الألعاب الفردية.. بين التجاهل والإنجاز

د. جابر يحيى البواب

 

الرياضة هي اللغة المتداولة عالمياً والتي تتحدث بها كل شعوب العالم، ويمارسها لاعبون محترفون ولها جماهير تعشق متعة المشاهدة والتشجيع، وتعتبر لعبة كرة القدم الرياضة التي تحظى بشعبية واهتمام ودعم كبير، على خلاف الرياضات الأخرى التي لا تجد لها اهتماماً شعبياً ودعماً رسمياً كافياً مقارنة بكرة القدم، على الرغم من بروز العديد من الأبطال في رياضة فردية محققين الكثير من الإنجازات والميداليات، لذلك ليست اليمن الدولة الوحيدة التي تولي اهتماماً كبيراً برياضة كرة القدم، وتتجاهل باقي الألعاب الرياضية الأخرى، لكننا أكثر مبالغة واهتماماً ورعاية للعبة كرة القدم على حساب الألعاب الأخرى، وليتنا تشابهنا في الاهتمام الدعم والرعاية للألعاب الرياضية كما تعمل بعض الدول العربية التي تعمل على خلق توازن بين اهتمامها بكرة القدم واهتمامها بباقي الألعاب الأخرى، لأنها تعلم أن تحقيق أكبر عدد من الإنجازات والميداليات يكون عبر الألعاب الفردية التي تستهلك ربع ميزانية الألعاب الجماعية وخصوصا لعبة كرة القدم التي يتم رصد أكبر موازنة لها تفوق موازنة أكثر من لعبة فردية.
لقد فاق الاحتفال بمنتخب الناشئين المحقق لكأس غرب آسيا كل التصورات سواء على المستوى الإعلامي أو الاقتصادي، وتجاوز هذا الاحتفال القاعدة الجماهيرية الشعبية إلى هرم السلطة ورجال المال والأعمال، على الرغم من أن هذا الإنجاز هو في اتجاه واحد ورياضة واحدة هي كرة القدم، وعندما حصد لاعبو ألعاب القوى خمس ميداليات ذهبية وثلاث فضيات وبرنزية واحدة في البطولة العربية بلبنان « ثلاث ميداليات ملونة للاعب ألعاب القوى أسامه اليعري برونزية 3000م وذهبية 5000م، واللاعب عبدالله اليعري فضية 800م، وفضية للاعب سمير محمد اليفاعي في مسابقة 3000م موانع» ، حصاد رياضي يستحق الاهتمام والدعم والاحتفال، ما حققه شباب ألعاب القوى جرس تنبيه يجب أن تلتفت له القيادات الرياضية من خلال تكثيف الاهتمام والرعاية والدعم للألعاب الفردية التي تحقق لنا الكثير من الإنجازات بأقل التكاليف، كما يجب أن يظهروا اهتمامهم ورعايتهم بهؤلاء الأبطال، لأن ذلك يمنحهم دافعا إيجابيا للعطاء ومضاعفة الجهد من أجل إحراز العديد من الإنجازات وتحقيق الكثير من الميداليات ورفع علم اليمن في الكثير من المنافسات والبطولات العربية والدولية؛ وفي رياضة فردية أخرى بعيدة عن الأضواء حقق لاعب المصارعة الحرة والرومانية اليمني إبراهيم الشبامي ميداليتين ذهبيتين في بطولتين منفصلتين للمصارعة أقيمتا في ألمانيا، وهناك الكثير من الإنجازات والميداليات التي حققتها الألعاب الفردية اليمنية خلال هذا العام ، لكن ظلت منسية ولم تجد من يوليها أي اهتمام أو رعاية، نأمل أن يفطن قطاع الرياضة بوزارة الشباب والرياضة وكذا اللجنة الأولمبية اليمنية إلى أهمية الألعاب الفردية وإمكانيات لاعبي هذه الألعاب في تحقيق الإنجازات والميداليات قليلة الكلفة.
بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، ودَّع الوسط الإعلامي والرياضي الزميل الإعلامي القدير صالح الحميدي الذي وافته المنية يوم الأربعاء الماضي في العاصمة المصرية القاهرة بعد صراع طويل مع المرض، لترتقي روحه إلى بارئها بعد مشوار حافل بالعطاء في مجال الإعلام؛ سائلين المولى عز وجل أن يتغمد فقيد الوطن والإعلام اليمني بواسع رحمته ورضوانه وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان…إنا لله وإنا إليه راجعون.

قد يعجبك ايضا