بعد ما يقارب الثمان سنوات من الأكاذيب والمغالطات وتسويق الأوهام، صحا مواطنو المحافظات المحتلة على الجحيم الذي صنعه الاحتلال ومرتزقته.
صحا الناس على انعدام للخدمات وفوضى عارمة، وتجويع ممنهج، وأسعار ملتهبة وانفلات أمني واستباحة للأموال والدماء والأعراض، ونهب للثروات وتهريب للعملة الصعبة، وانتشار المخدرات، وطبع عملة ورقية لا قيمة لها؛ فلا كهرباء ولا ماء ولا تعليم ولا صحة ولا أمن ولا أمان ولا مرتبات.
وجرعة بعد جرعة، ولم يعد المواطن قادرا حتى على شراء “الروتي”، وبلغ إيجار التنقل في شوارع عدن للمشوار ٧٠٠ ريال وحبة البيض بأكثر من ١٨٠ ريالا.
بعد ثمان سنوات وبعد الخراب والدمار خرج المواطنون في عدن ولحج وتعز وحضرموت يعتصمون ويتظاهرون ضد الأدوات وتحالف العدوان والاحتلال، ولكن بعد أن انتهى كل شيء.
الثروات النفطية والغازية ينهبها التحالف ويصدرها.
قطاعات نفطية تبيعها حكومة المرتزقة بأبخس الأثمان لشركات غربية؛ والناس يغرقون في الأزمات وانقطاعات الكهرباء وندرة البترول والغاز في السوق الداخلية.
مواطنو المحافظات الحارة يعيشون في الجحيم جراء الانقطاعات الكهربائية في هذه المحافظات، وإن وجدت كهرباء أهلية فأسعارها مكلفة لا يستطيع المواطن دفعها، كما هو الحال في تعز التي يزيد فيها ثمن الوحدة عن ٥٠٠ ريال.
في يوم ٢٠ يونيو دعت ما تسمى بثورة الجياع مواطني المحافظات المحتلة من تعز إلى حضرموت إلى الخروج في مظاهرات ضد الأوضاع الكارثية التي تعيشها هذه المحافظات.
هؤلاء النفر الذين صحوا مؤخراً ما كان أجدر بهم أن يخرجوا ضد العدوان في وقته عندما تعرض الوطن لهذه الكارثة.
اليوم ماذا ينفع الندم بعد خراب مالطة – كما يقال – المتظاهرون يهتفون ضد الأدوات، وضد تحالف العدوان، وهي صحوة متأخرة، ولكن يقال “أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي”.
الاحتلال السعو/حماراتي ومرتزقته ومن ورائهم أمريكا وبريطانيا وإسرائيل سوَّقوا للبسطاء الأوهام، فصدقهم هؤلاء، أما الأحرار فقد قاوموا العدوان منذ أول يوم وكشفوا فضائحه وجرائمه البشعة في حق الشعب اليمني.