جمعية الرياضيين القدامى إلى أين؟

حسن الوريث

 

قبل أكثر من سنتين تم تشكيل لجنة تحضيرية لجمعية اللاعبين القدامى لتكون مظلة لرعاية كل الرياضيين القدامى الذين أفنوا حياتهم في خدمة الرياضة وتقديم كل ما يمكن من أجلهم فالرياضي يشعر في قرارة نفسه أنه حين تنتهي خدمته للرياضة يتم الاستغناء عنه وعدم الاهتمام به إطلاقاً سواء من قبل الأندية أو الاتحادات والوزارة وكل من له علاقة بالرياضة بل وفي غالب الأحيان يتنكر له الجميع رغم أنه كان النجم الرياضي المحبوب والمفضل وفي لحظة ينتهي به المطاف على قارعة الطريق.
كنت اعتقد أن هذه الجمعية هي بداية مسيرة الألف ميل التي يجب أن تبدأ لخدمة الرياضي القدامى وتوفير سبل العيش الكريم لهم عقب اعتزالهم للرياضة عند نهاية خدمته أو حتى حين يترك الرياضة قبل أوانه سواء بسبب الإصابة أو أي شيء آخر لكن ـخبار هذه الجمعية اختفت تماماً ولم يعد أحد يدري إلى أين وصلت؟ وهل مازال أعضاء اللجنة لديهم نفس الحماس السابق أم أنه انتهى وانشغل كل منهم بنفسه ومشاكله الخاصة وتركوا أمور الرياضيين القدامى وراء ظهورهم؟ وهل يعرف أعضاء اللجنة التحضيرية أن ترك الأمور بهذا الشكل دون إكمال مهمتهم غير منطقي لأنهم بهذا تخلوا عن واجبهم ودورهم في خدمة زملائهم الذين افنوا حياتهم في خدمة الرياضة وصار الكثير منهم يستجدي الناس والأمثلة على ذلك كثيرة ومؤلمة عندما نرى النجوم السابقين في حالة يرثى لها.
أعتقد أن على وزارة الشباب والرياضة متابعة اللجنة التحضيرية أو إعادة النظر فيها وتشكيل لجنة تحضيرية جديدة تعمل على خدمة الرياضيين القدامى ولاشك أنها ستكون مهمة كبيرة وشاقة وصعبة وربما تكون معقدة لعدة اعتبارات أهمها معايير العضوية التي سيتم منحها ومن من اللاعبين يحق له الانضمام للجمعية ومن أي جيل سيتم اعتماد أعضاء الجمعية كجيل أساس وأيضاً مصادر التمويل للجمعية.. وما هي الأسس التي سيتم اعتمادها لمنح اللاعبين القدامى المساعدات المالية وما هي الألعاب التي سيتم اعتمادها لضم لاعبيها القدامى للجمعية وهناك الكثير من الأمور التي يجب أن تعمل اللجنة التحضيرية الجديدة التي سيتم تشكيلها على دراستها قبل تقديم النظام الأساسي واللائحة التنظيمية الداخلية للجمعية العمومية التي يفترض أن تقوم بعملية إقرار هذه الوثائق وانتخاب هيئة إدارية للجمعية.
مما لاشك فيه أن هذه الخطوة ستحسب لوزارة الشباب والرياضة والاتحادات الرياضية وحتى الأندية لو تمت وأيضاً كل من دعا إليها من الإعلاميين والرياضيين القدامى وكل من سيبادر إلى تشكيل لجنة تحضيرية جديدة للجمعية وللمسئولين الذين تفاعلوا معها وإن كان لي بعض المقترحات لهذه الجمعية باعتباري أحد الرياضيين القدامى تبدأ من التسمية التي أتمنى أن ندرس معاً تسمية الجمعية بجمعية الرياضيين القدامى وليس اللاعبين باعتبار المعنى الجديد أشمل.. كما أتمنى أن تقوم اللجنة التحضيرية بدعم وزارة الشباب بتنظيم ورشة عمل مصغرة لمدة ثلاثة أيام يشارك فيها نخبة من الرياضيين القدامى والإعلاميين والقانونيين والاقتصاديين للخروج بصيغة مناسبة للنظام الأساسي واللائحة التنظيمية والداخلية وبرنامج عمل الجمعية وأنشطتها ومشاريعها المقترحة التي ستسهم في دعمها ورفد مواردها على اعتبار أن أهم عمل للجمعية هو دعم ورعاية الرياضيين ونحن نعرف تكلفة ذلك.. إضافة إلى الخروج برؤية موحدة حول الجمعية لتكون مظلة لجميع الرياضيين القدامى وتحقق الهدف من إنشائها.. فهل ستتحقق أمنية الرياضيين القدامى بإنشاء هذا الكيان الرياضي الواحد الذي يمكن أن يسهم بدور فاعل وكبير في رعاية الرياضيين خلال ممارستهم للرياضة أو بعد اعتزالهم وهذه رسالتي كرياضي وإعلامي بضرورة توحيد الجهود لتحقيق الأهداف المنشودة من هذه الجمعية؟.

قد يعجبك ايضا