مختصون: برامج الصيف تتيح للمشاركين فرصة الكشف عن مهاراتهم، وميولهم وهواياتهم
أولياء الأمور معنيّون بدرجة رئيسية في إنجاحها: الأنشطة الصيفية .. فرصة للحد من الطاقات السلبية لدى الأطفال
تؤكد العديد من الدراسات الإحصائية على قضاء الكثير من الأطفال معظم أوقاتهم خلال إجازة الصيف الطويلة في مشاهدة شاشات التلفاز، أو باستخدام الإنترنت عن طريق الأجهزة الإلكترونية والخلوية وما ينجم عن ذلك من مخاطر نفسية وفكرية على حاضرهم ومستقبلهم؛ لذلك تتعاظم المسؤولية الملقاة على الآباء والأمهات خلال العطلة الصيفية والقيام بواجباتهم على أكمل وجه تجاه أبنائهم وبناتهم وبما يعود بالنفع والفائدة عليهم.
الأسرة / زهور عبدالله
وتعتبر المراكز الصيفية التي تنظمها الجهات التربوية والتعليمية في صنعاء ومختلف المحافظات من أهم الفرص المتاحة أمام الطلاب والطالبات من اجل استغلال وقت الفراغ الناجم عن الإجازة المدرسية استغلالاً مثالياً ومفيداً.
ويؤكد تربويون ومختصون في علم النفس الاجتماعي والتربوي بأن الأنشطة الصيفية للأطفال تلعب دورا هاما في تنمية مهارات الأطفال وقدراتهم في مختلف المجالات .. ويقول التربوي وأخصائي الاجتماع نبيل المغلس : إن الأنشطة الصيفية تساهم مساهمةً كبيرةً في منح الطالب والطالبة فوائد نفسية وجسدية وعاطفية كبيرة.. ويضيف في حديثه لـ” الأسرة” إن من اهم الفوائد للمناشط الصيفية الجماعية أنها تحّد بصورة كبيرة من الطاقة السلبية للطالب والطالبة ، من خلال الرحلات، أو الحفلات، أو الأنشطة التطوعية، وغيرها. كما تتيح للأطفال فرصة الكشف عن مهاراتهم، وميولهم وهواياتهم التي يفضِّلونها مثل: الرسم، أو الأشغال اليدوية، أو ممارسة الرياضة وغيرها من الهوايات، كما تُفرِّغ الأنشطة الصيفية الضغوط النفسية، التي قد يعاني منها الطفل خلال السنة الدراسية، وتُحفِّز طاقته الإيجابية وتُجددها، الأمر الذي يساهم مساهمةً كبيرةً في مساعدته على تحقيق المزيد من النجاحات والتفوُّق.
فوائد جمة
وبالإضافة إلى ما يتلقاه المشاركون من معارف وعلوم في مختلف مجالات الحياة وخاصة ما يتعلق بالقرآن وعلومه فإن الأنشطة الصيفية الجماعية تساعد الأطفال كما يؤكد التربوي المغلس على تنمية مهارات التواصل الاجتماعي لديهم، وتُجنِّبهم الوقوع في إشكالية العزلة الاجتماعية والوحدة، كما تُعزز القيم الأخلاقية وحب الخير، ومبدأ العمل الجماعي بقلبٍ واحد، من خلال الأنشطة التعاونية والعمل التطوعي. وكذلك تعزز الأنشطة الصيفية روح القيادة لدى الطفل من خلال مشاركته في المراكز الصيفية،ُ ومناشطها التي تحقق الدعم النفسي للطفل وتساعده على تفريغ طاقته الزائدة من خلال أنشطة الترفيه، واللعب.. كما تحافظ الأنشطة الصيفية على الصحة العامة للطفل، وتُبعده عن الكسل والخمول الجسدي والفكري، الناتج عن الجلوس لساعاتٍ طويلة أمام التلفاز، أو اللعب بالألعاب الإلكترونية وتهيئ الطلاب والطالبات للعودة إلى مدارسهم، بكل حيوية ونشاط، وقد اكتسبوا مهارات ومعارف تجعلهم اكثر شغفا وإدراكا لأهمية التحصيل العلمي.
كما تساهم الأنشطة الصيفية الجماعية كما يؤكد المختصون بشكل كبير وملموس في نضج الأطفال وتنمية شخصيتهم وتطويرها، وزيادة قدرتهم على الإحساس بالآخرين والتعاطف معهم؛ لذا يُنصح أولياء الأمور بالدفع بأطفالهم الى المراكز الصيفية وتشجيعهم على الانخراط فيها والمشاركة الفاعلة في برامجها المختلفة.
تلبية الاحتياجات
تشهد المراكز الصيفية هذا العام والمقامة في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات زخماً وتنوعاً كبيرا في الأنشطة والبرامج التي من شاأنها إشباع رغبات الشباب والطلاب والطالبات وتلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم في عدة مجالات منها القرآن الكريم وعلومه وحلقات الذكر، وبرامج تربوية وعلمية وترفيهية وأنشطة رياضية وتوعوية وزيارات ميدانية، إلى جانب المسابقات في مجالات الشعر والإنشاد والمسرح وكل ذلك كما يؤكد المختصون وفّر فرصا ذهبية أمام الطلاب والطالبات لممارسة هواياتهم وإظهار مواهبهم وإبداعاتهم بطرق إيجابية تعود بالنفع والفائدة عليهم وعلى عائلاتهم.. ويقول الطالب عبدالله الحمادي المشارك في احد المراكز الصيفية بمديرية الصافية في العاصمة صنعاء بأنه لم يكن يتوقع أن تكون المراكز الصيفية بهذا المستوى الرائع من التنظيم وتنوع البرامج والأنشطة.. ويضيف “نجد انا وزملائي كل المتعة في المشاركة في مختلف فعاليات المركز الصيفي ونتمنى لو تطول المدة المقررة للمراكز الصيفية”
ولم تتوقف هذه من المشاعر الإيجابية على الطلاب، فالطالبات أيضا يسجلن حضورا مميزا في الأنشطة الصيفية وتقول التربوية سلالة ناصر بأن التفاعل من قبل الفتيات هذا العام كان لافتا من خلال حرصهن على الانخراط والمشاركة في الأنشطة التي تسهم في صقل مهاراتهن واستثمار طاقاتهن وتوجيهها بما يعود بالنفع عليهن وعلى المجتمع.
مسؤولية أولياء الأمور
نجاح المراكز الصيفية وتحقيق أهدافها لا يقتصر على الجهات المختصة في وزارتي التربية والتعليم والشباب والرياضة وغيرها من المؤسسات الرسمية ولكن الدور الأبرز لتحقيق هذه الأهداف النبيلة كما يؤكد التربوي نبيل المغلس يقع على عاتق أولياء الأمور من الآباء والأمهات والذين عليهم ادراك حجم المخاطر التي تتربص بأبنائهم من خلال مساعي العدو الواضحة لاستهداف الهوية اليمنية وفصل الجيل عن هويته الإيمانية من اجل خلق جيل ضعيف يسهل اختراقه والتأثير عليه وتمرير المخططات الخبيثة التي يحيكها الأعداء ضد اليمن وسيادته ومقدراته .. وبالتالي فان أولى الخطوات لتحصين المجتمع وجعله عصيا على المؤامرات والدسائس، يكمن في استثمار مثل هذه الفرص الطيبة التي توفرها المراكز الصيفية والدفع بأبنائهم وبناتهم للالتحاق بها وتشجيعهم على تحقيق الفائدة القصوى من برامجها ومناشطها المختلفة.