محافظات يمنية تنزف كل يوم بسببها
قنابل العدوان العنقودية والألغام التي زرعها تواصل حصد أرواح اليمنيين
الدريهمي في الحديدة ورازح شداء والظاهر في صعدة.. أكثر المناطق تلوث بقنابل العدوان العنقودية
التلوث الكبير في معظم الأراضي اليمنية والانتشار الواسع لمخلفات العدوان من القنابل العنقودية والألغام أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي وتفاقم الوضع الإنساني في مناطق عديدة من اليمن، كما تسبب في حدوث كارثة إنسانية وبيئية واسعة تمتد آثارها ومخاطرها السلبية لسنوات عديدة، فيما يستمر نزيف الدم بسببها من المدنيين خصوصا الأطفال والنساء.. كل هذه التبعات والنتائج الإنسانية تحتاج إلى جهود دولية ومحلية للقضاء عليها:
الثورة / حاشد مزقر
خلال شهر مايو المنصرم كشف المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام عن تطهير مساحة (38,022) متر مربع من الألغام والقنابل العنقودية ومخلفات العدوان في عدد من المحافظات المحررة، فيما تم أكتشاف إجمالي807 ألغام وقنابل عنقودية ومخلفات حربية للعدوان منها 49 لغماً مضاداً للدبابات و 3 ألغام مضادة للأفراد و 5 أشراك خداعية و 750 قذيفة منوعة ومخلفات حروب للعدوان خلال نفس الشهر..
مديرية الدريهمي.. الأكثر تضرراً
مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام العميد علي صفرة ومعه أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية والتعاون الدولي إبراهيم الحملي ومحافظ الحديدة محمد قحيم ومعهما نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “الأوتشا” أندريا نويس اطلعوا ومعهم عدد من ممثلي المنظمات الأممية والدولية والمحلية على حجم الدمار والأضرار التي لحقت بالمنازل والمباني الحكومية والمنشآت الخدمية والطرق في الدريهمي من قبل تحالف العدوان ،كما اطلعوا على الاحتياجات الضرورية والعاجلة من المشاريع الخدمية والتنموية للمديرية بعد أن عانت من ويلات العدوان ومرتزقته قبل تحريرها ، وقد شددوا على ضرورة تطهيرها من الألغام والمخلفات لتأمين العائدين إلى المديرية، وثمن المحافظ قحيم زيارة ممثلي الأوتشا والمنظمات الدولية والمحلية للمديرية للاطلاع على احتياجاتها من المشاريع الخدمية والتنموية الأساسية والطارئة بهدف إعادة السكان إلى منازلهم، مبينا أن عدد النازحين من الدريهمي وصل إلى 15 ألف نسمة.
تكثيف الجهود
بدوره أوضح مدير المركز التنفيذي صفرة أن المركز يعمل بوتيرة عالية لتطهير مركز مديرية الدريهمي من الألغام والقنابل التي خلفها التحالف .. مشيرا إلى أنه تم تطهير العديد من المنشآت الخدمية في مركز المديرية خاصة المنطقة الشمالية الشرقية للمدينة.
ولفت مدير المركز التنفيذي إلى أن هناك العديد من المناطق في المديرية لازالت مزروعة بالألغام والمتفجرات الأمر الذي يتطلب تكثيف وتوحيد الجهود لتطهير ما تبقى من المديرية من مخلفات العدوان.
من جانبها أوضحت المدير القطري لمنظمة رعاية الأطفال الدولية “راما ريفي لارآ” أن منظمة الأطفال والمنظمات الأخرى ستعمل على تمويل العديد من المشاريع الخدمية والتنموية في مديرية الدريهمي مثل المياه والتعليم والصحة وتطهير المديرية من الألغام.
وثمنت تعاون قيادة السلطة المحلية في المحافظة مع كافة المنظمات العاملة من خلال تسهيل نزولها إلى المناطق الأكثر تضررا للاطلاع على احتياجاتها من المشاريع الإنسانية والاغاثية.
صعدة والقنابل العنقودية
محافظة صعدة هي الأخرى تنزف دما كل يوم بسبب تلوثها بالقنابل العنقودية ومخلفات العدوان والمديريات الحدودية ( رازح شداء والظاهر تعتبر من أكثر المناطق الملوثة بالقنابل العنقودية، وإزاء سقوط استمرار هذا الضحايا وبشكل يومي في تلك المناطق والمحافظات الأخرى طالب المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية-في صنعاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوفير المستلزمات اللازمة لمواجهة الكارثة الإنسانية.. التي خلفتها غارات التحالف في تلك المناطق الحدودية الناتجة عن أستخدام القنابل العنقودية المحرمة دوليا، فيما كان آخر ضحاياها يوم أمس الأول 4 أطفال تعرضوا لاصابات بالغة نتيجة إنفجار قنبلة عنقودية من مخلفات غارات التحالف السعودي في مديرية الظاهر بمحافظة صعدة وهو ما حدث كذلك في محافظة مارب يوم الجمعة الماضي، حيث استشهد مدني نتيجة انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات تحالف العدوان في مديرية صرواح.. وادي نوع أثناء رعيه الأغنام .