بحضور أعضاء المجلس السياسي الأعلى السامعي والوهباني والنعيمي..
حكومة الإنقاذ الوطني تحتفي بالعيد الستين لثورة 26 سبتمبر الخالدة
الثورة نت|
نظّمت حكومة الإنقاذ الوطني، اليوم، في صنعاء فعالية خطابية وفنية بمناسبة العيد الـ60 لثورة ألـ26 من سبتمبر الخالدة، بحضور أعضاء المجلس السياسي الأعلى، سلطان السامعي، وجابر الوهباني، ومحمد النعيمي.
وفي الفعالية، هنأ عضو السياسي الأعلى السامعي القيادة الثورية ورئيس المجلس السياسي الأعلى والشعب اليمني بالعيد الثامن لثورة 21 سبتمبر التصحيحية، والعيد الـ60 لثورة الـ26 من سبتمبر أم الثورات اليمنية، وثورة 14 أكتوبر والـ30 من نوفمبر، وذكرى المولد النبوي الشريف.
وقال: “ما أشبه الليلة بالبارحة، ثماني سنوات حوربت ثورة 26 من سبتمبر، وأيضاً ثماني سنوات تُحارب ثورة 21 سبتمبر التصحيحية من قِبل نفس الأنظمة والأوجه ودول الاستكبار العالمي وأدواتها في المنطقة، بمبررات واهية، هي ذات المبررات السابقة، نابعة من عدم رغبتهم للشعب اليمني أن يتحرر وإنما أن يكونوا تابعاً لهم”.
وأكد أن ثورة 21 سبتمبر جاءت من أجل تحرير اليمن من الوصاية والتبعية.. مستشهداً بالإنجازات التي تحققت في هذه الذكرى، وبرزت في ميدان السبعين الأسبوع الماضي من خلال عروض عسكرية وأمنية مهيبة عكست المستوى العالي، الذي وصلت إليه المؤسسة العسكرية والأمنية من تطور وبناء في شتى المجالات بأياد وقدرات يمنية تحقيقاً لأحد أهداف ثورة 26 سبتمبر المجيدة في بناء جيش وطني قوي.
وأشار عضو السياسي الأعلى السامعي إلى أهمية تلاحم اليمنيين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم ومذاهبهم بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والمضي لتحقيق أهداف ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وتحرير كافة المحافظات التي ترزح اليوم تحت الاحتلال.
وأوضح أن الوحدة باقية وقائمة، ولن يتم التفريط بها، وفاءً لآلاف الشهداء من اليمنيين الذين ضحوا من أجلها.. مبيناً أن الوحدة ملك للشعب اليمني وليست لأحد وسيتم الحافظ عليها عبر تحقيق شراكة فاعلة في السلطة والثروة.
ولفت السامعي إلى محاولة الأعداء المتربصين تمزيق وحدة الشعب اليمني وتشويها والسعي لاحتلال الممرات المائية والجزر اليمنية.. مؤكداً أن العدو سيخرج مرغم عن أنوفه عبر ثورة شعبية مسلحة في الجنوب لتحرير كل شبر من أرض الوطن، ودحر الغزاة والمحتلين، وسيتم دعمها بالسلاح والرجال والمال.
وفي الفعالية، التي حضرها رئيس مجالس النواب الأخ يحيى علي الراعي، حيا رئيس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، القيادات التاريخية الوطنية من المناضلين المدنيين والعسكريين والأمنيين الذين يشاركون في الفعالية.
ونوّه بعظمة المناسبة، التي يحتفل بها الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه، وما تحققت خلال 60 عاماً من عمر الثورة لأبناء الوطن من إنجازات، وكذا ما شهدته من إخفاقات بسبب عوامل داخلية وخارجية.. موضحاً بهذا الشأن أن واحدا من أسباب الإخفاقات الرئيسية مناصبة العداء لهذه الثورة من قِبل المملكة العربية السعودية منذ أول يوم من ميلادها.
وقال: “ها هو التاريخ يتكرر اليوم حيث تواجه ثورة 21 من سبتمبر المجيدة منذ ثماني سنوات ذات العداء ومن قِبل ذات الدولة وعدوانها ومحاربتها لجماهير شعبنا ومقوّمات حياته اليومية وقواته المسلحة والأمن، ولسان حال هذا الشعب يقول ما أشبه اليوم بالبارحة”.
وأضاف: “ستون عاماً من عمر الثورة، النظام السعودي في حالة عداء متواصل ضدها بشكل سري وعلني، جرى خلالها ما جرى من تآمر مباشر وغير مباشر ومن شراء ولاءات المشايخ والقبائل والمرتزقة وتجنيد العملاء”.
وأكد رئيس الوزراء أن السعودية لم ولن تقبل بنظام وطني حر في اليمن، ولذلك وقفت قبل ستين سنة ضد النظام الجمهوري، وحاليا ضد ثورة 21 سبتمبر التي ناصبتها العداء منذ لحظة انطلاقها حتى اليوم.. مشيراً إلى أن اليمنيين إذا ما تركوا وشأنهم يستطيعون أن يتعايشوا ويدبروا أمورهم تحت أي شعار من الشعارات التي يرفعونها.
وتابع: “اليمنيون بطبيعتهم يستطيعون أن يحققوا المواءمة والتعايش فيما بينهم، لأنهم منذ فجر التاريخ قد صنعوا ذلك التعايش في شتى المجالات وكوّنوا حضارات منقوشة في كتب التاريخ، وبقليل من توحيد الجبهة الداخلية اليوم، ومن التلاحم ومن الفكر والعقل والبصيرة استطاعوا مواجهة الأعداء وجحافل عملائهم وشراذمهم ومرتزقتهم لثماني سنوات خلت”.
وبيّن الدكتور بن حبتور أن القيادات السياسية والحزبية المتواجدة في الداخل موحّدة في مقاومة العدوان، وإن ظهرت بعض الأصوات هنا وهناك.. لافتاً إلى أن من انسل من بين هذه الأحزاب وذهب مع العدوان إنما يتحمّلون مسؤولية أنفسهم كأشخاص وليس الجسم الموجود في الداخل بقياداته وقواعدها وأنصاره.
وشدد على أن جميع القوى معنية بالحفاظ على التماسك القوي بين كافة الأحزاب الداخلية والقوى، لأن النيل منه يأتي ضمن الأهداف الرئيسة التي تراهن عليها دول تحالف العدوان، وتحديداً السعودية والإمارات، ومن خلفهما أمريكا وبريطانيا.
وطالب الجميع بعدم الخوض في خلافات فرعية لن يجدوا طرفاً لها، ستقود الوطن إلى ما لا يحمد عقباه وستخدم المتربصين به.. مشيداً بجميع الأحرار في اليمن الذين يعتزون بهذا النصر الكبير الذي تحقق للشعب اليمني من لا شيء سوى إرادة الانسان اليمني الحر الذي لم يقبل على الاطلاق أن يكون مطية ذات يوم أو مستعبداً من قبل الجيران الحاقدين.
وذكر رئيس الوزراء أن كتب التاريخ سجلّت لحظات انكسار مر بها الشعب اليمني، وكذا أزمنة القوة والانتصار التي كانت هي السائدة والأقوى حضوراً عبر مراحل تاريخ شعبي أبي.
واختتم الدكتور بن حبتور كلمته قائلاً: “نحتفل للعام الثامن بهذا المناسبة الوطنية المهمة في صنعاء في ظل العدوان والحصار وأعلام الجمهورية ترفرف عالية في هذه العاصمة الحرة الكريمة، فيما الآخرون من المرتزقة والعملاء الذين يتبعون العدوان والاحتلال المتواجدون في المحافظات والمناطق المحتلة لم يسمح حتى للعلم الوطني الذي يظل رمزاً لعزة وكرامة الوطن والمواطنين، بأي ظهور”.
وفي الفعالية، التي حضرها رئيسا مجلسي الشورى محمد حسين العيدروس والقضاء الأعلى أحمد يحيى المتوكل ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن اللواء جلال الرويشان والنائب العام الدكتور محمد الديلمي، أكد وزير الثقافة، عبدالله الكبسي، أن الاحتفاء بالذكرى الـ60 لثورة السبتمبرية الأم 26 سبتمبر مناسبة عظيمة وخالدة شهد فيها شمال الوطن ثورة شعبية لإزالة نظام حكم مستبد، وبُذل لأجل نجاحها دماء زكية وطاهرة لثوار ميامين، معلنين أهدافاً ستة أجمع عليها الثوار الأحرار، ومضوا لتحقيقها بكل عزيمة وإصرار وثبات.
وأكد أن الثوار السبتمبريين لم يكونوا يدركون لما يعده المتربصون بهم سعياً لإجهاض الثورة منذ الوهلة الأولى لانطلاقها، استشعاراً من أولئك بحجم خطورة الثورة عليهم، كون تحقيق الأهداف الثورية السبتمبرية سيحبط مخططاتهم وسيقلب الطاولة على رؤوسهم، رغم علمهم أن الشعب اليمني شعب مسالم يحترم حقوق وحسن الجوار.
وأشار إلى أن صدور المتربصين موغلة في حقدهم على اليمن وتاريخه وحضارته وسعياً منهم لتحقيق الأجندة البريطانية – الإسرائيلية في المنطقة العربية ككل، وفي اليمن ذات الموقع الاستراتيجي بشكل خاص، عبر تجنيد عملاءهم لتنفيذ مخططاتهم الساعية إفشال الثورة السبتمبرية.
ولفت وزير الثقافة إلى الحقائق الدامغة، التي لا يمكن لأحد إنكارها على الإطلاق، والمؤكدة أن دول الشر تمكنت منذ الوهلة الأولى لثورة 26 سبتمبر من المضي لوأد أهدافها التحررية من خلال إحداث التحولات السلبية على الواقع، وسعيهم لتحويل اليمن من بلد منتج يأكل مما يزرع إلى بلد شبه خامل يستورد أبسط مقوّمات الحياة.
كما أكد أن جارة السوء عمدت بالتزامن مع كل ذلك إلى غرس العملاء والخونة لبلوغ هدفهم الأسمى المتمثل بتفكيك النسيج الاجتماعي لليمن عن طريق نشر المفاهيم الهدامة والثقافة المغلوطة والدخيلة على اليمن، والسعي الدؤوب لنشر الحركة الوهابية التكفيرية في اليمن.
وأوضح الوزير الكبسي أن الاحتفال اليوم بالعيد الستين لثورة 26 سبتمبر الخالدة له مدلولاته الكبيرة، خاصة أن ثورة 21 سبتمبر أعادت لثورة 26 سبتمبر الأم وهجها وألقها ومجدها في إماطة اللثام عن العملاء وفضح المرتزقة وخونة الأوطان الذين تم طردهم وإحباط بقية مخططاتهم التآمرية الهادفة إلى إعاقة دوران عجلة التنمية وضرب أهداف الثورة في مقتل.
وبيّن أن الانتصارات المتلاحقة للجيش في كافة الجبهات والميادين، والعروض العسكرية والأمنية الأخيرة، وأبرزها العرض العسكري المهيب في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء مؤخراً تؤكد المضي في تنفيذ هدف الثورة في بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد ومكاسبها.
وفي الفعالية، بحضور أعضاء مجالس الوزراء والنواب والشورى وعدد من مسؤولي وقيادات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية ومحافظي المحافظات ومناضلي الثورة اليمنية ورؤساء وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية، استعرض المناضل محمد أبو علي، في كلمة مناضلي الثورة اليمنية، جزءاً من محطات النضال لثورة 26 سبتمبر المجيدة وما رافقها من إرهاصات ومخططات تآمرية سعياً لوأدها وإفشال أهدافها الستة التحررية للانعتاق من الظلم والاستبداد.
وتطرق إلى أهداف الثورات التحررية 14 أكتوبر و30 نوفمبر و22 من مايو والـ21 من سبتمبر المستمدة جميعها من أهداف ثورة 26 سبتمبر الثورة الأم.
ولفت أبو علي إلى أمجاد التاريخ العريق للشعب اليمني وحضارته، التي امتدت لآلاف السنوات، وجسّدت موطن التاريخ والإنسان الأول ودور المرأة كشريك في الحكم وصنع القرار، وإدارة دفة الدولة بحكمة واقتدار منذ زمن الملكة بلقيس.
تخللت الفعالية فقرات فنية واستعراضية لفرقة الأصالة والمعاصرة بقيادة المبدع علي المحمدي، وقصائد شعرية معبّرة عن عظمة المناسبة.