ماذا تحمل زيارة بايدن للمنطقة ؟

عبدالله الأحمدي

 

 

لا يأتي من أمريكا إلا الشر والخراب والدمار، وخاصة للعرب ومنطقة الشرق الأوسط.
منذ حرب العام ١٩٧٣م بين العرب ودولة الاحتلال الصهيوني، جندت أمريكا ومن ورائها الغرب الامبريالي كل إمكانياتهم لتمزيق العرب وتدعيم دولة الاحتلال بكل الإمكانيات لصناعة تفوق على العرب.
اخرجوا مصر من المعادلة في ما سميت بـ ((اتفاقية كامب ديفيد))، ثم اتبعوها بـ ((اتفاقية وادي عربة)) بين ملك الأردن ودولة الصهاينة، ثم جروا العرب إلى حروب بينية؛ طائفية ومناطقية وحدودية، وأخيرا صنعوا لهم الإرهاب المتمثل بالقاعدة وداعش.
استخدم العرب سلاح النفط في الانتصار لقضيتهم لأول وآخر مرة في العام ١٨٧٣م، ولم يستمر الأمر طويلا، لكن أمريكا قتلت الملك فيصل الذي وافق على المقاطعة ودعا إلى الجهاد لتحرير القدس.
بعد الثورة الإسلامية في إيران، دفع الأمريكان والسعودية وعربان الخليج نظام صدام إلى شن حرب خاسرة على إيران، وفي نهايتها دفعت صدام لغزو الكويت، ثم أتت بجيوشها لاحتلال السعودية والكويت، وتبرع بعض الأعراب للوقوف معها.
أربعة من أصنام أمريكا ساهموا في هزيمة الأمة هم العميل أنور السادات، والمخبر المستر بيك ( الملك حسين )،ثم الإرهابي أسامة بن لادن، ثم صدام حسين، وكلهم نالوا جزاءهم من أمريكا. وكما قلنا فأمريكا لا ترحم عملاءها.
في هذه الأيام نسمع قنوات التطبيع تبشر بزيارة الرئيس الأمريكي بايدن إلى المنطقة، وإن قمة خليجية سيرأسها بايدن مهمتها بعد التطبيع قيام حلف عسكري أمريكي صهيوني خليجي سعودي مع بقية الدول المطبعة؛ مثل مصر والأردن، وربما العراق. وقد بدأ ذلك الحلف الصهيوني بنصب منظومات دفاعية إسرائيلية في دول الخليج والسعودية والعراق، المهمة لهذا الحلف – وكما يروجون – صد التمدد الإيراني، والحقيقة أن أمريكا وأوروبا تريد احتلال منابع النفط في المنطقة، خاصة بعد أن أصبح النفط الروسي بعيد المنال على الغرب، هذه واحدة، أما الثانية فهي إدماج كيان الاحتلال الصهيوني في المنطقة ومباركة التطبيع، وتوسع المد الصهيوني في المنطقة لحراسة مصالح الغرب الامبريالي.
الغرب مخنوق بما جناه على نفسه من قرار العقوبات ضد روسيا، ويريد أن يعوض عن ذلك من منابع النفط في الخليج والسعودية، ومحاصرة إيران وحركات المقاومة التي لم تخضع للمشاريع الغربية، وتصفية القضية الفلسطينية.
يعني كل ذلك إن المنطقة العربية ستواجه زمنا صهيونيا صعبا من المؤامرات الغربية واحتلالاً بغيضاً وأسود لأراضي الأمة ونهباً لثرواتها.
أمريكا بحزبيها الديمقراطي والجمهوري لا تهمها حقوق الإنسان ولا تهمها الحريات، أو الديمقراطية؛ وكل وعود بايدن بمحاسبة السعودية وإنهاء الحرب في اليمن تبخرت، أمريكا يهمها مصالحها.
ترامب كان واضحا عندما قال : إمريكا شركة تبيع وتشتري ولا تهمها الأمور الأخرى.
رئيسة نادي الصحافة في البيت الأبيض سابقا قالت : إن الدول العربية ستزول كلها، هكذا يخطط الغرب وعلى رأسه أمريكا.
إسرائيل هي مفرزة العدوان الغربي المتقدم في المنطقة، وهي تعتدي على العرب كل يوم، سواء في فلسطين، أو في سوريا، أو لبنان، أو العراق، أو ايران، أو اليمن.
العرب في قمة الانقسام وليس لديهم مشروع لمواجهة المشروع الأمريكي الذي تسميه أمريكا وعملاؤها بـ ((الشرق الأوسط الجديد)) الذي تتربع على رأسه إسرائيل وبدعم من الغرب الإمبريالي النهاب.
والتطبيع هو المقدمة لهذا المشروع الصهيوني الغربي،وقد انجر إليه الكثير من اليهود والصهاينة العرب في المنطقة العربية.
يبقى الأمل في الشعوب وحركاتها التحررية والمجتمع المدني إن أحسنوا التصرف واختيار الأصدقاء لمواجهة المشروع الصهيوني المدمر.

قد يعجبك ايضا