استجابة لقوله تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) وقوله تعالى {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَـمُون} واستشعارا للمسؤولية الملقاة على كاهل القيادة الثورية والسياسية الحكيمة وادراكا منها للأخطار المحدقة بالبلاد والمؤامرة التي تحاك ضد الوطن من قبل تحالف الغدر والخيانة والإجرام من خلال قيامه باستغلال الهدنة الأممية المزعومة لتحشيد المرتزقة وفتح معسكرات للتدريب والتأهيل وتكثيف عمليات التسليح من قبل السعودية والإمارات لأدواتهما في المحافظات المحتلة ، جاءت التوجيهات الحكيمة بالدعوة لتدشين حملة الحشد والتعبئة العامة لرفد الجبهات بالمقاتلين استعدادا لمواجهة أي تصعيد لتحالف العدوان ومرتزقته .
اليمنيون في مختلف مديريات المحافظات اليمنية الحرة سارعوا بالتجاوب مع توجيهات القيادة بعقد لقاءات موسعة أعلنوا من خلالها النفير العام لرفد الجبهات بالمقاتلين وقوافل العطاء والمدد لإسناد الأبطال المشاوير من قواتنا المسلحة في ميادين الوغى وجبهات العزة والكرامة ، وهنا وأمام المستجدات التي يشهدها الميدان من قبل تحالف العدوان ومرتزقته فإن الواجب على الجميع التحلي بالمسؤولية وعدم الركون إلى الهدنة الأممية الهشة والخادعة والمؤامرة التي تهدف إلى منح المرتزقة فرصة لالتقاط أنفاسهم وترتيب صفوفهم استعدادا للتصعيد والمعركة الكبرى التي يخططون ويعدون العدة لها .
نحن نواجه عدوا غادرما وجبانا لا عهد له ولا ذمة ، عدوا يغدر ويفجر في حق أبناء شعبنا منذ أكثر من سبع سنوات ، والمرحلة تتطلب الاستعداد التام للمواجهة ، المرحلة لا تحتاج إلى النوم والكسل والاتكالية والتسويف ، المرحلة تحتاج إلى المبادرة والتحلي باليقظة والجهوزية التامة ومواجهة التحشيد بالتحشيد المضاد والتصعيد بالتصعيد حتى يكتب الله النصر ، علينا أن ندرك بأن ثباتنا وصمودنا مرهون بتكاتفنا وتضافر جهودنا والتحشيد للجبهات ، يجب أن يتحرك الجميع للجبهات فالعدو يستعد ويحشد، ومن العار أن نظل نتفرج على ذلك حتى يقع الفأس على الرأس .
لقد جنحنا للسلم ، ومددنا أيدينا للسلام ، ولكن الأعداء يصرون على المكر والغدر والخيانة ، لقد استغلوا الهدنة الأممية للإعداد والتحضير لمعركة قادمة ، يظنون أنهم من خلالها قادرون على تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه على مدى أكثر من سبع سنوات ، ومما لا شك فيه بأن هذه المعركة ستكون الفاصلة ، وهو ما يحتم على الجميع استشعار المسؤولية أمام الله والعمل على اسناد المجاهدين في الجبهات وتعزيز الصمود والثبات لإفشال مخططات الأعداء ومؤامراتهم التي تحاك بتواطؤ أممي قذر ، الجميع معنيون بالمرابطة والقتال للدفاع عن الأرض والعرض والسيادة والشرف والكرامة لتفادي تعرضهم لعمليات الذبح والسحل التي تنتظرهم في حال تمكن الأعداء من التقدم في مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية .
بالمختصر المفيد، المرحلة مرحلة إعداد وبناء وتعبئة عامة ، العدو يعمل على تشكيل قوى جديدة تضم عناصر من المرتزقة والتكفيريين والمعلومات الاستخباراتية الواردة من مناطق سيطرته تشير بكل وضوح إلى أنه يستعد لخوض معركة ، ولا يرغب في تحقيق السلام والذهاب بالهدنة المزعومة إلى مفاوضات جادة تقود إلى إيقاف العدوان وإنهاء الحصار ، وهو ما يحتم علينا الاستعداد لذلك بالجهاد بالنفس والمال من أجل تطهير الوطن الغالي من دنس الغزاة ورجس المرتزقة ، ونعلن تحرير كافة الأراضي والجزر والسواحل اليمنية ونستعيد السيادة اليمنية عليها من جديد ، ونعلن الانتصار الكبير على تحالف الغدر والإجرام والخيانة بفضل الله وقوته وعونه وتأييده .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.