قتل مروع لآلاف الحجيج اليمنيين المتوجهين إلى الله ملبين مهللين مكبرين لا يحملون أي أسلحة بل يحملون أكفا فارغة مرفوعة إلى بارئها وقلوبا تطلب من الله الصفح والغفران ، قتل لا هدف منه إلا الترهيب والإرعاب لانتزاع ما يمكن انتزاعه من حقوق الآخرين بالتخويف والتهديد وارتكاب المجازر الوحشية وسفك الدماء بدون استثناء، ولتغطية أعمالهم القذرة الحقيرة تلزمهم كذبة تنسب إلى الله والدين ، فيتهمون الضحية بأقبح التهم ليبرئوا ساحتهم المنغمسة في أعماق الخطيئة ويخلطوا الأوراق المخلوطة ، فهم يدافعون عن دين الله ويتكلمون باسمه !!! يا لحماقة هؤلاء المجرمين!! إنها سياسة يهودية دنيئة دأب عليها اليهود منذ القدم إلى عصرنا الحاضر، وتاريخهم ودويلاتهم عبر الأزمان قامت على هذه السياسة الشيطانية، وقد سجل لنا التاريخ الحديث الكثير من جرائمهم ومجازرهم من أجل احتلال فلسطين بغطاء ديني، فهم- كما يدعون- شعب الله المختار وأن فلسطين أرض الميعاد وخزعبلات تلمودية كتبوها بأيديهم وقالوا هي من عند الله، والله يعلم إنهم كاذبون، وما أشبه ذلك بمجزرة تنومة تخطيطا وخبثا ووحشية وهدفا وغاية ووسيلة.
وكما أن جرائم اليهود تجاه الفلسطينيين تميّع وتضيع في أدراج المحاكم الدولية والأمم المتحدة ودهاليز السياسة، ضاعت مجزرة تنومة ودماء اليمنيين بل غيبت سنوات طويلة بهدف طمسها وإضاعة حقوق اليمنيين.
وما زل حكام آل سعود يسيرون على خطى اليهود في تعاملهم مع المسلمين في جميع بلاد الإسلام: قتل وإبادة أفراد وجماعات وشعوب تحت غطاء ديني وهو تكفير المسلمين ودعوى حماية الدين، وهم لا يحمون سوى الصهيونية ومصالحها ونفوذها، حقيقة أصبح يراها الأعمى ويبقى فقط من في قلبه مرض يسعى لإسكات كل من ينادي بكشف ملابساتها ويشكك فيها ، لكن جريمة بحجم مجزرة تنومة ناءت بإخفائها السنوات الطويلة وجاء من يرويها لليمنيين ليدركوا أن عدوهم يترصدهم منذ أسس كيانه الهش المصنوع صناعة بريطانية ، وأن ما يفعله اليوم هو امتداد لمجزرة تنومة .
العدالة الإلهية والدعم الإلهي سيكونان من نصيب من ينتصر لمظلوميته ولو بعد حين، واليمنيون عازمون على الثأر والوقوف ضد الظلم و«سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».