أوروبا صار يهدد باريس بانعدام الغاز والهواء وغلاء المعيشة؟ هل زحف السفير الفرنسي على البطون تسللاً إلى محافظة يمنية بحراسة ترسانة كبيرة من المرتزقة والعملاء ليوفر الغاز لأهله وبلاده من حقول اليمن في شبوة والمكلا ؟ عليه أن يُعيد سماع تحذيرات قائد الثورة للشركات والأجانب من أن نهب الثروة اليمنية غير مقبول ، وإذا كان وراء الزحف الفرنسي الاستغراق في وَهْم استنقاذ العملاء والمرتزقة والحيلولة دون اندحارهم النهائي ، فقد فات الأوان في سنوات مضت.

إذا كان يراد من عملية التسلل الوقحة توجيه رسائل في اتجاهات متعددة ، فإن الحقيقة الأهم التي تنعكس من هذا التسلل هي التأكيد على أن فرنسا وكل دول منظومة تحالف العدوان تشن الحرب على اليمن بهدف احتلاله واستباحته ونهب ثروته ، أما ما أراده السفير الفرنسي من خطابه الركيك حين ذهب للتحريض على القوى اليمنية الوطنية وعلى رأسها أنصار الله فإن الرسالة الواضحة هي أن هذه القوى هي التي يجب على اليمنيين الالتفاف حولها لأنها تحارب من أجل السيادة اليمنية وتخوض حرب تحرير اليمن من هذه التدخلات والتسللات الوقحة ، والرسائل الخاطئة ستتضاعف في الوقت الذي يسعى العالم فيه إلى تثبيت هدنة وتحقيق سلام تظهر فرنسا بحماقتها مندفعة بمنظومة العدوان ومعها الأدوات العميلة نحو الهاوية بدلاً من التقاط الفرصة السانحة للانسحاب من ميدان متخم بالهزائم والفشل..

زحفُ الفرنسي على البطون تسللاً إلى المكلا بتوقيت الهدنة وفرص السلام هي جاءت أيضاً في مراحل الاندحار الأخيرة ، وذلك تَعبير وقح عن العناد بمُواصلة الحماقات ، وهو تأكيد أيضا على أن أجزاء واسعة من وطننا وبلدنا لا تحكمها إرادة وطنية ، بل تخضع لإرادة اجنبية غير وطنية ، وذلك يحتم تحريرها من ترسانة المرتزقة والعملاء وفرض السيادة الوطنية عليها.

الزحف الفرنسي هو شكل من أشكال العجز ، لكنه دليل يضاف إلى حزم الأدلة القاطعة التي تُدين فرنسا ومنظومة العدوان بأنها تمارس الاحتلال المباشر في كل المناطق التي ينتشر فيها المرتزقة والعملاء ، وتحفيز لكل يمني أصيل في خوض معركة تحرير كل الجغرافيا اليمنية وتطهيرها من الحثالات ، وكما تطهرت محافظات عديدة من الحثالات والغزاة والمحتلين ستتطهر المكلا وستتحرر حتماً.

وللتذكير فقط، ربما من المُفيد تذكير السفير الفرنسي ، أن يهتم ببلاده التي تواجه أزمات غير مسبوقة ، وتواجه شتاء قارساً ينتظرها على وقع ارتدادات الحرب الغربية الروسية في أوكرانيا ، أما المكلا وكل أرض يمنية فإن تحريرها ليس شعاراً يُرفع، بل هو هدف سيَتحقق .. جان ماري تفصيل صغير في معركة كبرى، بل فقاعة منفوشة في الهواء

كتب/ رئيس التحرير / عبدالرحمن الاهنومي

قد يعجبك ايضا