الثورة نت|
اختتمت الإدارة العامة لتدريس القرآن الكريم والعلوم الشرعية بالجامع الكبير في صنعاء اليوم فعاليات الدورة الصيفية الـ 30 للعام ١٤٤٣هجرية.
وبارك رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي، لقيادة الجمعية العلمية والإدارة العامة لتدريس القرآن الكريم والعلوم الشرعية بالجامع، اختتام النشاط الصيفي وتخرج كوكبة من طلبة العلم من هذا الصرح الشامخ والمنارة العلمية.
ونوه بما لمسه من نجاح وحصيلة علمية للطلاب الذين ارتووا من معين القرآن الكريم وحلقات العلم وسيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .. معبراً عن سعادته بوجود من يحمل العلم والوعي والبصير والإدراك لتوجيهات الله والنور الذي ينير الله به البلاد والعباد.
وأشار إلى أن مسيرة الإنسان في هذه الحياة عندما ينطلق من تعاليم كتاب الله عز وجل وهدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، سيكون ماشياً على صراط مستقيم.
وأضاف” إن الناس يحَيون بالعلم الذي ينير دروبهم ويعرفون به ربهم ويدركون به عدوهم ومهمتهم في الحياة، باعتبار العلم سلاحاً نستطيع أن نرد به هجمات الأعداء” .. مبيناً أن حرب الأفكار الضالة أخطر على الأمة في حرف مسارها من حرب القنابل والصواريخ.
وأوضح العلامة الحوثي، أن المدارس العلمية يتخرج منها الطلاب والعلماء والأساتذة والكاتبون والمفكرون والمفتون والأدباء والشعراء والباحثون في كل مجالات الحياة، ليكونوا مشاعل هداية للأمة ومنارة يهتدى بها في ظلمات الحياة.
وقال” إذا استمرت مسيرة العلم والجهاد وتنامت ستكون غيظاً لأعداء الله، الذين يدركون أهمية الوعي والعلم، وأنها إذا تحصنت عقول أبناء الشعب اليمني لا تستطيع أي قوة في الدنيا أن تحرف مسار شعب الإيمان والحكمة والعلم والفقه”.
وأضاف “إن إدارة الجامع الكبير بصنعاء، قامت بدورها وخرّجت العلماء الذين نعتز ونفتخر بهم من أمثال علي بن أحمد الشهاري والمرتضى بن زيد المحطوري ويحيى الديلمي ومحمد مفتاح والكثير الكثير منهم، وعلى رأسهم مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين بن محمد شرف الدين وغيرهم من العلماء الأعلام الذين أناروا للناس طريق الخير والهداية”.
وأكد رئيس هيئة الأوقاف، دعم الهيئة للمدارس التي يراعاها الجامع الكبير بصنعاء وتشجيع منتسبيها وتقديم الدعم لهم .. وقال” في المجلة التي أنتجها طلبة الجامع الكبير عن وقفية عصر، نعبر عن أسفنا بأن هذه الوقفية التي يمكن أن تزيد عن 240 ألف لبنة، لا يعود منها شيئاً للجامع الكبير ولا لطلابه ولا لمرتاديه ولا يأتي للأوقاف منها فلساً واحداً”.
وشدد على ضرورة التعاون لرد الحقوق إلى أهلها وإعادة الأمور إلى نصابها .. وأضاف” الواقفون أوقفوا أموالهم ليحيا دين الله وتُعمر بيوت الله وتحيا حلقات العلم ويتخرج من أبناء اليمن، العلماء والمفكرون والمفتون، فلابد من إعادة الحق إلى أهله لنستطيع أن نبني جامعة الجامع الكبير التي ستكون منارة علمية ليس لليمن فحسب، وإنما للعالم بأسره”.
وأشاد العلامة الحوثي بجهود قيادة الجمعية العلمية بالجامع الكبير في تخريج هذه الكوكبة العلمية من حفظة القرآن الكريم واختتام نشاطهم الصيفي .. منوهاً في ذات الوقت بدور الآباء الذين دفعوا أبنائهم من مختلف المديريات والمحافظات للجامع الكبير للنهل من العلم والهداية.
وفي الاختتام بحضور وكيل أول وزارة الإرشاد الشيخ صالح الخولاني ووكيل هيئة الزكاة لقطاع التوعية أحمد مجلي ورئيس المكتب الفني بوزارة التربية زياد الرفيق وكوكبة من العلماء الأجلاء، أكد أمين عام الجمعية العلمية للجامع الكبير العلامة عبدالفتاح الكبسي، تميز الدورة الصيفية لهذا العام بإقبال كبير من الطلاب الذين تلقوا دروساً في القرآن الكريم والأحاديث النبوية وأساسيات الأحكام الفقهية واللغة العربية والعقيدة الصحيحة ومحاضرات قيمّة لعلماء أفاضل وبرامج ثقافية ورياضية متنوعة.
وأشار إلى ارتباط المجتمع اليمني بالجامع الكبير الذي كان له الدور المهم في التوجيه والإرشاد والتنوير والتعليم والحفاظ على الهوية الايمانية منذ أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ببنائه في السنة السادسة للهجرة.
ولفت العلامة الكبسي إلى أن الحركة العلمية بالجامع الكبير ازدهرت بعد ثورة ٢١ سبتمبر وشهدت تطوراً من حيث طبيعة الخدمة العلمية إثر دمج العلوم الشرعية بالعلوم الأخرى التي تُدرس في المدارس الحكومية.
وأشاد بجهود هيئة الأوقاف ومكتب التربية في دعم حلقات العلم .. مؤكداً أن الجمعية تسعى لإنشاء جامعة الجامع الكبير ضمن أهدافها لإعداد الأجيال علمياً وأخلاقيا لمواكبة التطورات في المعارف العلمية وبما يمكنهم من حمل رسالة الإسلام.
وثمن العلامة الكبسي، الجهود الداعمة للحركة العلمية في الجامع الكبير وعلى رأسها هيئتي الأوقاف والزكاة.
من جانبها ثمنت كلمة المشاركين في الدورة، جهود القائمين على الدورة الصيفية التي كان لها الأثر في استفادتهم وتعزيز هويتهم الايمانية.
تخلل الاختتام نماذج من آيات الله تعالى وأحاديث نبوية وأقوال مأثورة عن الإمام علي عليه السلام، قدّمها عدد من الطلاب المشاركين في الدورة وقصيدة بعنوان “حمى الوطيس” وتكريم الطلاب المبرزين في الدورة.