العدوان استعجل الهدنة قبل أجلها.. والمبعوث استبدل توسيعها بتشديد الحصار

افتتاحــــــــــــــــية الثورة


تقترب الهدنة الأممية المؤقتة من حلول أجلها بانتهاء مدتها الثالثة، والواضح أن تحالف العدوان يُسرع الخطى لإسقاط الهدنة المؤقتة بإنهائها قبل حلول أجل مدتها المحدد بالثاني من أكتوبر القادم، فما يفعله من تشديد للحصار باحتجاز سفن الوقود وقرصنتها هو أولاً جريمة موصوفة بالإرهاب والقرصنة الدولية، وهو ثانيا سلوك ينم عن رعونة وصلف وغطرسة واستهتار ونكوص عن بنود الهدنة الأممية المؤقتة.
حتى يوم أمس بلغ عدد سفن الوقود التي يختطفها العدوان في موانئ الحجز والقرصنة 12 سفينة، بعدما أضاف التحالف الإجرامي سفينتي بنزين يوم أمس إلى عداد السفن المختطفة من قبل قواته البحرية في موانئ جيزان، ويوم أمس الأول احتجز سفينة ديزل أيضا، ليبلغ عدد السفن المخطوفة 12 سفينة، في تشديد إجرامي للحصار الذي يفرضه على الشعب اليمني وانقلاب مكشوف عن بنود الهدنة الأممية المؤقتة.
وقد يرتفع عدد السفن المحتجزة والمخطوفة من قبل العدوان غداً إلى أكثر من 12 سفينة، إذ يقوم تحالف العدوان بخطف كل سفينة غصباً وقسراً من عرض البحر ويقوم باقتيادها إلى موانئ جيزان، هو يرتكب جريمة مزدوجة في آن، فمحاصرة الشعب اليمني جريمة إبادة وتجويع تصنف ضمن الجرائم الدولية، كما أن احتجاز سفن الوقود التي نصت عليها الهدنة الأممية انقلاب معلن على الهدنة ونكوص عن بنودها وهي كذلك جريمة موصوفة بالقرصنة والإرهاب الدولي.
منذ بداية التجديد الثالث للهدنة الأممية لم يسمح العدوان لأي سفينة وقود بلوغ ميناء الحديدة، أمر يفصح عن إصرار منظومة العدوان على إسقاط الهدنة وإنهائها، ويؤكد ما المؤكد بأننا أمام منظومة ناكثة ومارقة لا تلتزم بعهود ولا باتفاقات، والأهم من ذلك أن ما تفعله اليوم من حصار مشدد يحملها مسؤولية التبعات عن سقوط الهدنة المؤقتة وانتهائها وعليها أن تستعد لذلك.
لم تكن الهدنة فضلاً من أحد على الشعب اليمني، بل كان من الممكن أن تكون خطوة إيجابية تسهم في خلق أجواء تفاوضية مناسبة للتوصل إلى سلام تتيح مخارج لتحالف العدوان من ورطته وأزماته، أما حصول الشعب اليمني على الوقود والدواء والغذاء فهو حق مكفول بكل المواثيق والاعتبارات الإنسانية والأممية والدولية، وحق الشعب اليمني في التنقل والسفر عبر مطاراته هو كذلك مكفول بكل الاعتبارات، الجريمة هي ما يمارسه تحالف العدوان من حصار إجرامي لتجويع ملايين البشر، وهذه الجريمة تخول الشعب اليمني ولقيادته الوطنية الذهاب إلى وسائل وخيارات عسكرية وأمنية لمواجهتها، وذلك يعد دفاعا عن الحياة الإنسانية، وعن الحقوق الأصيلة للشعوب.
ولم تذهب القيادة في اليمن إلى الموافقة على الهدنة ثم تجديدها إلا بغية تخفيف معاناة الشعب اليمني وتهيئة بيئة مواتية لمفاوضات سياسية للتوصل إلى سلام، غير أن الممارسات التي تقوم بها دول تحالف العدوان تسقط ذلك وتجعل الهدنة ساقطة عملياً، ولا اعتبار لأي حديث أو تصريحات حولها.
والمؤسف أن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس بروندبرغ الذي يلتزم صمت القبور أمام عبث تحالف العدوان بالهدنة الأممية والانقلاب على بنودها، كان قد أعلن في بداية التجديد الثالث عن تسريع مفاوضات لتعميق الهدنة وتوسعتها، غير أن ما يفعله العدوان ويصمت عنه المبعوث الأممي، هو تعميق للحصار وتسريع لسقوط الهدنة وفشلها قبل حلول أجل مدتها الثالثة، وذلك انقلاب فاضح ومكشوف يُسقط عن المبعوث المصداقية ويُسقط الثقة في نزاهته.
الحصار الإجرامي المتواصل على الشعب اليمني له أثمانه الباهظة بالتأكيد والأيدي لن تقف مكتوفة بكل حال، فإذا كانت السعودية تخشى على منابع النفط ومنشآته وعلى مصالحها من ضربات مدمرة، وإذا كانت تستغيث بالمجتمع الدولي مما تسميه التهديدات العابرة لمنشآت نفطها ومصالحها، فعليها أن تكف عن ممارساتها الإجرامية القذرة وترفع الحصار عن اليمن، وترعوي عن القرصنة والإرهاب والخطف للسفن، مالم فإن التهديدات ستصبح أضراراً لاحقة بما تخشى عليه هذه المملكة الباغية.
والمؤكد أن الأكاذيب والأضاليل التي يسوقها تحالف العدوان عبر ماكينته الإعلامية والدعائية لن تنقذه من مغبة سلوكه المستهتر والمستخف بالهدنة المؤقتة، وتبعات جريمته المستمرة والمتواصلة في خنق الشعب اليمني ومحاصرته ومنع وصول الوقود والغذاء والدواء عنه، وسلبه حق اليمنيين في السفر عبر مطار صنعاء.. ستسقط كل الأكاذيب والأضاليل وتبقى الحقيقة قائمة أمام العالم بأن تحالف العدوان يرتكب إبادة بمحاصرة ملايين البشر، وأن عليه دفع أثمان هذه الجريمة المروعة.. ومن الله النصر.

قد يعجبك ايضا