يبدأ منتخبنا الوطني للناشئين بعد غد الثلاثاء أولى مبارياته في تصفيات منافسات بطولة غرب آسيا والتي تقام في الأردن، حيث يستهل مشواره بمواجهة المنتخب العراقي الشقيق الأكثر هيبة وأجساماً وحضوراً، والمواجهة ستكون هي الأقوى والأكثر إثارة ومن يكسبها سيكون قد قطع شوطا مهماً نحو صدارة المجموعة.
هل يفعلها ويبتسم الحظ مرة أخرى للمنتخب الناشئ وتتكرر الفرحة وتعم الزغاريط والأهازيج ويرقص المواطن والرياضيون بانتصار يقشع ويزيح غمة ونتائج المنتخب الأول الذي خيب آمال ورغبات اليمنيين في طمس هزائم المنتخب من سجله المتخم بالنتائج السلبية.
حماس الناشئين واللاعبين والجهاز الإداري والفني بحسب تصريحاتهم مرتفع جدا وحماس الجمهور المشجع له عريض وكبير ومتعطش لتكرار انتصاراته الساحقة.
لقد صنع منتخب الناشئين مكانة خاصة لدى الشعب اليمني وجعل الشارع الرياضي شغوفاً بحب المنتخب، ومتابعته لكل أخباره وتحركاته فمجرد إعلان بعثة المنتخب مغادرتهم صنعاء إلى عدن ومنها إلى الأردن بدأ الشارع اليمني بالحديث عنه وتفاؤله بإمكانية عودة المنتخب بالكأس وكأن اليمن لا يوجد لهم إلا ممثل وحيد في كرة القدم وهو منتخب الناشئين.. كل الأمنيات والدعوات للمنتخب في تحقيق نتائج طيبة خلال مشواره ومشاركته الغرب آسيوية التي تنطلق الثلاثاء.
الكابتن الشهاري
كان لاعبا مشهورا وتخشاه الجماهير قبل اللاعبين لمشاكسته وقوة تمريراته الحاسمة، يعلق زملاؤه وعشاق كرة القدم عنه عندما يستلم الكرة في منطقة الهجوم بقولهم: «الله يعينك يا حارس» كان يمتلك قدماً فولاذية إذا تمكن ووصلت إليه تمريرة كرة وسددها نحو المرمى فلا تصد ولا ترد لقوة الشوتة، كان أحد أبرز المهاجمين اليمنيين إلى جانب معلمهم وأفضلهم الكابتن جمال حمدي صاحب الصولات والجولات الكروية.
نتحدث اليوم عن الكابتن علي عبدالله صالح الشهاري مهاجم نادي الزهرة سابقا، قد لا تعرفه عشاق الرياضة والرياضيين الشباب كونه من قدامى ومشاهير كرة القدم اليمنيين للزمن الجميل وانقطاعه عن المشهد الرياضي لكنه كان ملك وسلطان زمانه، تهتف الجماهير وعشاق كرة القدم بمدرجات الملاعب باسمه حبا بقدراته وإمكانياته ومهاراته وقوة جسمه، كان لاعبا قويا وصاحب قدم يخشاه كل الحراس والمدافعين.
بالأمس كنت متوجها إلى التحرير وسط العاصمة صنعاء بمعية الزميل أحمد الشاوش وصادفنا الكابتن علي الشهاري وهو يمشي بخطوات لم تعد تعبر عن ذلك اللاعب الطائر والقوي ويهابه كل الحراس والمدافعين فقد أخذ العمر والدهر حقه وهي سنة الله في التناقص في العمر والصحة وطريقنا جميعا.
تجاذبنا الحديث مع الكابتن الشهاري والذي كانت تناديه الجماهير أحيانا باسم علي الحاج تحدث معنا مباشرة أن حب وعشق كرة القدم كان مختلفاً تماما في أيام جيلنا عما نحن عليه اليوم، كان اللاعب زمان يلعب ببلاش وبدون حافز أو راتب ويشتري ملابسه الرياضية على حسابه الخاص ويلعب كرة قدم من داخل قلبه بعكس اليوم، قالها لنا وهو يتحسر على وضع الرياضة والرياضيين في الوقت الراهن.
يستحق الكابتن علي صالح الشهاري لفتة إنسانية وتكريمه والاحتفاء به من قبل وزارة الشباب والرياضة وفرعها بالأمانة وكذا نادي 22 مايو الذي دمج فيه نادي الزهرة والمجد وحمير باعتبار الكابتن الشهاري من اللاعبين القدامى الذين قدموا للعبة والوطن جل حياتهم وجاء الوقت حتى نرد الجميل لهؤلاء الرجال الأوفياء، كما نتمنى للكابتن الشهاري وافر الصحة والعافية ولكل زملائه ورفاقه القدامى في مرحلة السبعينيات والثمانينات والتسعينيات الذين كانوا نجوما من ذهب وأصبحوا اليوم من المنسيين، وتنكروا لهم ولا يتذكرهم أحد.