“احتيال أميركي” (2013)


– هل هذه زوجتك ¿
– لا هذه زوجتي
” تباٍ للرئيس جيمي كارتر ” قالت سيدني بعد وترجيت ووحش فيتنام العائد بدون مقوم الأسنان أميركا السبعينيات تخرج من الحمام وتبدأْ الصلاة على طاولة الطعام الطاولة المليئة بالسكاكين وأسماء الطعنات وحشود الجائعين وبعض المحتالين الصغار والكبار أيضاٍ أميركا الحب ” والعمل يا عزيزي” أميركا الفضائح والـ White Rabbit كما أنشدت اللبنانية ميسا قرعة في لحظة شعر الجميع فيها أن الضيف الكبير “روبرت دي نيرو” ليس إلا صحراء هربت بنفطها من أحاديث شمس العرب إلى حانات أميركا المليئة بالوجوه الباردة.
هذا هو المثير للأحاديث المشبوهة والقابل لفتح الكثير من النوافذ قبل أن تشعر أنك أصبحت في العراء” احتيال أميركي ” المرشح الأكثر استحقاقا للأوسكار في السنوات القليلة الماضية خسر كل شيء في مهرجان الأكاديمية بالرغم من ترشيحاته العشرة الفيلم الحقيقي بذلك النوع من التكامل والواقعية والعبث الهائل بالأفكار لصنع معجزة سينمائية نادرة رؤية فنية مبتكرة ومقدسة بتلك التراتيل البسيطة التي خلقت الحبكة المثالية و قدمت للمشاهد قائمة بالأحداث التي يمكن تصورها والتي لا يمكن تصورها أيضاِ عبقريات البسطاء هي النتيجة الخالدة لأدوار معقدة وذات وجوه وسياقات هي الحياة بكل التوحش والخوف والندم والذكريات المبعثرة داخل عْلب المكياج الديكور الاستعراضي الفاتن الأزياء التي سرقها ” مايكل ويلكينسون ” من متجر سبعيني مصاب بالخجل والإثارة معاٍ الموسيقى المشهد الآخر لمشهدُ أكثر ْ التزاماٍ وواقعية وكما لم يفعل من قبل ” داني الفمان” الكثير من اللعنات الطيبة قد تجعل الأمر أكثر صعوبة أقصد عندما تراهن على ” كريستيان بيل ” ” إيمي آدمز ” الفاتنة ” جينيفر لورنس “و ” برادلي كوبر ” ثم تكتشف مؤخرا أن الجميع مرشحَ للأوسكار أن الجميع يستحق كل هذا التقدير بيد أن أسمائهم – بطريقة ما – لم تكتب على تماثيل الأكاديمية بينما الكثير من صناع اللعبة التقنية ” جرافيتي” يستمرون في الصعود لاستلام تماثيلهم حسناٍ الكثير من اللعنات بدأت تفقد طيبتها و سوف لن تجعل الأمر أكثر تقبلاٍ لماذا لم يخبرهم بحماقات اوسكار القديم ” روبرت دي نيرو ” .
أنا حزينَ لذا أكتب اليوم بلغة مختلفة قد لا تعجب البعض البعض الذين لو تسلقوا الجدران واختلسوا النظر إلى ما تفعله روزالين ” جينيفر لورنس ” في كل القصص الملتهبة التي ورطت نفسها بها الوجه المشتعل باللحظات والأحاديث العشوائية حول الحب والزواج والغضب واحتراف الملامح المكتئبة لتقديم وجبة غموض لرجلُ يخبئ وجهه من الفرح سيتذكرون لحظات ” Silver Linings Playbook ” بنوعُ من الإعجاب والاستياء فعلى حين أوسكار كانت هذه الفتاة متورطة أيضاٍ بترهات ” Hunger Games” أما ” إيمي آدمز ” هذه المخلوقة الشاحبة كيف بحق آلهة السينما خسرت أمام كيت بلانشيت بلانشيت معجزة ” الياسمين الأزرق” التي هبطت من مسرحية تينسي ويليامز ” عربة اسمها اللذة” لتخطف الأوسكار بينما إيمي تبكي أمام مرآة ما في هذا الفيلم الساحر.
التحفة التي قدمها ديفيد او راسيل وبعودة كاملة لشخوص فيلميه السابقين “The Fighter” و أيضا ” Silver Linings Playbook ” ليست مجرد لمحة ساخرة عن الفجور السياسي لأوغاد السماء الأمريكية حينها عن طريق تقديمه لفضيحة ” أبسكام ” الشهيرة ليست طريقة مختلفة للتطهر من خطايا السياسيين في الحقب الماضية ليست مجرد عجوز ُ تمسك بخصر مراهقُ وتقرأْ له ما تيسر من سطور التاريخ القريب والمليء بالحفر والأعراب السمر الذي لا يشبهون البورتريكيين السود حتى يمنحوا أميركا البيضاء دفتر شيكات ممتلئَ بعقد النقص إنه كل هذه المحاولات للكشف عن ما يكون فعلاٍ تشعر بتلك الدفعات الهائلة من الهذيان وأنت تتابع هذا السباق المحموم بين شخصيات الفيلم للسيطرة على الفعل وردة الفعل والإمساك بالمشاهد وتحويلة إلى دمية غير قادرة على التصديق أن هناك خدعة في كل ما يحصل .
وبالرغم من تواجد الشريك الأزلي لـ ” ديفيد ” السيناريست ” ايرك سينجر” فالفيلم هذا المرة امتلك فلسفة إيقاعية مختلفة عن التجارب السابقة إيقاعَ سريع وحوارات كوميدية الطابع حد الألم الحياة كلها بمفارقاتها وتجاوزاتها إن اعتبرنا اصلاٍ انها في حد ذاتها ليست مفارقة أو تجاوزاٍ ولإن من حق القارئ مشاهدة الفيلم الحقيقي سوف لن أتجاوز هذا التوصيف الباهت هذه معجزة يجب أن تؤمن بها من خلال المشاهدة لا تنتظر أحداٍ ليحدثك عنها ليحدثها عنك.
في العدد القادم سوف يكون هناك الكثير من العبيد العبيد الذين كانوا في 2 مارس الفائت هم وحدهم في الأعلى كيف خسرت سخرية “احتيال أميركي” أمام سوداوية ” 12 عاماٍ من العبودية ” ¿

قد يعجبك ايضا