اليورو ينخفض ويتساوى بالدولار لأول مرة منذ عشرين عاماً
“ذا تلغراف”: أوروبا أمام أكبر صدمة طاقة في التاريخ بدون غاز روسيا
الثورة /متابعات
أكدت صحيفة “ذا تلغراف” البريطانية نقلاً عن خبراء، أنّ “وقف إمدادات الغاز الروسي سيضرّ بالسكان وقطاع الصناعة في الاتحاد الأوروبي”، وسيؤدي إلى “أكبر صدمة طاقة” في تاريخ القارة.
وقالت راشيل ميلارد، في مقال لها أمس، نقلاً عن الخبير في مركز الأبحاث البلجيكي Brueghel سيمون تاغليابيترا، إنّه “إذا تعذّرت عودة نقل الغاز عبر السيل الشمالي، فإنّ ألمانيا والدول المجاورة لها ستشعر بضغط كبير على اقتصاداتها”.
ويستعدّ الاتحاد الأوروبي الآن لفصل الشتاء، لذلك يُخطط لملء منشآت تخزين الغاز، لكنّ العملية أصبحت أكثر تعقيداً لأنّ بولندا والدنمارك وبلغاريا رفضت دفع ثمن الغاز بالروبل، وفقدت الإمدادات من روسيا.
بالإضافة إلى ذلك، خفّضت غازبروم نقل الغاز عبر السيل الشمالي بسبب كندا، التي لم تعد توربينات سيمنز بعد الإصلاح، بسبب العقوبات ضدّ روسيا، الأمر الذي تراجعت عنه في وقت لاحق بناءً على طلب ألمانيا، بالرغم من احتجاج أوكرانيا على الأمر.
وبحسب توقعات الخبراء الأوروبيين، فإنّ خط أنابيب الغاز الروسي “سيستأنف الضخّ بنسبة 40٪، لكنّ هذا لن يكون كافياً لتلبية احتياجات الاتحاد الأوروبي”، ويعتقد الخبراء أنّه “إذا لم يتمّ زيادة شحنات الغاز عبر السيل الشمالي، فستكون منشآت التخزين ممتلئة بنسبة 70٪ فقط بحلول نهاية العام”.
سياسيون ألمان ينتقدون سياسات الحكومة الفاشلة
كما أكّدت رئيسة النقابات الألمانية ياسمين فهيمي، أمس، أنّه “إذا استمرت روسيا في قطع إمدادات الغاز، فإنّ الشركات التي حققت أرباحاً قياسيةً في الربعين الأول والثاني من العام الجاري، قد تكون في مأزق، ما يعرّض ملايين الوظائف للخطر”، محذّرةً من أزمة مالية واقتصادية خطرة.
وانتقد رئيس لجنة البوندستاغ للطاقة وحماية المناخ، كلاوس إرنست، في مقابلة مع صحيفة “دي فيلت الألمانية” نشرت يوم الجمعة الفائت، الحكومة الألمانية بـ”سياستها الفاشلة في مجال الطاقة”.
وقال السياسي ساخراً إنّ “ألمانيا تنتهج سياسة تحت شعار “سأطلق النار على رجلي نكاية ببوتين”، مضيفاً: “نحن لا نلحق أضراراً ببوتين على الإطلاق.. روسيا تستفيد فقط من ارتفاع أسعار الوقود في الأسواق”.
وأضاف البرلماني الألماني أنّه “بدون موارد الطاقة الروسية يتوقع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا بنسبة 12%”، قائلاً: “هذه كارثة مطلقة”.
بيسكوف: روسيا تفي بجميع التزاماتها
وكان المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، شدد منذ أيام على أنّ روسيا “ترفض تماماً أي تلميحات أو تصريحات مباشرة بأنّ الجانب الروسي يستخدم الغاز أو النفط كسلاح للضغط السياسي”، مؤكداً أنّه “ليس هذا هو الحال، وروسيا تفي بجميع التزاماتها، ولا تزال روسيا قادرة على ضمان أمن الطاقة الكامل في أوروبا”.
وتابع: “روسيا قادرة على ضمان عدم وجود فواتير باهظة للكهرباء والتدفئة في أوروبا، التي يتلقاها دافعو الضرائب في الدول الأوروبية”، مشيراً إلى أنّ “إعادة توربينات “سيمنز” من كندا سيسمح بزيادة إمداد الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا عبر خط “نورد ستريم”.
وفي وقت سابق، قلصت شركة “غازبروم” الروسية ضخ الغاز إلى أوروبا عبر مسار “السيل الشمالي-1” بشكل ملحوظ وذلك لدواع فنية بسبب عدم إرجاع التوربينات من كندا بعد عملية صيانتها هناك.
وفي ظل ذلك يتمّ الآن ضخ 40% فقط من سعة خط الأنابيب “السيل الشمالي”، لذلك هناك شكوك من تحقيق هدف ملء مرافق تخزين الغاز في ألمانيا إلى أقصى حد بحلول فصل الشتاء المقبل.
للمرة الأولى منذ 2002.. اليورو يعادل الدولار
تراجعت قيمة اليورو لتبلغ دولارًا واحدًا، في مستوى لم يُسجّل منذ طرح العملة الأوروبية الموحدة للتداول قبل عشرين عامًا .
وذكرت وكالة أنباء “ رويترز “ أن اليورو سجل 0.999 مقابل الدولار عند الساعة 10:14 بتوقيت غرينتش في تعاملات الأمس، وهو أقل مستوى منذ عام 2002.
ويخيّم القلق على الأسواق بسبب أزمة طاقة كبيرة في القارة العجوز، إذ تسري شكوك في شأن ما إذا كانت روسيا ستستأنف تسليم الغاز، بعد تعليقه لإجراء أعمال صيانة في أنبوبَي غاز “نورد ستريم 1”. ويزيد هذا الوضع المخاوف من ركود في أوروبا.
يشار إلى أن اليورو يواجه ضغوطا في الأسواق المالية منذ فترة طويلة لأسباب ناجمة عن تأثيرات الحرب في أوكرانيا التي أثرت على أوروبا على نحو خاص، وعلى المكافحة المتحفظة نسبيا للتضخم من جانب البنك المركزي الأوروبي .