المهام العاجلة

عبدالله الأحمدي

 

 

تنتصب أمام اليمنيين الشرفاء والحريصين على بقاء اليمن حرا مستقلا وموحدا مهام ذات أهمية قصوى أولاها مقاومة العدوان الرجعي الامبريالي الذي تقوده العصابات السعو/إماراتية ومرتزقتها ،عبيد المال ومن ورائهم أمريكا وبريطانيا وغيرهما من الدول الطامعة في موقع اليمن وثرواتها.
وفي هذه المهمة المقدسة قطع اليمنيون شوطا كبيرا خلال مقاومتهم للعدوان لمدة أكثر من سبع سنوات، بل يمكن القول إن هزيمة منكرة قد لحقت بالعدوان وأدواته رغم الحصار وشحة الإمكانيات التي يعانيها المقاومون.
المهمة الأخرى الأكثر إلحاحا هي الحفاظ على وحدة البلاد في وجه المشاريع التقسيمية التي يرعاها العدوان والتي تبدو واضحة وجلية من خلال إحكام تلك العصابات وتحكمها في أحوال بعض المحافظات، والمناداة بمشاريعها المناطقية والجهوية والطائفية والانفصالية التي لا تخدم وحدة البلد ووحدة النسيج الاجتماعي لأبنائه.
وتلك المشاريع الصغيرة تدور في فلك ودائرة العدوان، وتلقى الدعم والتائيد والمساندة منه.
والمهمة العاجلة الأخرى هي تحرير ثروات البلاد واستعادة مواردها التي يعبث بها العدوان ومرتزقته.
وتلك حاجة ملحة وضرورية مرتبطة بحياة الناس ومعيشتهم وبالتنمية الاجتماعية، فالعدو استهدف الجانب الاقتصادي بالدرجة الأولى؛ إذ قام بسرقة الثروات النفطية والغازية والموانئ والمنافذ التي تدر دخلا عليه وعلى مرتزقته، ثم حرم اليمنيين من الاستفادة من ثرواتهم ومواردهم، وقطع الرواتب عن الموظفين، وطبع عملة ورقية بدون غطاء نقدي هوت بالريال إلى أدنى مستوى أمام العملات الأجنبية.
وبالتالي ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية والخدمات وتحولت حياة المواطن إلى جحيم لا يطاق، وأصبح الكثير من السكان لا يستطيعون تدبير حاجياتهم اليومية.
والمهمة الحيوية الأخرى هي إحلال السلام المستدام في ربوع البلاد بالتعاون مع القوى الخيرة ومع جماهير الشعب التواقة للسلام والعيش الكريم.
والسلام لا يأتي إلا من خلال القوة التي تفرض شروطها لصالح الشعب.
السلام الذي يصون كرامة الأمة ويحرس حقوق الشعب، وليس سلاما لخدمة العدو، كما حدث في الماضي.
السلام الذي يصون حقوق الشعب ويحقق طموحات المواطن في الأمن والاستقرار والكرامة، ويحرس دماء الشهداء الذين سقطوا على مذبح الدفاع عن الحرية والاستقلال والسيادة.
سلام نريده أن يقوم على حسن الجوار والعلاقات المتكافئة، ويضمن تعويض اليمنيين عما خسروه، وما تعرضوا له من دمار وخراب خلال العدوان.
إن العلاقات بين اليمن ودول العدوان، لاسيما مملكة بني سعود يجب إعادة النظر فيها، بحيث يجب أن تقوم على الصراحة والاعتراف بحقوق اليمنيين في أراضيهم المغتصبة والمنصوص عليها في اتفاقية الطائف عام ١٩٣٤م وإسقاط كل ما عداها من اتفاقيات قائمة على القوة والإملاء.
وأن تقوم العلاقات بين اليمن وجارتها على الندية وتبادل المنافع والمصالح بين الدولتين والشعبين.
وأن يزيل بنو سعود أوهام الوصاية والاستعلاء التي تعشعش في رؤوسهم تجاه أبناء اليمن.
وأن تقوم ما تسمى بالأمم المتحدة بإلغاء القرارات المجحفة بحق الشعب اليمني التي تحاصره وتلغي حقوقه لصالح أقلية عميلة طردها الشعب بثورات متعددة علمها القاصي والداني.
إن السلام لا يأتي بالقطارة كما هو عليه اليوم، بل سلام يعيد لليمنيين بسط سيادتهم على أجوائهم وبحارهم وبرهم، بحيث لا يكون لأحد وصاية، أو سيادة عليهم.
لقد اشترى بنو سعود بأموالهم الكثير من المنظمات الدولية، واستصدروا قرارات مجحفة بحق اليمنيين. تلك القرارات إلغاؤها هو المقدمة للسلام المستدام في اليمن. وبغير ذلك فليس هناك سلام ولا استقرار بين اليمنيين ومملكة بني سعود الإرهابية.

قد يعجبك ايضا