أقام عدداً من ورش التوعية بأهمية المشاركة المجتمعية الواسعة في إحداث نهضة تنموية:

صعدة تستضيف فريقاً تنموياً من عدة جهات معنية بالجانب الزراعي

 

 

المحافظة تنتج سنوياً قرابة 205 آلاف طن من المحاصيل الزراعية والنقدية في مساحة تقدر بـحوالي 37 ألف هكتار
صناعة الحرض الصعدية لاتزال حرفة يدوية مزدهرة في جبال مديرية رازح

استجابة لتوجهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثين يحفظه الله، بضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي، على طريق تحقيق الاستقلال بالقرار الاقتصادي لليمن، نظمت مؤسسة بنيان التنموية بالشراكة مع الاتحاد التعاوني الزراعي، والإدارة العامة للإرشاد والإعلام الزراعي بوزارة الزراعة والري، ومؤسسة يد تبني، ومكتب الزراعة والري والشؤون الاجتماعية والسلطة المحلية بمحافظة صعدة خلال أيام إجازة عيد الأضحى المبارك 1443م رحلة تنموية إلى عدد من مديريات المحافظة.

الثورة /

وخلال الزيارة التي نفذت برعاية وإشراف اللجنة الزراعية والسمكية العليا، أكد المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية محمد المداني على أهمية اتخاذ كافة التدابير والخطوات العملية الجادة والمدروسة نحو إحداث ثورة زراعية حقيقية نستطيع من خلالها زراعة غذائنا بأنفسنا، منوها إلى أن مؤسسة بنيان التنموية ستبقى عونا مساندا للثورة الزراعية في محافظة صعدة بكل ما هو متاح لديها من إمكانات تمكين اقتصادي من تأهيل فني وتدريب مهني للشباب وتزويدهم بالخبرات في مختلف مجالات الإرشاد الزراعي والبحوث وفرسان التنمية وعمال الصحة الحيوانية ومدراء الجمعيات التعاونية التنفيذيين والمحاسبين حتى تحقيق النجاح في الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي.
وقال “يجب استحداث تحول زراعي كبير بمحافظة صعدة وصولا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء المحلي”، موضحا أن التعاونيات الزراعية تكتسب أهمية كبيرة في الثورة الزراعية ونجاحها، التي يسعى الشعب اليمني على المستوى الرسمي والشعبي لتحقيقها وصولا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء”.
من جهته أشار مسؤول المنطقة الشمالية بمؤسسة بنيان م. عبده الهارب إلى أن الفريق أقام عددا من ورش التوعية بأهمية المشاركة المجتمعية الواسعة في إحداث نهضة تنموية مستدامة قائمة على هدى الله، وتفعيل المبادرات المجتمعية في مجالات الطرق والمنشآت المائية من سدود وحواجز وكرفانات حصاد مياه الأمطار واستصلاح الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى التوعية بأهمية المشاركة المجتمعية وتفعيل المبادرات المجتمعية، والتوجه نحو تفعيل العمل التعاوني من خلال تشكيل الجمعيات التعاونية والنهوض بجوانب الاقتصاد المجتمعي المقاوم والزراعة التعاقدية وإنشاء الأسواق النموذجية ومعامل الصناعات الغذائية التحويلية، وإعادة تفعيل وتطوير الصناعات الحرفية.
وأضاف “ركزت الورش على أهمية استعادة المكانة التاريخية لمحافظة صعدة في المجال الزراعي خاصة في زراعة محاصيل الحبوب كالقمح والذرة والبقوليات والفواكه، وذلك لمواجهة تداعيات ما تتعرض له البلاد من عدوان وحصار، والاضطرابات الاقتصادية العالمية بسبب أحداث جائحة كورونا وروسيا وأوكرانيا، والتهديدات التي صارت تفرضها في الجانب الغذائي”.
بدوره أكد مدير عام الإرشاد والإعلام الزراعي بوزارة الزراعة والري أن فريق الإرشاد التابع للإدارة العامة للإرشاد والإعلام الزراعي بالشراكة مع الفريق الوطني للإرشاد المجتمعي، نفذ عددا من الأيام الحقلية استمع خلالها إلى ما يواجه المزارعين في صعدة من المشاكل والصعوبات في مختلف المحاصيل الزراعية والنقدية التي تتميز بزراعتها المحافظة، وتم تقديم الحلول العلمية بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمهارات المحلية في ذات المجال.
وفي السياق، أوضح مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة صعدة زكريا المتوكل أن المحافظة تنتج سنويا إجمالي (204,330 طنا) وفي مساحة (36,788 هكتارا) من المحاصيل الزراعية والنقدية، وتفصيلا من الحبوب (1,785 طنا) في مساحة (3,504 هكتارات)، ومن الخضروات (425 طنا) في مساحة (220 هكتارا)، ومن الفواكه (57,610 أطنان) في مساحة (5,851 هكتارا)، ومن البقوليات (10,953 طنا) في مساحة (1,013 هكتارا)، ومن الأعلاف (115,195 طنا) في مساحة (8,098 هكتارا)، ومن المحاصيل النقدية وأبرزها البن (18,362 طنا) في مساحة (18,102 هكتار).
وأضاف “وفي المجال الحيواني تنتج حوالي (1,197,411) رأساً من الماشية، وتفصيلا: (360,945 ماعز)، (741,673 ضأن)، (88,052 أبقار)، (6741 أبل)، وفيها أكثر من 12967 خلية تنتج من العسل 23717 كجم سنويا من أجود أنواع العسل اليمني”.
وفيما يخص الصناعات الحرفية يؤكد المتوكل أن أراضي محافظة صعدة تحتضن العديد من المعادن، أهمها النحاس، النيكل، الكوبلت، الجرانيت والكاؤلين المستخدم في صناعة السيراميك والورق والبلاستيك وصناعة مواد الطلاء والمطاط، ومعادن طينية تستخدم في صناعة الأسمنت والطوب الحراري والفخار ورمل الزجاج والسيلكا والكوارتز والتلك.
الجدير بالذكر أن محافظة صعدة تعتبر من أهم مراكز الصناعات الحرفية في اليمن، باعتبارها أهم مراكز معادن الحديد وصناعته قديماً، حيث لعب هذا المعدن دوراً كبيراً في صناعة معدات ومستلزمات الأعمال الحربية ومستلزمات جوانب الحياة الاقتصادية المختلفة، وذاعت شهرة السيوف الصعدية في كثير من الأمصار الإسلامية ولازالت حتى اليوم صناعة النصال، وقد شاع شهرتها قديماً في البلدان العربية.
ويذكر (الهمداني) في كتابه (صفة جزيرة العرب) حيث قال بعض علماء العراق: (إن النصال الصاعدية تنسب إلى صعدة دائماً يقال منها الصعدية، فإذا اضطر شاعر قال صاعدية في موضع صعديةً، في صعدة)، وصناعة البنادق العربية في سوق الطلح بالإضافة إلى صناعة الحلي الفضية بمختلف أشكالها وأنواعها تنفذ بتقنية فنية مميزة.
كما اشتهرت صعدة بدباغة الجلود إذ كان بها مدابغ الأذون وجلود البقر التي تصنع منها النعال، كما تصنع من الحجر الصابوني الأبيض والأسود والسماوي المتدرج البسيط أواني طبخ الطعام، وأشهرها: الحرضة الصعدية- مقالي- وتكيف يدوياً من الأحجار للاستخدام المنزلي لأغراض كثيرة، وهي لاتزال صناعات حرفية مزدهرة في جبال مديرية رازح، وتوجد مصنوعات ومشغولات يدوية عديدة في محافظة صعدة.

قد يعجبك ايضا