موسم التفاح.. وفرة في الإنتاج واستعدادات لتسويق المنتج

 

محمد صالح حاتم
مع بداية شهر يونيو يستعد المزارعون في اليمن لحصاد ثمار التفاح، وتسويقها في الأسواق المحلية، بعد موسم زراعي مر بعدة مراحل من تقليم أشجار التفاح وسقيها، وتسميدها، والعناية بثمارها حتى وصل اليوم إلى مرحلة جني المحصول.
المزارع هادي مجاهد من أبناء مديرية سحار أوضح انه بداء يزرع التفاح من قبل 15عاماً، في مديرية سحار والتي تعد أكبر مديريات صعدة إنتاجا للتفاح، مبينا ًكيفية زراعة التفاح من عند شراء المزارع شتلات وغرسها، وتسميد الأرض بالسماد البلدي (الدمن) مبيناً أن شجرة التفاح تبقي 3سنوات حتى تثمر وخلال الثلاث السنوات يزرع بها لكي يستثمر الأرض الباميا أو حبوب شعير أو بر.
وأشار المزارع هادي مجاهد إلى أن شجرة التفاح تحتاج إلى تقليم سنويا حتى تثمر، مضيفا ً أن الثمرة تحتاج إلى تهوية جيدة وتعرضاً لأشعة الشمس، وتحتاج مبيدات ضد العناكب والطفيان والمن وغيرها من الآفات.
وأكد أن المزارع يحتاج إلى إرشاد زراعي مكثف من حيث استخدام المبيدات والقطف والتعبئة والنقل والحفاظ عليها بعد قطفها وتكثيف الإرشاد على كيفية القطف وأيضا توعيه باستخدام التقطير للري لأنه يحافظ على المياه ودعمها في هذا المجال.
وأوضح أن التربة بعضها يحتاج ماء كل 4 أيام وبعضها كل أسبوع، وبعد الموسم لا تترك كثيرا بدون ماء، تترك محروثه تقريبا شهر فقط..
وأكد المزارع هادي أن زراعة التفاح شهدت توسعاً في السنوات الأخيرة. وإن الموسم الحالي من المتوقع أن تصل كميات الإنتاج من التفاح في محافظة صعدة إلى أربعة ملايين سلة.
وأشار أن أهم الصعوبات التي تواجه زراعة التفاح تواجد التفاح الخارجي وغيرها من الفاكهة المستوردة أثناء موسم التفاح، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية (الأسمدة، المبيدات) إلى جانب شحة المياه، وعدم وجود سدود وحواجز مائية، وكذا صعوبة ووعورة الطرقات إلى الأسواق..
الأستاذ علي هارب نائب مدير عام التسويق والتجارة الزراعية بوازرة الزراعة والري أوضح أن الوزارة قامت بعدة خطوات للاستعداد لموسم التفاح لهذا العام تمثلت في إعداد دليل إرشادي متكامل عن التفاح يوضح الطرق المثلى في العمليات الزراعية ومعاملات الحصاد وما بعد الحصاد وسيتم توزيعه قريبا، وتصميم بروشوارت إرشادية حول الممارسات الزراعية الجيدة لمحصول التفاح بما يرفع جودته ويقلل فاقد الحصاد، ضمن البرنامج نزول ميداني لإقامة أيام حقلية تستهدف المزارعين في المديريات المنتجة للتفاح، إلى جانب توجيه القطاع الخاص لدعم المزارعين عن طريق شراء مزارع التفاح وكذلك الشراء المباشر من الأسواق للحفاظ على مستوى الأسعار، مؤكدا على البدء في ذلك فعلا، كما تم وضع خطة مع القطاع الخاص تضمن التسويق العادل للتفاح بما يسهم في امتصاص الفائض من ضمنها إنشاء مراكز تسويق نموذجية، مبينا أن هناك طاقة استيعابية للتخزين تصل لمليون سلة خلال هذا العام.
من جانبه أشار المهندس عبدالسلام العزي مدير عام مؤسسة الخدمات الزراعية في محافظة صعدة أنه تم تجهيز كل مخازن التبريد لاستقبال محصول التفاح أثناء الذروة، مؤكدا إلى أن الطاقة الاستيعابية تفوق المليون سلة خلال هذا الموسم.
وهناك استعدادات من قبل التجار والمؤسسة للتدخل وشراء التفاح وقت الذروة وعند انخفاض أسعاره عبر المؤسسة ومؤسسة الارتقاء، وهناك تجهيزات للفرز والتشميع والتغليف، وهناك فريق تم تدريبهم للقيام بهذه العمليات، إلى جانب فريق للتوعية والإرشاد وقامت المؤسسة بتوفير محلات لهم في كل سوق.
وأوضح مدير عام مؤسسة الخدمات انه تم تحديد متوسط السعر 5000 للسلة سعة 13 كيلو، وان عملية البيع الشراء ستتم بالوزن، مشيرا إلى القيام بحملة توعوية وإرشادية عن أهمية البيع بالوزن، وأضرار التعبئة الزائدة للسلات.
المهندس زكريا المتوكل مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة صعدة أشار إلى أن محافظة صعدة تشتهر بزراعة محصول التفاح إلى جانب الرمان والعنب والبن، والعديد من الخضار والحبوب نظرا لما تتمتع به المحافظة من مقومات زراعية كبرى، ومناخ مناسب وتربة خصبة، مبينا ًأن محافظة صعدة تنتج أكثر من عشرين ألف طن سنويا ً.
وأوضح المتوكل أن الأصناف المزروعة في صعدة هي صنف (أنا) وهو صنف غبر متزن الحجم وزراعته غير مجدية، وصنف آخر هو (عين شامير) وهو صنف ممتاز، ولكنه قليل، مضيفا: تسعى الوزارة واللجنة الزراعية والسمكية العليا للتوسع في زراعة هذا الصنف إلى جانب إدخال صنف (جولدن) لتنافس التفاح الخارجي.
وأشار المهندس زكريا إلى توفر 80 ألف شتلة سيتم تطعيمها بصنف (عين شامير، وجولدن) وتوزيعها على المزارعين بأسعار رمزية.
وقال مدير عام مكتب الزراعة بمحافظة صعدة :إن المكتب وعبر إدارتي الإرشاد الزراعي والإدارة العامة لتنمية المرأة الريفية عقدت عدة دورات توعوية وإرشادية لتعليم وتدريب النساء كيفية الصناعات الغذائية والتحويلية من محصول التفاح والرمان والعنب، لصناعة مربى وخل التفاح، من التفاح التالف وغير الصالح للتسويق واستغلاله في الصناعات الغذائية.
وأشار المتوكل إلى أن الصعوبات التي يواجهها محصول التفاح هي تواجد التفاح الخارجي بكثرة في الأسواق المحلية، وعدم وجود استثمار للتفاح في جانب الصناعات الغذائية والتحويلية، وكذا شحت المياه، وعدم وجود سدود وحواجز مائية تحصد مياه الأمطار لتغذي الآبار، وعدم استخدام نظام الري الحديث.
وتشتهر محافظة صعدة بزراعة محصول التفاح بشكل كبير وتتركز زراعته في مديريات سحار والصفراء، ومجز، وتمتاز محافظة صعدة بزراعة التفاح لموسمين زراعيين : موسم الصيف الذي يبدأ في مايو وينتهي في يوليو، والآخر موسم الشتاء الذي يبدأ في نوفمبر وينتهي في يناير وتكون ثماره صغيرة وصلبة بسبب البرودة.
وبحسب كتاب الإحصاء الزراعي الصادر عن الإدارة العامة للإحصاء والمعلومات الزراعية للعام 2020م فقد بلغت نسبة زراعة التفاح 4. 2 % من المساحة الكلية للفواكه، وبمساحة (2259) هكتاراً، بلغت كمية الإنتاج لليمن من التفاح (22554) طناً، واحتلت محافظة صعدة المركز الأول بكمية إنتاج (12220) طناً، والمساحة (1089) هكتاراً، وتلتها محافظات مارب وعمران وصنعاء وذمار ولكن بكميات قليلة..

قد يعجبك ايضا