فرصة الهدنة المؤقتة وأثمان تفويتها!

افتتاحية الثورة 

 

من الواضح أن الهدنة الأممية المُمَدّدة للمرة الثالثة تشارف اليوم على الوصول إلى نقطة حاسمة ومفصلية تضع حداً لأي تمديد رابع ، مع استمرار تحالف العدوان في التنصل عن بنودها ، ومواصلة قرصنة السفن واحتجازها وعرقلة الرحلات الجوية إلى مطار صنعاء ، بالتوازي مع حالة المراوغة الأممية إزاء تنصل تحالف العدوان من التزاماته وإظهار عدم جديته في إجراء مفاوضات مكثفة للتوصل إلى آلية لصرف المرتبات وإعلان اتفاق هدنة موسعة تشمل فتح مطار صنعاء ورفع الحصار على موانئ الحديدة وصرف مرتبات الموظفين.
يمكن اعتبار ممارسات تحالف العدوان المستمرة – في قرصنة السفن المتجهة إلى ميناء الحديدة وتوقيف الرحلات الجوية «صنعاء- القاهرة» مع استمراره في ارتكاب الخروقات- اختبارات حاسمة تؤكد عدم جدية تحالف العدوان في الالتزام بالهدنة وهي في الوقت نفسه اختبار للمبعوث الأممي وللأمم المتحدة إذ أن غض الطرف عن انتهاكات العدوان وخروقاته تقول بأن الكلام الذي يردده المبعوث شيء والواقع شيء يناقضه.
إنسانياً.. ذهبت قيادة الشعب اليمني الوطنية في صنعاء إلى الهدنة الأممية في البدء بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية وإتاحة فرصة للتوصل إلى حلول سياسية ، ثم وافقت على تجديدها بعد شهرين ولفترة ثانية وبالهدف نفسه ، انقضت فترة الشهرين الأولين ثم انقضت الفترة الثانية ولم يتكرر إلا ما يؤكد أن تحالف العدوان يريد أن يخفف عن نفسه انعكاسات الحرب مع الإبقاء على مفاعيل عدوانه وحصاره ضد الشعب اليمني ، وإلى اليوم وبعد أن ذهب اليمنيون إلى التمديد الثالث بهدف التوصل إلى هدنة موسعة ولترك فرصة ليعالج التحالف أخطاءه ويثبت جديته للعالم في أنه يريد السلام ، ولكن حتى الآن لم يستجد جديد بل واصل العدوان الحجز والقرصنة والخروقات وإعاقة الرحلات علاوة على تفويت الفرصة المتاحة أمامه للخروج من ورطته في الحرب الخاسرة على الشعب اليمني.
لم تذهب قيادة اليمنيين في صنعاء إلى التمديد للمرة الثالثة إلا شريطة أن يتم حل الملف الإنساني والاقتصادي، والفتح الكامل لمطار صنعاء أمام الرحلات المدنية وتوسيع نطاقها بشكل منتظم ومجدول عبر شركة “اليمنية” وشركات نقل دولية أخرى ، وأن يرفع الحصار كليا عن موانئ الحديدة ، وأن يتم التفاوض المكثف للتوصل إلى آلية لصرف رواتب الموظفين اليمنيين ، لكن لا ذاك أتى ولا ذا حصل ، ما يزال العدوان يقرصن سفن النفط ، ويعيق تسيير الرحلات الجوية ، ويواصل الخروقات ، أما المبعوث الأممي فعلى خلاف ما يقول لم يتقدم خطوة واحدة عمَّا كان عليه الوضع في اليوم الأول للهدنة التي تجددت لثلاث مرات متتالية.
سياسياً.. ذهبت القيادة الوطنية في صنعاء إلى الهدنة بغية إيجاد بيئة مواتية لمفاوضات سياسية تحقق لليمنيين السلام العادل ، وتنقذ تحالف العدوان الغارق في الحرب منذ ثمانية أعوام من ورطته ، وكان يفترض أن تتم معالجة الملف الإنساني والاقتصادي والمعيشي ورفع الحصار كليا عن الموانئ والمطارات وصرف رواتب الموظفين من الموارد النفطية المنهوبة ، لكن ما أثبتته مدد الهدنة الثلاث المتوالية أن تحالف العدوان لم يدرك حجم الفرصة التي أتاحتها الهدنة المؤقتة ، ولم يدرك بعد مغبة تفويته لهذه الفرصة.
على قادة العدوان أن يستوعبوا تحذيرات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في أكثر من مناسبة من أن الهدنة فرصة مؤقتة فتحت مخارج للتحالف لينقذ نفسه من الورطة التي هو واقع فيها ، وأن هذه المخارج ستغلق بنهاية شهر سبتمبر ، وعليهم الإدراك بأن الوقت لم يعد في صالحهم وأن عودة الحرب معناها حرائق هائلة في منشآت النفط ومضخاته وخزانته ، وأن اليمنيين امتلكوا عوامل ردع إضافية لما كان قبل الهدنة ، ستمكنهم من إحداث هزات كبيرة في أسواق الطاقة ومشتقاتها وفي الأمن والاستثمارات في مملكة السعودية ودويلة الإمارات.. وبإذن الله ستكون الجولة حاسمة بالنصر المبين والكبير للشعب اليمني المظلوم.

قد يعجبك ايضا