تحتل اقتصاديات الفندقة في الوقت الحاضر مكانا بارزاً في الدراسات المعاصرة، بل أصبحت تمثل فرعا مستقلا من فروع هذه الدراسات والجانب الاقتصادي للفندقة يمثل في الغالب محور الاهتمام بالأنشطة المختلفة للفندقة والسياحة في عصر العولمة.
فالسياحة، من جهة أخرى مقابلة ذات تأثيرات متعددة في الاقتصاد، وهي تبدأ من تعظيم النمو الاقتصادي والدخل وحصيلة النقد الأجنبي والعمالة حتى تحسين الهيكل الاقتصادي.
وقد برزت أهمية الجوانب الاقتصادية لقطاع الفندقة والسياحة بعد أن أصبح هذا القطاع، خصوصا خلال النصف الثاني من القرن الماضي، أحد المكونات المهمة في الهيكل الاقتصادي في كثير من الدول، وبعد أن أصبحت السياحة والفندقة تمثل أكثر من 6% من الناتج العالمي.
إن النشاط الفندقي والسياحي في غالبيته نشاط موسمي، وهناك عوامل تؤدي إلى الموسمية، أهمها تركز الإجازات المدرسية والإجازات في موسم معين، كما أن العوامل المناخية والجغرافية تدعو إلى هذه الظاهرة. ومن الواضح أن سياحة الإجازات التي تمثل قدرا كبيرا من النشاط الفندقي والسياحي هي التي تدعم هذه الظاهرة.
وبالتالي فإن العمل بقطاع الفندقة والسياحة يستلزم أن يكون الفرد على مستوى عالً من الناحية المهنية والناحية السلوكية، وأن يحب العمل الذي يؤديه، ويكون مقتنعا به ولديه وفرة من المعلومات العامة والثقافة مع ثقة في النفس كما ينبغي للعامل في المجال الفندقي والسياحي أن يكون متعاونا يعمل في تناسق مع زملائه، إذ إن العمل الفندقي والسياحي هو عمل فريق متكامل، فعمل كل فرد يكمل عمل الآخر، مثله في ذلك مثل الفريق الرياضي.
يتضح مما سبق، أن للقوى البشرية دوراً حاسماً في التأثير في نمو النشاط الفندقي والقطاع السياحي وتطورهما. ففي السنوات الأخيرة برز الاهتمام بإعداد القوى العاملة في القطاع الفندقي والنشاط السياحي من أجل تحسين الخدمة ورفع مستواها.
لهذا فإن تخطيط العمالة في القطاع الفندقي والسياحي بمستوياتها المختلفة «مهني أساسي، تخصصي، إشرافي، وإدارة عليا..» يعتبر خطوة أساسية في نجاح خطة التنمية السياحية، ومن الضروري، أن يحظى التدريب الفندقي بنظرة شاملة تدعمه إمكانيات فنية وبشرية ومالية تضمن نجاح عملية التدريب، من أجل إعداد العمالة المدربة القادرة على الارتقاء بمستوى الأداء في المجال الفندقي والسياحي. وهنا، تبدو الحاجة ماسة لوجود خطة شاملة لتدريب العمالة في المجال الفندقي والسياحي على مختلف المستويات، فما موقف وزارة السياحة ووزارة التعليم الفني والمهني من ذلك؟.