تمضي فترة الهدنة الأممية في فترة تجديدها الثانية التي تمتد من الثاني من أغسطس إلى الثاني من أكتوبر بسرعة دون أن تشهد الملفات المرتبطة بالبنود الخاصة بها أي تقدم ، وخصوصا الملف الاقتصادي وفي مقدمتها السماح بتدفق السفن المحملة بالمشتقات النفطية المتفق عليها دون قيد أو شرط ، حيث يواصل تحالف العدوان والبغي والإجرام احتجاز السفن المحملة بالمشتقات النفطية في تهديد هو الأخطر من نوعه للهدنة الأممية الهشة ، بالإضافة إلى موضوع المرتبات الذي كثر الأخذ والرد حوله ، دون أن نلمس أي جدية من قبل الأمم المتحدة للضغط على قوى العدوان والمرتزقة من أجل الدفع باتجاه صرف المرتبات من عائدات مبيعات النفط اليمني الخام والغاز والتي يتم توريدها طرف البنك الأهلي السعودي وتصب في حسابات هوامير الفساد والنهب والسلب الذين يطلقون على أنفسهم مسمى الشرعية .
تلكؤ الأمم المتحدة ، وتنصلها عن كل تعهداتها السابقة للهدنة واللاحقة لها يشير إلى عدم جديتها في تحقيق انفراجة في الملف الاقتصادي الإنساني البحت ، ويضعها أمام أبناء شعبنا في دائرة الاتهام جنبا إلى جنب مع قوى العدوان ومرتزقتهم ، والغريب في الأمر هو إصرار الأمم المتحدة على ( صرف الكلام ) فقط فيما يتعلق بالملف الاقتصادي خاصة وبالقضية اليمنية عامة ، وغياب الحلول والمعالجات الملموسة الأثر والفائدة ، مفاوضات الأردن لا أثر لها ميدانيا ، وبنود الهدنة الأممية ما يزال تنفيذها شبه محدود ، فبعد احتجاز قرابة ٣١سفينة محملة بالمشتقات النفطية ، وخوفا من ردة فعل القيادة الثورية والسياسية اليمنية على الأزمة التموينية في جانب المشتقات النفطية التي خلفها احتجاز سفن المشتقات النفطية ، سمح تحالف العدوان بدخول أربع سفن من بينها سفينة تابعة للأمم المتحدة هي الوحيدة التي لم تتعرض للاحتجاز من قبل تحالف العدوان .
وهنا أقف حائرا أمام المواقف الأممية المتخاذلة والغير معقولة تجاه الهدنة الإنسانية التي تقدمت بها وتحمل اسمها والتي تتعامل معها بحالة من اللامبالاة ، متجاهلة التعهدات والالتزامات التي أعلنت عنها وقدمتها على لسان مبعوثها إلى اليمن هانس غروندبيرغ والتي أفصح عنها عشية الإعلان عن تمديد الهدنة للمرة الثانية والذي يمتد من ٢أغسطس إلى ٢أكتوبر ، فمن المعيب جدا في حقها التعاطي السلبي من قبل تحالف العدوان والمرتزقة مع بنود الهدنة وعدم التزامهم بتنفيذ البنود التي تضمنتها بحذافيرها دون قيد أو شرط ، ولا يعقل أن يتحدث المبعوث الأممي عن سلاسة تدفق سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة ، في الوقت الذي لا تزال عمليات القرصنة والاحتجاز مستمرة وبوتيرة عالية على مرأى ومسمع الجميع .
بالمختصر المفيد، الهدنة الأممية من المفترض منطقيا أن تصب في مصلحة أبناء الشعب اليمني لا في مصلحة أمريكا و قوى العدوان والمرتزقة ، الخروقات المستمرة لوقف إطلاق النار ، وعدم تنفيذ بقية البنود ، كل ذلك يهدد بنسف الهدنة ، وهذا لن يكون في مصلحة الأمم المتحدة ولا تحالف العدوان ومرتزقتهم ، البنود واضحة ولا تحتاج إلى لائحة تفسرها ، والأيام تمر بسرعة والكرة في ملعب الأمم المتحدة ، المطالبة بالجدية والتحرك بمسؤولية أخلاقية إنسانية بحتة للمضي بالهدنة نحو حيز التنفيذ والذهاب إلى تهيئة الأرضية المناسبة لإيقاف العدوان وإنهاء الحصار وتهيئة الأرضية المناسبة لإجراء مفاوضات يمنية – يمنية تفضي إلى صيغة توافقية و حل شامل للأزمة اليمنية ، وطي صفحة الماضي والشروع في معالجة تداعيات العدوان والحصار وترميم الجسد اليمني والنسيج الاجتماعي ، والدخول في شراكة وطنية حقيقية لبناء الدولة اليمنية الحديثة التي يحلم بها كل اليمنيين الشرفاء الأحرار .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .