تقرير / محمد صالح حاتم
تعد تهامة من أخصب المناطق الزراعية في اليمن، والتي تمتد من حيس حتى ميدي، وتمتلك مقومات زراعية كثيرة منها المساحات الواسعة ذات الخصوبة العالية، وتوفر المياه، حيث توجد فيها عدة أودية لعل أشهرها وادي مور وسردد ورماع وزبيد وسهام، بالإضافة إلى التنوع المناخي فيها حيث يمكن زراعة الحبوب فيها على ثلاثة مواسم في أبريل ويونيو ويوليو إلى سبتمبر، وهذه الميزة أعطت تهامة لتكون سلة غذاء اليمن..
وبهدف التوسع في زراعة الأراضي وزيادة الإنتاج من الحبوب لتلبية الطلب عليه، وسد الفجوة الغذائية، قامت وزارة الزراعة والري وشركاؤها برعاية اللجنة الزراعية والسمكية العليا بتدشين زراعة الأراضي الصحراوية في تهامة.
أشار نائب وزير الزراعة والري الدكتور رضوان الرباعي إلى أهمية الاهتمام بزراعة صحاري تهامة وكل الأراضي الواسعة والصالبة غير المزروعة بالمحاصيل الزراعية الأساسية من الحبوب والبقوليات خصوصا في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة وأزمة الغذاء العالمية التي تدق ناقوس الخطر.
وأكد الرباعي أن هذا التوجه جاء استجابة لدعوة قائد الثورة للاستفادة من مقومات الزراعة في بلادنا ومنها الأراضي الواسعة.
ولفت نائب وزير الزراعة والري إلى أن من أولويات المرحلة سد الفجوة الغذائية من خلال زراعة كل الأراضي الصالبة والكثبان الرملية بالحبوب والبقوليات والاستفادة من التنوع المناخي والميزة النسبية التي تتمتع بها تهامة في زراعة الدخن خصوصا في الكتبان الرملية، ودعا كل السلطات المحلية بالمديريات والجمعيات الى التفاعل الجاد مع هذا البرنامج وتنظيم الجهود وتكامل الأدوار للاستفادة من كل ما هو متاح.
وأوضح أنه تم تقسيم تهامة إلى أربع مناطق، ثلاث في محافظة الحديدة والرابعة في محافظة حجة مؤكدا على أهمية مشاركة الجميع في زراعة الصحراء.
وأشاد الرباعي بالدور البارز والفاعل للجمعيات الزراعية، كونها الركيزة الأساسية في النهوض بالقطاع الزراعي.
ودعا الرباعي إلى الاستفادة القصوى من مياه السيول في ري وسقي الأراضي الزراعية الصالبة والكثبان الرملية.
من جانبه أشار مدير عام الهيئة العامة لتطوير تهامة المهندس خالد العطاس أن الهيئة قامت في العام 2021م- باستخدام صور الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد مؤكدا أن الهيئة استفادت في جمع معلومات عن أصناف التربة ومناطق زراعتها، ومواسم زراعتها أيضا ً، ونوع المحاصيل الصالحة لزراعتها حسب كل منطقة.
وأوضح المهندس العطاس أن مناطق الحواز (163149) هكتاراً تبدأ زراعتها من شهر إبريل، ويليها من الجهة الغربية مناطق الأراضي الزراعية المطرية (318259) هكتاراً والتي يبدأ زراعتها من شهر يونيو، والكثبان الرملية المتاخمة للساحل والتي تبدأ زراعتها من شهر أغسطس إلى سبتمبر، مؤكدا أنها أراض زراعية خصبة وتسقى بالأمطار، وتجود بالدخن والذرة الرفيعة في حال توفر الحراثات.
وأشار العطاس إلى أن الكثبان الرملية تمتلك مقومات زراعية كثيرة من حيث المساحات الشاسعة وخصوبتها، وأنها تروى بالأمطار ولا تحتاج إلى ري أو سقي.
وكشف مدير عام هيئة تطوير تهامة أن المساحة الصالحة للزراعة من الأراضي الصحراوية والكثبان الرملية تبلغ (514920) هكتاراً والتي تمتد من ميدي حتى حيس، منها: 405858 هكتاراً في مديريات الحديدةو109062 هكتاراً في مديريات حجة، والتي يجري العمل على زراعتها ماعدا المناطق التي فيها الألغام، أو مناطق الصراع ولازال يتواجد بها مرتزقة تحالف العدوان.
واكد أن هذه الأراضي الصحراوية والكثبان الرملية تتم زراعتها عبر الجمعيات التعاونية الزراعية، والتي سيقدم لها الدعم سواء من مؤسسة الحبوب والهيئة العامة للبحوث الزراعية، والإدارة العامة لوقاية النبات، ومؤسسة إكثار البذور، والهيئة العامة لتطوير تهامة، مضيفا ًأن هناك شركات ستقوم بشراء المنتجات الزراعية من المزارعين.
وأكد مدير عام هيئة تطوير تهامة أن الميزة في زراعة الكثبان الرملية هي الزراعة البينية والتي من خلالها يتم زراعة البقوليات (الدجرة- الفاصوليا- فول الصويا) بين مزارع الدخن. مشيرا إلى أن مشروع الري الطارئ الذي يتم تنفيذه في تهامة يهدف إلى إيصال مياه السيول إلى الأراضي الزراعية أسفل الوديان والتي تقدر بـ 127216 هكتاراً عبارة عن الوديان الرئيسية في محافظة الحديدة، وذلك عن طريق إقامة العقوم التقليدية الترابية..
بدوره مسؤول حصر الأراضي الصحراوية والكثبان الرملية في تهامة الأستاذ عبدالله المروني أشار إلى أن الهدف من زراعة الصحراء هو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب والبقوليات.
وأوضح المروني أن آلية الحصر تعتمد على الجمعيات الزراعية، وهي التي ستقوم بجمع وحصر الأراضي الصحراوية والكثبان الرملية، مبيناً أن هذه الأراضي تتبع مواطنين وبعضها تتبع الدولة.
وتوقع مسؤول الحصر أن تبلغ المساحة أكثر من 200 ألف فدان، مشيراً إلى أنه ستتم زراعتها بالدخن والذرة الرفيعة وكذا البقوليات.