اليهود ليس لهم عهد

صولان صالح الصولاني

 

 

لم يأت عنوان هذا المقال من فراغ أو من باب كيل التهم جزافاً ضد اليهود -كما يعتقد أو يصوِّر ذلك- ملوك وقادة أنظمة التطبيع العربية وأبواقهم المأجورة الذين يعملون ليل نهار عبر مختلف وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع على تلميع اليهود أمام الشعوب العربية والإسلامية وإعطائهم صبغة جديدة وأوصاف جديدة، غير تلك الأوصاف التي وردت عنهم في القرآن الكريم وما أكثرها، حيث قال الله تعالى عنهم «فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حقّ وقولهم قلوبنا غُلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا»، وقال جل من قائل « والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار»، وقوله تعالى «الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرةٍ وهم لا يتَّقون»، وقوله أيضاً «أوكلَّما عاهدوا عهداً نبذه فريقٌ منهم بل أكثرهم لا يؤمنون»، وغيرها الكثير من الآيات القرآنية الدَّالة على مكر اليهود وخداعهم ونكثهم للعهود والمواثيق التي يقطعونها على أنفسهم قبل أن يجف حبرها، فتجدهم -حسبما حدَّثنا عنهم الله تعالى في محكم التنزيل- كلما عاهدوا عهداً نكث بذلك العهد فريق منهم ونقضوه، فتراهم مثلاً في عصرنا الراهن يبرمون عهداً مع الفلسطينيين اليوم وينقضونه غداً أو بعد أيام قليلة من التوقيع عليه، وذلك هو أسلوب اليهود وديدنهم خلال الأزمان والعصور الماضية، سواءً مع الفلسطينيين أو مع غيرهم من شعوب وبلدان منطقتنا العربية، والشواهد الدَّالة على ذلك كثيرة جداً لا يكفي المقام هنا لذكرها، والتي تحكي فصولاً من المكر والخداع ونكث العهود والمواثيق، الذي امتاز به اليهود دون منازع على مدى تاريخهم وتاريخ احتلالهم للأراضي العربية في فلسطين والجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية ونهر الأردن وتدنيسهم للمسجد الأقصى الشريف والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة.
وبالتالي فإن القرآن الكريم يأمرنا كمسلمين إذا واجهنا هؤلاء اليهود الناقضين للعهود والمواثيق أو من يوالونهم في أي معركة، بأن ننزل بهم من العذاب والبأس الشديد ما يدخل الرعب في قلوبهم ويشتّت جموعهم، لعلهم يعتبروا فلا يجرؤون على ذلك مرّة أخرى، وما لعنوا في القرآن الكريم –أيضاً- إلا بسبب نقضهم للعهود وكفرهم بآيات الله الدَّالة على صدق رسله، وقتلهم للأنبياء ظلماً واعتداءً وقولهم «قلوبنا عليها أغطية فلا تفقه ما تقول» .. والأمر كذلك يشمل من يوالون اليهود والنصارى، استناداً واتباعاً لقول الله تعالى «ومن يتولّهم منكم فإنه منهم»، وهو ما ينطبق راهناً على ملوك وقادة أنظمة التطبيع العربية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، والذين يأتي في مقدمتهم مسؤولو وقادة النظامين السعودي والإماراتي، اللّذين يخوضان ضد وطننا وشعبنا اليمني المسلم المسالم حرباً عدوانية ظالمة منذ ما يقارب الـ8 سنوات، بمعية اليهود والنصارى .

قد يعجبك ايضا