الجيوش والقوة العسكرية لا يمكن أن تحقق انتصارا ما لم يكن بناؤها قد تم بشكل صحيح وسليم، ولنا في الجيوش العربية خير مثال ..
الجيش العراقي الذي أنشأه (صدام حسين)، الجيش المصري الذي أعده (جمال عبد الناصر)، الجيش الليبي الذي اعده (معمر القذافي)، الجيش اليمني الذي أعده (عفاش) وكذا الجيش السوري الذي لولا التدخلات الخارجية الروسية والإيرانية واللبنانية لكان في خبر كان، وكذا بعض الكتائب الفلسطينية، أما بالنسبة لجيوش الخليج فالجميع يعرف أنها جيوش من ورق ليست مؤهلة حتى لحماية نفسها ..
وحتى يكون بناء الجيوش سليما لابد أولا من أن يتم بناؤها بعيدا عن أي تدخل أو إشراف خارجي مهما كانت الصداقة بين أنظمتنا العربية وبين تلك الدولة التي استعانت بها لتدريب جيوشها ..
يجب أن يبقى بناء الجيش والقوة العسكرية سريا وتكون له شفرة سرية، لا يدري أحد بمكامن قوته، ولا بمكامن ضعفه ..
وهذا للأسف ما وقعت فيه معظم الأنظمة العربية، فكل جيوشها يتم تدريبها على أيدي مدربين أجانب، ويشرف عليها مدربون أجانب، هؤلاء الأجانب يكونون في الغالب إما أمريكيين أو بريطانيين، وهؤلاء المدربون على علم كامل بهذه الجيوش وبولائها وبقدراتها وبمكامن ضعفها وقوتها .. ولهم ارتباطات وتواصلات دائمة بقادة وضباط هذه الجيوش، لذلك يسهل اختراقها وهزيمتها ..
وهو ما حصل تماما في الجيوش العراقية والمصرية وغيرها من الجيوش العربية ..
وهذا ما انتبهت له القيادة اليمنية وحرصت على تلافيه منذ اليوم الأول..
ولذلك تمكنت بعون الله وفضله من إنشاء قوة عسكرية أرعبت العدو، وخصصت لها إسرائيل حلقات خاصة في قنواتها الرسمية، واستضافت فيها كبار المحللين العسكريين والسياسيين ..
طبعا هذا الكلام لا علاقة له بالاستعراضات العسكرية بين الفينة والأخرى، فهي مهمة وترسل رسائل كثيرة وهامة، ولا قلق منها فهي إنما تعرض قوات وأسلحة رمزية، ولا تعرض كل القوات، ولا يتم فيها كشف أية أوراق عسكرية، ولا تتناول أرقاما ولا عتادا ولا خططا ولا استراتيجيات .
أيضا لا بد أن تبنى الجيوش لتحمي وتدافع عن الدين والوطن، وليس لتدافع عن الأنظمة والحكام، ولا بد أن تنتمي في عقيدتها القتالية والدفاعية على عقيدة وأسس سليمة وتنتمي في ولائها لدينها ولوطنها، وليس لحماية الحكام والرؤساء والأنظمة الاستبدادية والظالمة ..
إن الجيش اليمني الذي تم إعداده وبناؤه خلال سنوات العدوان الثمان، رغم الحصار والدمار، قد استطاع أن يقلب الموازين العسكرية، وأن يجبر دول العدوان على إعادة قراءة استراتيجياتها العسكرية والقتالية، وضرب المقاتل اليمني أروع الأمثلة في الشجاعة والثبات، وواجه أقوى ترسانة عسكرية في القرن الواحد والعشرين.. وأفشل مخططاتها، وألحق بجيوشها هزائم منكرة، وأضحى محل إعجاب وتقدير كل الشعوب العربية والإسلامية بل والعالمية ..