الثورة/ يحيى الربيعي
أوضح مدير عام الإعلام والإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة والري المهندس يوسف صبرة أن الفريق الوطني للإرشاد عمل على توسيع دائرة المشاركة، بحيث تم توعية المزارعين بأهمية تفعيل المدارس الحقلية فيما بينهم على هيئة تجمعات متقاربة جغرافيا، يكون من مهمة هذه المدارس العمل على تبادل المعارف بين المزارعين، والقيام بتناقل الخبرات في العمليات الزراعية وتحسين الجودة، وتبادل أساليب وطرق مكافحة الآفات الزراعية، وتقديم الحلول الممكنة للمشكلات التي قد تواجه المزارعين، والرفع بما يستعصي على المدرسة الحقلية توفيره من الحلول المناسبة إلى الجمعية التعاونية في النطاق الجغرافي التي بدورها تتولى إيجاد الحلول المناسبة أو البحث عنها لدى الجهات المختصة وموافاة من يتم تزكيته في تحمل مسؤولية المدرسة بالنتائج لتعميمها على بقية المزارعين.
وقال “تمثلت أولى خطوات الإرشاد الزراعي في الاهتمام بجانب بناء الكادر، ويأتي هذا الاهتمام ضمن أولويات الثورة الزراعية، حيث عقدت عدد من الورش الوطنية للإرشاد الزراعي المجتمعي، تمت خلالها تدريب وتأهيل مرشدين زراعيين ومزارعين من عموم المحافظات اليمنية، بالإضافة إلى فريق مركزي يتكون من 30 عضوا”.
مشيراً إلى أن أولى مخرجات هذه الورش، قيام فرق إرشادية- تم تشكيلها من الفريق الوطني والمرشدين الأساسيين وذوي الخبرة من المزارعين بالإضافة إلى مجاميع المتطوعين من طلاب الكليات الزراعية والطب البيطري في الجامعات اليمنية، تم تأهيلهم بالمعارف والمهارات الإرشادية- بنزول ميداني إلى كافة مديريات وعزل وقرى المحافظات الحرة، لممارسة العمل الإرشادي تجاه المزارعين والاطلاع على ما لديهم من خبرات وموروث فعال في هذا الجانب، والعمل على تشكيل أكثر المدارس الحقلية على مستوى عزل مديريات المحافظات الحرة.
وأضاف أن الإرشاد الزراعي بات اليوم يلعب دوراً رئيسياً في تنمية موارد المجتمعات الزراعية والمحافظة عليها من خلال تنفيذ برامج وأنشطة الإرشاد الزراعي الجيدة التي تعمل على تمكين المزارع من الاستفادة الكاملة من جميع الطاقات والمصادر والإمكانيات المتاحة في مسارات تحقيق قدر عال من الإنتاج.
وأشار صبرة إلى أن الإرشاد الزراعي مسار لا تتوقف رسالته عند مجرد السعي إلى إحداث تقدم في أساليب وطرق الزراعة، وإنما تتخطى ذلك النطاق، فتمتد إلى ضرورة امتلاك قدرات لإحداث نهضة اجتماعية واقتصادية في المجتمعات الريفية، عن طريق تمكين المزارع من استغلال كل ما حوله من فرص وموارد وإمكانيات طبيعية وبشرية، ومن خلال تثقيف المزارع وتوعيته وتنمية قدراته، وتحسين مهاراته وتغيير اتجاهاته وأساليب تفكيره، بما يمكنه من تحقيق الاستفادة الكاملة من الفرص المتاحة في المجال الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وبما من شأنه رفع مستواه المعيشي والارتقاء بمجتمعه المحلي .
مضيفا “كما لا تقف أهمية الإرشاد الزراعي عند كونه يمثل حلقة الوصل بين أجهزة الأبحاث العلمية الزراعية والمزارع من خلال نقل نتائج الأبحاث والتوصيات الزراعية بعد تبسيطها إلى من هم في حاجة إليها، بل تزداد أهمية الإرشاد تبعاً للدور الحيوي المتميز الذي يقوم به في تزويد أجهزة البحث العلمي الزراعي بما يتحصل عليه من خبرات تقليدية لدى المجتمعات المحلية بالإضافة إلى الإحاطة بمشكلات واقعية نابعة من الميدان لإيجاد الحلول لها، لأن ذلك يؤدي بدوره إلى زيادة فاعلية البحوث في المجال التطبيقي”.
وأكد “الإرشاد الزراعي يقوم بدور مهم في توعية وتثقيف المزارع، وتغيير اتجاهاته وتطوير مهاراته عن طريق الإقناع بحيث يدرك المزارع أن ما ينصح به من معارف، وما يتعلمه من مهارات ستعود عليه بالنفع، ويصبح بذلك فرداً منتجا قوياً وفعّالا قادراً على النهوض بأعبائه والتعامل الصحيح مع ما يواجه من صعوبات، وبالتالي أكثر تفهماً وتجاوباً مع مشاريع التنمية والإصلاح”.
منوها “يسعى الإرشاد الزراعي إلى زيادة الإنتاج من خلال رفع كفاءة وجدارة المزارع على توظيف مستلزمات الإنتاج الزراعي في تطبيق أفضل الطرق في إدارة عملية الإنتاج والتسويق بما يترتب على ذلك زيادة في العائد الاقتصادي الناتج عن نجاح العملية الإنتاجية”.
وأضاف “ويمكن أن يقوم الإرشاد بدور فعال في تنمية الدخل الزراعي للأسر الريفية عن طريق إدخال ونشر الحرف والصناعات الريفية الزراعية، التي يعتمد تصنيعها على المنتجات الزراعية، بهدف استغلال جميع امكانيات البيئة، والمساهمة في تحسين دخل المزارعين وأسرهم، واستغلال أوقات الفراغ، وإيجاد فرص عمل للمزارع وأفراد أسرته طوال العام”.
ويواصل: “كما يجدر بالإرشاد الزراعي أن يدرك أهمية التفاعل مع فئة الشباب الريفي باعتبارهم مزارعين وأمل المستقبل، فينظم لهم البرامج التدريبية الزراعية والثقافية لكي يخلق منهم جيلاً من المزارعين المعدين إعداداً سليماً على أسس الزراعة العلمية الحديثة، وإعداد قادة من بينهم على مستوى عال من الكفاءة والوعي ليكونوا خير مساعد للقائمين بالعمل الإرشادي الزراعي في تأدية مهامهم الإرشادية مما يسهل مهمة الإرشاد في المستقبل”.
وأختتم “يتعين على الإرشاد الزراعي أن يعلم المزارعين مبادئ التعاون، ويساعدهم في إنشاء جمعياتهم التعاونية التي تعودهم على التكافل والعمل المشترك، وكيفية تنظيم أنفسهم ليساعدوا أنفسهم ومجتمعاتهم في ترسيخ مبادئ التعاون والاهتمام بالعمل المشترك بحيث يتحقق الإنتاج وتتحرك عجلة التسويق ويكبر رأس المال المنشود، وتفعيل الرقابة التي يشترك فيها الجميع تماما كما يوزع العائد من النشاط التعاوني على الأعضاء بحجم اشتراكهم في هذا النشاط.”