أدب الـحـوار
النقاش والحوار مع الآخرين أو المناظرة هو أسلوب من أساليب الدعوة وإيصال الحق إلى الناس وتعليمهم أمور دينهم وهو أشبه ما يكون بمعركة بين فكرتين بهدف ترجيح واحدة على الأخرى وقد أجاد من قال : قد يكون النقاش بينك وبين أخيك حول قضية من قضايا الإسلام وهذا النوع يسهل الوصول فيه إلى الحق إذا التزمت آداب الإسلام وتعاليمه وقد يكون النقاش بين مسلم وكافر أو بين مسلم ملتزم وآخر غير ملتزم الأمر الذي قد يحول هذا الحوار إلى جدال عقيم لا فائدة ترجى منه سوى إضاعة وقت المسلم الثمين مع العابثين لذا فاحرص يا أخي على الآتي :
1ــ أن يكون هدفك الأول والأخير هو مرضاة الله سبحانه وتعالى واحرص على ألا تقع في الرياء.
2ــ احرص أن تضع أصولا وآدابا عامة تلتزم بها أثناء النقاش وخاصة إذا كان هناك آخرون يتابعون الحوار.
3ــ أنت أيها المسلم حامل لواء الحق فاعلم أنما دونه باطل فعليك أن تعرف كيف توصل هذا الحق بأسهل أسلوب وأعذبه وأن تكون ليöنا مجادلا بالتي هي أحسن والحق لا بد منتصر وإلا فاعلم أن ذلك يعني عدم تمكنك من الحق الذي تحمل أو أن أسلوبك في إيصال الحق غير سليم.
4ــ إذا كان في جلسة الحوار من هو أعلم منك أو أقدر منك على إيصال الحق بأسلوب سهل لين فافسح ــ يا أخي الحبيب ــ المجال لأخيك طالما أن هدفك إيصال الحق ولا تأخذ المجال وحدك وكن عونا لأخيك فإذا غفل عن جانب يمكنك أن تذكره فتكمل بذلك نقصا بدر منه وهكذا تستفيد من أسلوب أخيك.
5ــ أخي قد يكون النقاش في فرع من الفروع يرتكز فهمه على أصل من الأصول فلا تضيع وقتك في هذا الفرع إذا كنت تعلم أنه لن يفهم إلا من خلال فهم ذلك الأصل.
6ــ إذا واجهتك أثناء النقاش قضية لا تعلمها فلا تتكلف الخوض فيما لا تعلم فتتحول الجلسة إلى جدل عقيم أو تصبح مجالا للسخرية منك أو مما تحمل والعياذ بالله لذا يا أخي ليس عيبا أن ترجع إلى من هو أعلم منك أو إلى كتاب من الكتب الموثوقة المتعلقة بموضوع النقاش وهذا هو خلق الإسلام وأدبه طالما أن هدفنا إيصال الحق إلى الناس وإخراجهم بعون من الله من الظلمات إلى النور.
ـــ للتأمل :
خالـف هـواك إذا دعـاك لـريـبـة
فـلـرب خير في مـخـالـفـة الهـوى
حتى متى لا ترعوي يا صاحبي
حتى متى¿ حتى متى¿ وإلى متى¿
*مستشار وزارة الأوقاف والإرشاد.