اللعب بالنار

علي محمد الاشموري

 

 

كما قلنا سابقاً إن الهدنة هي هدنة هشة ومحاولة من الطرف الآخر لالتقاط أنفاسه ليعيد ترتيب أوراقه لمواصلة الاستمرار في الحرب على بلادنا.
وقد اتضح أن الهدنه بالفعل كانت هشة، فالاجتماعات أو المشاورات أو المحادثات – سمها ما شئت – التي عقدت في العاصمة الأردنية عمّان خرجت بخفي حنين ..
وخلال الهدنة زادت الخروقات وأعاد المرتزقة التموضع تحت ذريعة فتح طرق تعز رغم أنه تم فتح ثلاث طرق في تعز لكن الشماعة مازالت قائمة رغم أن الجيش واللجان الشعبية والقيادة السياسية قد أبدوا حسن النوايا بفتح الطرقات الثلاث لكن سياسيي البترودولار وأسيادهم من أصحاب العقالات يوجهون (البديل) لما يسمى بالشرعية التي ماتت وأصبحت في خبر كان وكانت لهم أجندات خفية وخبيثة..
وما الزيارات المكوكية لـ (ابن منشار وابن زايد وأمير قطر والإسرائيلي بينت) إلى دول المنطقة إلا دليل على أن هناك حلفا حقيقيا يتشكل ضد محور المقاومة ، فخليج (النفط) وأمريكا وإسرائيل يبنون رؤيتهم لإنشاء حلفهم الجديد بعد ثمان سنوات من هزائمهم النكراء أمام الشعب اليمني الصامد ، وهذا يدل دلالة واضحة على أن الحلف المزمع عقده سيولد ميتاً ..
فالمراهنة على تزييف الوعي والحقائق عبر الماكينات الإعلامية المطبّعة التي يصرف عليها ملايين الدولارات بل المليارات لن تنتج سوى المزيد من خسارة الحقائق والخسائر المادية والبشرية لتحالف الشر بعد أن انسحبت أمريكا من الواجهة فقط وألقت بكل ثقلها ودعمها لهذا المشروع التدميري.
فأمريكا تعاني من التضخم والضغوطات الاقتصادية وارتفاع أسعار المشتقات النفطية التي أثقلت كاهل المواطن الأمريكي والأوروبي، نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا وظهور النازية الجديدة منذ أكثر من ثمان سنوات، إضافة إلى فالمعونات اللوجستية وتصدير مرتزقة من الشركات الإرهابية الخاصة وتوظيف القاعدة وداعش وكل مرتزقة العالم لمحاولة كسر شوكة روسيا الاتحادية..
فأوكرانيا أصبحت قاب قوسين أو ادنى أمام الدب الروسي، والتدخل اللا أخلاقي في الحرب التي ورطتهم فيها الولايات المتحدة من أجل الخروج من النفق الاقتصادي المظلم حتى ولو كان ذلك على حساب العرب وثرواتهم النفطية والغازية من أراض وبحار دول المقاومة والممانعة بعد أن فرض بوتين حظراً على المشتقات النفطية إلى شركات أمريكية وأوروبية، فاتجهت أنظار المستعمر الجديد إلى دول الشرق الأوسط ومنها اليمن ولبنان وسوريا والعراق لنهب ثروات هذه الشعوب الحرة ، ودخل في اللعبة الكيان الصهيوني عبر ممر التطبيع العلني الذي أصبح حاضراً وشاهداً على دول الخليج الهادر ومرتزقة الداخل الذين باعوا حقل بلحاف الغني بالنفط ، والمهم في هذا السياق أن يبقى (معين) على رأس حكومة العملاء.
أما الأمم المتحدة ومجلس الأمن فهما صنيعتا أمريكا أم الشر فأصبحت المنظمة الأممية صامتة صمت الموتى، والأدهى والأمر من ذلك الانحياز الكامل لأمريكا ودول العدوان ، طبعاً في هذا السياق كثر تجار الحروب وعملاء الداخل والخارج وعلى رأسهم الأمم المتحدة يتسلمون المعونات نقداً مقابل الصمت المخزي .
فهل نحن على مشارف حرب عالمية ثالثة ؟
الأحداث والتحليلات وما يعتمل في الواقع تقول نعم، ولكن سيزول القطب الأحادي الواحد ، وبدأت تتشكل ملامح لعدة أقطاب كـ: روسيا-الصين-ايران ومصير دول الخليج إلى الزوال ماعدا عمان التي تنتهج سياسة حكيمة ومتوازنة ، أما الآخرون فهم يلعبون بالنار وثرواتهم زائلة وتطبيعهم مرفوض والتكتلات الهشة لملك الرمال والأعراب الآخرين السائرين في فلك التطبيع لم تزد العالم والمنطقة إلا توتراً وربما نشوب حرب كونية لا تبقي ولا تذر في ظل هذه الأوضاع المأساوية التي تنذر بمستقبل مظلم لا يفرِّق بين العقال والشعر الأشقر، فلا تلعبوا بالنار واقرأوا التاريخ جيداً.

قد يعجبك ايضا