الثورة نت/ وكالات
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى ضرورة حماية الامم المتحدة وإبعادها عن كل الصدامات واستعادة سمعتها كمنصة لمناقشات صادقة لإيجاد توازن هو من مصلحة جميع الدول الأعضاء.
وجدد لافروف في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ 77 الليلة الماضية دعوته الى العمل النشط لتسوية النزاعات الإقليمية باعتبارها من المهام ذات الأولوية والتغلب على الجمود في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وتعافي العراق وليبيا اللذين دمرهما عدوان الناتو وتأسيس عملية مستدامة للمصالحة الوطنية في اليمن ووقف التهديدات لسيادة سوريا وتجاوز إرث الناتو الصعب في أفغانستان لافتا إلى أن روسيا تسعى جاهدة لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة للبرنامج النووي الإيراني بشكله الأصلي.
وأكد وزير الخارجية الروسي في كلمته أن النموذج أحادي القطب الذي يلبي مصالح النخب الغربية أصبح من الماضي والعالم اليوم يشهد ولادة نظام عالمي جديد نسعى لأن يكون خاليا من النازية والاستعمار.
وقال لافروف يتم البت في مستقبل النظام العالمي وروسيا وحلفاؤها يعملون على خلق نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب خال من الابتزاز والترهيب والنازية فيما تحاول واشنطن تحويل العالم برمته لساحة خلفية لها وإيقاف عجلة التاريخ معتبرة نفسها خليفة الله في الأرض.
وأشار لافروف الى أن النموذج أحادي القطب الذي خدم مصالح الغرب ونظرية المليار الذهبي وفر استهلاكه المفرط لمدى قرون على حساب موارد آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية يغادر اليوم ليصبح من الماضي مضيفا أن هناك اليوم دولا ذات سيادة مستعدة للدفاع عن مصالحها الوطنية وتعمل على تشكيل هيكلية متعددة الأقطاب ومستقرة ومتساوية بالحقوق وذات توجه ما تعتبره واشنطن والنخب الحاكمة في الدول الغربية تهديدا لمكانتها المهيمنة.
وحذر لافروف من أن أخطاء الغرب تقوض الثقة في قدرة المنظمات الدولية والقانون الدولي على حماية الضعفاء من الأقوياء في وقت يتدهور فيه الوضع الأمني الدولي بسرعة بسبب ممارسات الغرب كالمعلومات المضللة والمسرحيات الوقحة والاستفزازات وذلك بدلا من الحوار الصادق والبحث عن حلول.
وأوضح لافروف أن واشنطن تريد تحويل الكرة الأرضية إلى حديقة خلفية وتحارب معارضيها من خلال العقوبات أحادية الجانب غير القانونية التي تم تبنيها لسنوات عديدة في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة حيث تستخدم هذه العقوبات كأداة للابتزاز السياسي معتبرا إياها “انحطاطا أخلاقيا” لأنها تصيب السكان المدنيين وتمنعهم من الوصول إلى السلع الأساسية بما في ذلك الأدوية واللقاحات والمواد الغذائية.
وأشار لافروف إلى أن واشنطن وبروكسل فاقما الوضع المتأزم بإعلان حرب اقتصادية ضد روسيا كانت نتيجتها زيادة الأسعار العالمية للأغذية والأسمدة والنفط والغاز لافتا إلى أنه لم تتم إزالة العقبات المالية واللوجستية التي انشأتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي أمام صادرات الحبوب والاسمدة الروسية بالكامل إضافة إلى حجز 300 ألف طن من الأسمدة في الموانئ الأوروبية والتي عرضت روسيا منذ فترة طويلة نقلها مجانا إلى البلدان الإفريقية المحتاجة لكن الاتحاد الأوروبي لا يريد القيام بذلك.
من جانب آخر، حذر وزير الخارجية الروسي ، من أن الناتو قد يرسم في المستقبل القريب “خط دفاع” جديدا له في بحر الصين الجنوبي.
وأضاف لافروف خلال كلمته في الجمعية العامة بالأمم المتحدة: “أعلنوا أن الناتو ملتزم بأمن المحيطين الهندي والهادئ، مما يعني أن خط الدفاع التالي للناتو سيمر عبر بحر الصين الجنوبي.. ليس لدي أدنى شك في ذلك”.