الناشئون.. من البطولة إلى الخروج المبكر
د. محمد النظاري
هكذا هي كرة القدم فوز وخسارة، فرح وحزن ، بطولة وخروج… صحيح هي مفردات، لا تخلو منها منافسات كرة القدم، ولهذا لا بد لجماهيرنا من تقبل خسارة منتخبنا للناشئين لقاءيه أمام العراق والأردن، ومغادرة بطولة غرب آسيا بالرغم من أنه حامل للقب.
ولكن كرة القدم أبدا لم تكن مجرد رغبة في الفوز، أو تمن استمرار إنجاز سابق، أو التغني بما لا يتوافق مع واقع اليوم وليس الأمس.. ولهذا كان منتخبنا أسيرا لكل ذلك، فالناشئون والمدرب – للأسف الشديد – ذهبوا إلى الأردن مرتكزين فقط على أنهم أبطال النسخة السابقة ، وما على المنتخبات الأخرى إلا التسليم بذلك، والانهزام طواعية، دون أي مقاومة.
ذهبوا إلى الأردن وهم متكئون على كل تلك التكريمات التي لم تكن منطقية لولا أنهم فازوا على المنتخب السعودي بركلات الترجيح في أرضه وبين جماهيره، وبهذا تحولت القصة من بطولة للحظة فرح كما قد افتقدناها من سنوات وإن تحقق جزء منها في ملاعب كرة القدم.
ذهبوا إلى الأردن متسلحين بدعوات الجماهير الذين غالبيتهم لا يعلمون أن كثيرا ممن كسبوا البطولة السابقة قبل 6 أشهر غادروا المنتخب لأن سنهم في خلال ستة أشهر أصبح غير مطابق للبطولة، وكان ذلك واضحا منذ البطولة السابقة أن لاعبينا كثير منهم تجاوزوا السن لهذه الفئة.
ما نتمناه من كل من تعامل بغير منطق مع الفوز بالبطولة السابقة من خلال صناعة ما ليس في الواقع، نتمنى منهم أن لا يتصرفوا بغير عقلانية، وألا يغيروا من معاملتهم مع اللاعبين ، فبعد النفخ الزائد لا ينفع العكس.
المنتخب ينبغي أن يستمر، فعلى الأقل يأخذ فرصته في هذه الفئة، ثم يصعد بهدوء إلى الفئة الموالية، ومن هنا فقط سنكسب اللاعبين، وبغير ذلك سيتم تدميرهم بنفس السرعة التي جعلناهم فيها أبطالا.
أمور غير منطقية حدثت لهذا منتخب، فقد حظي بتكريم كبير من الجميع وفي كل مكان، فالمطاعم وبائعو المقاطب، والعسل والفنادق …… الخ، ناهيك عن الجهات السياسية هناك وهناك، ورغم ذلك لم يجد حتى مباراة ودية أو معسكر إعدادي خارجي َ!!.
اليوم يلعب منتخبنا لقاءه الأخير أمام نظيره العماني، وكلا المنتخبين خسرا من الأردن والعراق، ورغم أن المباراة تحصيل حاصل، الإ أنها فرصة لمصالحة الجمهور والخروج بفوز معنوي، لا يجعل البطل يخرج بصفر اليدين.
العشر من ذي الحجة:
قال صلى الله عليه وآله وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام، يعني العشر من ذي الحجة، وستبدأ بنهاية الأسبوع الجاري، وفقنا الله جميعا للعبادة فيها بما يحبه ويرضاه، وتقبل ذلك منا.