لا يمر يوم دون أن نسمع عن قتل، أو اغتيال، أو تفجير، أو اختطاف، وخاصة اختطاف النساء والأجانب في المحافظات المحتلة.
منذ بدء العدوان والجنوب يغرق بدمه؛ يقتله العدوان، ويقتله المرتزقة، ويقتله الإرهاب، ويقتله العملاء والأوغاد والمليشيات المتناقضة.
الجنوب يدفع فاتورة باهظة ثمناً لاحتضان بعض القوى فيه للجماعات الإرهابية.
تحول الجنوب إلى جحيم؛ كل شيء فيه ملتهب.
منذ معركة شبوة بين مليشيا الانتقالي ومليشيا الإصلاح ارتفع منسوب القتل اليومي إلى العشرات.
الذين استخدموا جماعات الإرهاب في المعركة، ارتدت هذه الآفة عليهم.
يوم الثلاثاء سقط في أبين ( ٢١ ) قتيلا من مجندي الحزام الأمني التابع لمليشيا الانتقالي؛ في نقطة أمنية في مديرية أحور، بفعل تفجير إرهابي من قبل جماعات القاعدة.
يا هؤلاء يا من احتضنتم الإرهاب وما تزالون، لقد حذرناكم؛ وقلنا إن الإرهاب لن يرحم أحدا.
خذوا العبرة من أنور السادات في مصر الذي تبنى الجماعات المتأسلمة؛ ووجهها ضد اليسار، وكانت نهايته على أيدي هذه الجماعات؛ وأمام العالم.
خذوا العبرة من عفاشكم الذي دعم هذه الجماعات واستخدمها في معاركه وحروبه، ثم انقلبت عليه!!
الإرهاب ليس له صديق؛ مثله مثل أولئك الذين أنشأوه ومولوه، فهم لا يرحمون حتى من استخدموهم.
في أفغانستان كانت المخابرات الأمريكية تدير هذه الجماعات، وعندما انتهت المهمة بالنسبة للجماعات بادر الأمريكان لقتل عناصرها.
وفي اليمن قتلت الطائرات الأمريكية والإماراتية والسعودية الكثير من المرتزقة والإرهابيين، لكن هذه الجماعات لا تعتبر، ولا تتعظ.
الآن لازالت هناك بعض المهام لهذه الجماعات في جنوب اليمن.
أمريكا تخطط والإمارات والسعودية تمولان.
خالد با طرفي زعيم القاعدة في اليمن عندما استولى مع عناصره على القصر الجمهوري في المكلا داس على العلم الجمهوري.
ولم نسمع من ينتقد ذلك الفعل المشين، بل زادت الإمارات بأن تفاوضت مع القاعدة على دفع ملايين الدولارات من أجل استلام المحافظة من القاعدة وتسليمها لأعوانها، ثم قامت بإدماج هذه الجماعات في مليشيات هادي والانتقالي.
الجنوب يتشظى، بل إنه في خطر.
في مؤتمر الحوار كان هناك من يقولون بدولة اتحادية من اقليمين ( شمالي/ جنوبي ) يقولون إن الشمال قوي البنية الاجتماعية، ولن يتفكك، بعكس الجنوب الهش البنية الاجتماعية، وسهل التفكك.
كان هذا الطرح موضوعيا إلى حد ما.
معظم النخب الجنوبية تحولت إلى سماسرة لعصابة ٧/٧ ومرتزقة لدول العدوان، والقليل منهم يناهضون العدوان والاحتلال، لا سيما أولئك الأحرار الذين توجهوا نحو صنعاء.
معركة الأدوات بدأت، ولربما لن تنتهي، وجثث الضحايا ملقاة على الطرقات، وفي المقابر الجماعية.
والمضحك المبكي أن البعض ممن كانوا سياسيين لا يزالون يمارسون نظرية المؤامرة.
الجنوب تدنسه دول العدوان الاقليمية والغربية؛ والمرتزقة يتقاتلون للتقرب من الاحتلال وترضيته.
وما ذنب أولئك الجنود الفقراء الذين يسوقونهم إلى جحيم معاركهم ؟!
هؤلاء بشر ولهم عائلات وأطفال ينتظرون عودتهم.