تجول الرجس بكل أريحية في أقدس الأراضي على وجه الأرض، وبين الجموع التي كانت تؤدي شعيرة (الحج)، ومن مكة إلى عرفة، إلى حيث أصبح الحلم الصهيوني حقيقة، وتحت رعاية مملكة آل سعود والتي تسترت بغطاء سياسي هو الأقذر من نوعه تنفيذا لوعد سري يشبه وعد بلفور المشؤوم، حيث وقد مرروا صفقة القرن ودنسوا مقدسات الإسلام، ويتعذرون بعدم إعلانهم للتطبيع بشكل رسمي بعد!! فيما يشبه اللعب بأعصاب الناس الذين باتوا ينتظرون الإعلان فقط!! وإذا لم يكن هذا تواطئا فماذا نسميه؟!
أخيرا قالها وبكل حفاوة: “أصبح الحلم حقيقة”، وهو يصول ويجول بين حجاج بيت الله الحرام!! فتلك جملة انشرحت لها صدور الصهاينة، وتألم لوقعها كل من في قلبه ذرة غيرة على دينه ومقدساته، حيث ضاع الهدف الحقيقي من الحج ولم تعد التلبيات تحقق شيءً في ظل وجود النظام السعودي المتصهين.
لو رجعنا إلى القرآن الكريم، وتأملنا في ما وجَّه الله به وإقامة الحجة على المؤمنين، لعرفنا الخطورة الكامنة للخطوات الصهيونية في مكة المكرمة، من حيث الزمان والمكان وانتقاء الجمل المستفزة، فالله تعالى قد حرم تلك البقاع المقدسة على اليهود وقال عنهم رجس، وحذر من دنوهم من المسجد الحرام بعد عام الفتح أيام رسول الله -صلوات الله عليه وآله، لكن، حين غُيب مفهوم الحج أهملت حقيقة خطورة اليهود وعدائهم للمسلمين، فالغاية من الحج هي البراءة من اليهود ومن أعداء الله بشكل عام، ورجم الشيطان وجميع مشاريع الفساد والانحلال وكل ما يخل بكرامة الدين، لكن ما يحدث اليوم هو مناف لهذا كله، والحقيقة الواضحة هي: يهودية النظام السعودي واستهتاره بقدسية المقدسات الإسلامية، ليس في مكة فقط، بل في القدس أيضا.
ما يحدث اليوم ليس بالأمر السهل؛ ولا يجب أن يمر مرور الكرام !! فهذه الخطوة كانت بمثابة جس نبض المسلمين من قبل اليهود، لكن ما يبدو هو أن الحرب الفكرية اليهودية على المسلمين قد نجحت أخيرا، فقد لاحظنا الجمود والخنوع للكثيرين من أمة الإسلام تجاه هذا الأمر كما حدث تجاه تدنيس القدس من قبل، فالأمر أصبح اعتياديا للأسف الشديد، لكن ما نتجاهله هو أن سيطرة اليهود على العقول والمعتقدات هي سيطرة على الأرض والشعوب بشكل مؤكد، ولنعي أن هذا هو الهدف من “التطبيع” وتمهيدا لتوطيد علاقة العبودية ما بين المسلمين والكيان الصهيوني الشيطاني.
أخيرا:
سؤال نطرحه على النظام السعودي المنحرف عن الدين، هو: هل هذا الإسرائيلي الذي قام باقتحام الحج وتدنيسه قد قام بفحص الكورونا قبل أن يدخل مكة المقدسة؟! أم أنه مستثنى من تلك الإجراءات والعوائق التي توضع أمام الحجاج المسلمين فقط؟! فهذه الأعذار الحقيرة والتافهة والتي سكتت عنها أمة الإسلام أصبحت مكشوفة، حيث منع المسلمون عن الحج لاستهداف الفريضة وتجمع المسلمين تحت لواء رآية الإسلام في مؤتمر هو الأكبر والأعظم.
ـ نتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت، وأن يعي المسلمون بأن مكة المكرمة ليست ملكا للنظام السعودي الصهيوني ولا لغيره، هو بيت الله الحرام المقدس مزار لجميع المسلمين جميعهم دون غيرهم، وقد وجب على المسلمين تحرير مكة من دنس بني سعود خدام المشروع الصهيوني، كما وجب ذلك على مجاهدي محور المقاومة على وجه الخصوص.. والعاقبة للمتقين.