أكد السيد القائد ان التحرك والمطالب الثورية التي خرجت بها ثورة الـ21 من سبتمبر صادقة وعادلة ونطقت بالحق، وليس فيها أي منطق عدائي ضد أي احد ، وخطابها ثوري جامع يعبر عن كل أبناء اليمن ، بعكس خطابات البعض التي كانت مشحونة بالبغضاء والكراهية والمناطقية والمذهبية، وعبر التحرك الثوري عن الهوية الإيمانية وقدم مصداقا من أهم المصاديق بالطريقة التي اعتمد عليها بالحكمة اليمانية، وحقق نجاحا مميزا، بتوفيق الله، وبتنسيق مع كل أحرار البلد، وتم تأمين العاصمة صنعاء بما ليس له مثيل، وتأمين كل ما له علاقة بالناس، ولم تكن هناك أي تصفية حسابات، وما يميز ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هو الحضور الشعبي الهائل والإسهام بالقوافل والاحتياجات التموينية ، من مختلف أبناء الشعب اليمني. وتميزت الثورة بالصبر والتضحية والثبات ضد الحملات الإعلامية السيئة، كما برز الدور الفاعل والحاسم للقبيلة اليمنية، وكان دورها راقياً وحضارياً عكس حكمتها وهويتها الإيمانية..
قدمت الثورة أرقى نموذج التصالح والتفاهم، وأتاحت الفرصة لكل الأحزاب والمكونات السياسية لفتح صفحة جديدة، وكان اتفاق السلم والشراكة هو الضامن للجميع، وحين يأس الأمريكي من العبث واللعب بهذا البلد وانهياره واستمرار الوصاية الأمريكية على اليمن ، اتجه للعدوان، وأعلن العدوان من واشنطن، وهذا يكشف حقيقة السياسة العدائية لأمريكا ضد اليمن كلها، وارتكب العدوان ابشع الجرائم في الأسواق والمدارس والمساجد وفي كل مكان، وهذا يوضح ان تعامل الأمريكي مع شعبنا كأعداء بالقنابل و الطائرات الأمريكية والإشراف الأمريكي، طال كل شيء في البلد، وهذا يبين سياسة وتوجهات الأمريكي تجاه اليمن، تآمروا على كل شيء حتى تعم المعاناة على كل يمني، حتى في المناطق التي سيطروا عليها بالسيطرة والاحتلال، ويقيمون القواعد في حضرموت والمهرة وعدن، ويسيطرون على القرار، حتى في التشكيل السياسي الجديد تم تشكيله من الخونة والعملاء الذين تم تعيينهم من قبل الأمريكي والسعودي ، وهذا هو ما يريدونه في اليمن، هم من يعينون الرئيس وهم من يسيطرون على كل شيء وهم من يتحكمون بالقرار السياسي والاقتصادي وعلى كل شيء، و هذا يعني انه لولا ثورة الـ21 من سبتمبر لفعل العدو أقبح مما يفعله في المناطق التي يسيطر عليها..
لقد أفشلت ثورة الـ 21 من سبتمبر كل خطط العدو في السيطرة على هذا الشعب العزيز ، وهذا يعني ان هذه الثورة المباركة هي ضرورة دائمة ، وأول إنجازات الثورة هو الدفاع عن الهوية اليمنية وحرية واستقلال شعبنا اليمني، وكذلك تعزيز الروابط بين أبناء بلدنا، والحفاظ على مؤسسات الدولة وتماسكها، بينما يسعى العدو لتفكيكها وانهيارها ، وتحقيق الأمن والاستقرار، والعمل المستمر على السلم الأهلي والاجتماعي ، من أهم منجزات الثورة هو العمل على إعادة بناء الجيش والأمن على أسس وعقيدة هوية يمنية إيمانية ، ومن اهم منجزات الثورة هو الإنجاز في التصنيع العسكري من المسدس إلى الصواريخ و الطائرات المسيرة بكافة أنواع ومختلف الأسلحة في الدفاع البري والجوي والبحري ، والمستقبل بالنسبة للتصنيع في المستوى العسكري والمدني، ومن المتاح أمامنا الآن البدء بالإنجاز في التصنيع المدني..
من أبرز جوانب الإنجازات للثوة اليمنية، هو إعادة روح التعاون و التضامن بين الناس، وهو من أهم الإنجازات التي تغذي الروح الإيمانية، وتفعيل دور الزكاة والأوقاف، وكذلك الحفاظ على توجهات شعبنا نحو قضايا الأمة وعلى رأس ذلك القضية الفلسطينية، والاستمرار بالروح الاخوية مع أحرار الأمة ضد أعداء الأمة ، وفي المقابل هناك استحقاقات لازالت قائمة في الحاضر والمستقبل وفي مقدمتها الدفاع عن البلد وهو الأولوية الكبرى، وكذلك العمل على تصحيح مؤسسات الدولة وتطهيرها من الفاسدين والخونة والعملاء، وهذا من الاستحقاقات الكبيرة، ومن الاستحقاقات أيضا التوجه المستمر والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وكذلك الاستقرار الاجتماعي، وهناك التحديات و المعوقات التي تحد بعض الإنجازات في الأولويات وأول تلك التحديات هو حجم العدوان والحصار على اليمن، في مؤامراته وممارساته الإجرامية، وهذا يستدعي التوجه للتصدي لمواجهة العدوان كأولوية أساسية تحظى بالاهتمام في كافة المستويات، ومن التحديات الاحتلال لمساحة كبيرة من الوطن اليمني واحتلال مناطق الثروة والمنافذ والجزر، ومن التحديات أيضا مستوى الحصار الشامل، والذي يبين حقيقة إجرام وخسة العدوان وأدواته ، الذي يحد من الإمكانيات والإمكانات لتوفير الخدمات للناس ومعالجة الأوضاع..
من التحديات والمعوقات هو إرث ومشاكل الماضي، وهذا يحتاج إلى جهد ووقت واهتمام كبيرين ، وانعدام الخدمات، وسياسات الفشل في الماضي انعكست على الحاضر، ومن المعوقات بروز الطموحات والرغبات الشخصية عند البعض على حساب الأهداف الكبرى، وهذا بحاجة إلى تقييم ومعايير كبيرة حتى لا تكون هناك تصفية حسابات ، البعض يغفل عن أهداف الثورة ويتجه إلى المصالح الشخصية.
من المشاكل والتعقيدات، التباين الكبير في الأفكار والمقترحات لتصحيح الأوضاع، وتباين التقييمات للناس أيضا، وكل المشاكل والتحديات يجب التصدي لها وتلافي الأخطاء بالرشد والحكمة، ولازالت إنجازات تصحيح الوضع في مؤسسات الدولة محدودة ، ولكن هناك توجه قائم يحتاج لدعم ومساعدة وتفهم، وعموما الوضع في المناطق الحرة افضل بكثير لأنه نتاج مواقف حره ووطنية، وهو افضل بكثير من المناطق المحتلة وإملاءات الأمريكي والبريطاني للخونة والعملاء ، وبقدر ما نلاحظ السلبيات لابد من ملاحظة الإيجابيات، ومن الإيجابيات وجود الإيمان با لتصحيح والبناء نحو الأفضل ومعالجة الاختلالات والمشاكل..
إن النموذج السلبي لا يعبر عن الثورة، وعندما يأتي النقد لابد أن يأتي بروح البناء والتصحيح ، اما تهييج الفتن وبالتحريض على الفوضى ليس صاحبها بناصح ولا صادق، وهو يعمل لصالح العدو بشكل مباشر أو غير مباشر، وعلى الجميع أن يتعاون لإنجاز الأهداف الكبرى، وتفاهم الجميع وتجاوز المطالب والمصالح الشخصية، مع الثقة بالله والاستعانة به ، يكون العمل مع الأمل، والصبر والوعي والرشد والحكمة، والتثبيت تجاه الشائعات والدعايات، مواصلة العمل لمواجهة العدوان من أهم وابرز الأولويات، وعلى العدوان ان يعي ان الاستمرار في العدوان خطره سيكون على المستوى الإقليمي و الدولي، والتأكيد على الموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية ، وعلى جميع الشركات ان تحذر من نهب ثروات البلد والحصار مستمر على شعبنا..