أبناء يودعون أبناءهم الدار دون جريمة سوى التخلص منهم


يبدو أن صوت الحق والحرية مسموع في مجتمعنا ويبدو أن فريق الحقوق لقضية الأحداث قد جنوا بعض ما طالبوا به ففي تحقيقات واستطلاع نشرناها الشهرين الماضيين في صحيفة “الثورة” على صفحات “قضايا وناس” تطرقنا لقضايا ومعاناة الأحداث والدار التي يؤون فيها, وأبرز الانتهاكات التي تقع بحق هؤلاء الأطفال.
اليوم نتحدث عن إدارة جديدة لدار التوجيه للبنين للأحداث بصنعاء إدارة تبحث كيف يمكن أن تصنع من هؤلاء الأطفال الذين لديهم خلاف مع القانون حد وصف تلك الإدارة أي (الأحداث) قادة وشركاء فاعلين في المجتمع وكيف يمكن أن تبني علاقة وطيدة بين هذه الفئة والمجتمع الخارجي

دار إيواء الأحداث أو دار التوجيه يشرف على بداية جديدة حاولنا من خلالها استعراض الطموحات والآمال وما قد تم إنجازه في ظل الإدارة الجديدة وما الذي تسعى إلى تنفيذه خلال الأيام والأشهر القادمة وما دورنا نحن كمجتمع ناشطين وحقوقيين ومدنيين وما يقع خاصة على فريق الحقوق الذي سعى في تغيير إدارة الدار وطالب بحقوق الأطفال كل هذا سنطرحه بشفافية في هذا اللقاء مع مدير دار التوجيه محمدعبدالله العرافي.. إلى سطور اللقاء.
بداية منذ توليك قيادة الدار وإدارتها هل لك أن تخبرنا عن عدد الأطفال الموجودين في الدار ورؤيتكم في إدارة الدار¿
في الحقيقة كان العدد عندما استلمنا العمل (42) طفلاٍ لكن تم خروج البعض منهم فالعدد حتى هذه اللحظة هو (34) طفلاٍ.. باختصار قرأت واقع حال الدار وحاولت أن أخرج مع زملائي في الدار بخطة وبرنامج متكامل فالدار في السابق لا يسير بخطط, فقد شملت الخطة برنامج متنوع فيه أنشطة رياضية وفنية وثقافية ….وفيها يرفع في كل شهر شعار نعمل جميعا على هذا الشعار عبر الأنشطة والبرامج اليومية بحيث تكون جزءاٍ من اليوم ويتم في نهاية كل شهر بتقييم البرنامج وما الذي نحتاجه للفترات القادمة بحيث يخدم أهداف الدار والمتمثلة في إعادة تأهيل الأطفال ورعايتهم نفسيا واجتماعيا وصحيا وتعليميا وتربويا ومهنيا واكتشاف مواهبهم وتنمية شخصيتهم الإيجابية وتنفيذ الأنشطة المتعلقة بتعديل سلوكهم وتفعيل دور الكادر الفني والإداري والمهني والتربوي داخل الدار ووضعنا مخرجات للبرنامج والمتمثلة في غرس القيم الوطنية والأخلاقية والسلوكية وحب المجتمع وتفريغ طاقتهم السلبية وملء الفراغ وتوجيه سلوكهم وتفعيل الجانب الروحي وغيرها من مخرجات.
سمعت أنك ستقوم ببرنامج تأهيلي للكادر هل لك فقط أن تخبرنا عنها ¿
بالطبع نعم فلقد سعيت على أن يحصل المشرفين الأخصائيين على دورات تدريبية هناك دورة خارج الدار تم تدريب أخصائيين نفسيين واجتماعيين وطلبنا منهم إسقاط ما تدربوه على زملائهم الآخرين حتى تعم الفائدة للجميع كما أني خلال الفترات القادمة سأنفذ برنامجاٍ تدريبياٍ للكادر وأجلب مدرب إلى الدار لإعادة تأهيلهم لأنهم بحاجة فعلا لها فقد جاءت الحاجة نتيجة لدراسة بسيطة قمنا بها فلقد قمنا بعمل استبيان على الكادر حول ما الذي يحبونه وما هي قدراتهم وخبراتهم وخرجنا من الدراسة بانطباع ومعرفة بإمكانات الكادر بأكمله وما الذي يحتاجه وكيف يمكن تفعيل أدوارهم بشكل أفضل وعبرها أوجدنا خطة العمل والبرنامج الذي أخبرتك به سابقا ووزعنا الكادر بحسب تخصصه ومهاراته .
السرقة والفقر
نعود للأطفال في الدار.. ماذا عن أنواع الجرائم التي ارتكبها الأطفال الموجودون وكيف تسير آلية المحاكمات لهم ¿
حقيقة أغلب الجرائم هي السرقة والفقر يعد السبب الأول لها ثم تأتي الجرائم الأخلاقية ثم القتل والشروع بالقتل وأغلبها بالخطأ أما عن مساءلة تحريك القضايا في الحقيقة قمنا بالتنسيق مع نيابة الأحداث ومحكمة الأحداث وأوجدنا آلية لسرعة تحريك القضايا وعبر هذه الآلية استطاعتا أن ننجز كثيراٍ من القضايا الموجودة في الدار ناهيك أن هناك أسراٍ لا تهتم كثيرا بابنها في الدار ولا تتابع قضاياهم فنحن نقوم بهذا العمل حاليا حتى ننجز ما نستطيعه وأريد أن أنوه بشيء فقد كان في السابق خلافا للأطفال (الأحداث) الذين يعانون خلافاٍ مع القانون هناك الأطفال المشردين والأطفال الذين يزجهم آباؤهم أو أسرهم عندما تتعب منهم فيأتي الأب ويقول لي (خليه عندكم يتربى) لكن الآن منعت من دخول الأطفال من خارج الدار الذين لا يرتكبون جريمة لأن في دخولهم للدار خطرا أكبر من مكوثهم بين أسرهم حتى لو كانت الأسرة تعاني من تربيته لأنه ببساطة قد يتأثر بسلوكيات الأطفال داخل الدار ويكتسب منهم أشياء وهنا تكمن المشكلة لأن الأطفال الموجودين في الدار نحاول إعادة وتعديل سلوكهم.
إذا ما هي الاحتياجات التي قمت برفعها إلى الحكومة من أجل تحسين وضع الدار¿
هناك الكثير من الاحتياجات التي رصدناها خلال وضع الخطة فلدينا مثلا نقص في الكادر خاصة المربين المشرفين الذين يبتون مع الأطفال وهؤلاء لابد وأن يكونوا متخصصين في العمل التربوي لأنه أكثر شخص يحتك بالأطفال ولساعات كثيرة حقيقة لدي مشرفين ولدي متطوعين منهم من يخدم الدار لأكثر من عشر سنوات ولم يتم تثبيتهم كموظفين من قبل الحكومة وهذه مشكلة كبيرة أوجهها لأهل الشأن كما أنني بحاجة إلى كادر آخر إضافة إلى تثبيت وتحسين وضع المتطوعين الموجودين حتى يتسنى لهم بناء الأطفال فكريا وتربويا وعلميا واجتماعيا وهناك حاجة لكادر تربوي وفنيين (الأخصائيين) ومتخصصين في المواد التعليمية .
هذا يعني أنك رفعت بموازنة الدار للحكومة تمكنكم من تقديم الخدمات للأحداث¿
الموازنة المعتمدة للدار هي (205) آلاف في الشهر يتم تسلمها من المديرية بينما وضعت في الشهر مليوناٍ وثمانية آلاف لأسباب كثيرة منها تحسين الوضع الغذائي فحاليا يحسب بـ(100) ريال يوميا كغذاء للطفل وأنا وضعتها(560) ريالاٍ في اليوم للطفل الواحد أي أربع وجبات يومية للأطفال المقيمين بحيث يحتوي الغذاء الخضار واللحم والفواكه الطموح كبير وإن شاء الله تعتمد الميزانية فالدار تمتلك بنية لكن الأدوات غير موجودة وبعضها أطلال أدوات فهناك الصالة الرياضية لكن أدوات الرياضة غير متوفرة هناك الملعب لكرة القدم لكنه أطلال ملعب ويحتاج إلى إعادة إصلاحه لدينا فني كهرباء ممتاز لكنه لا يستطيع أن يعلم الأطفال شيئا لعدم وجود الأدوات لدينا الورش المغلقة والآلات القديمة مثل آلة صنع (المعاوز) هناك الكثير من النقص لتلبية احتياجات الدار للقيام بأنشطة متعددة وتدريب الأطفال الذين سيمكثون في الدار مدة طويلة فهم بحاجة إلى تعلم مهنة حتى يخرج للمجتمع وهو معتمد على نفسه وأيضا فاعلا فيها نحتاج لمسرح رئيسي أكبر واستديو تلفزيوني نحتاج إلى تحفيز الكادر …الخ وأدوات النظافة غيرها من الاحتياجات
لا يوجد أنشطة بسبب النقص وتوقفها منذ فترة طويلة بحسب متابعتنا للدار¿
يوجد نشاط رياضي وترفيهي وفني فلدينا دوري لكرة القدم والطائرة والسلة ولدينا أنشطة فنية عبر نشاط سمر الذي يقام مساء عبر السكن الداخلي في كل أسبوع وفيه يقوم الأطفال بتنفيذ مسرحية ومسرح الدمى وأناشيد وأغان يعبرون بالطريقة ونوع الفن الذي يريدونه بحيث يعمل النشاط ضمن شعار الشهر للبرنامج الذي تحدثت عنه سابقا ولدينا رسومات فنية أيضا تتحدث عن شعار الشهر ولدينا مسابقة لأجمل سمر قدمه الأطفال وفيه سيتم تكريم الفائزين منهم.
ونحن في بداية عملنا جلبنا أناساٍ محبوبين لدى المجتمع اليمني منهم الفنانون لإعطاء جو جديد في الدار وأيضا لعمل حلقة وصل بين الأطفال داخل الدار والمجتمع الخارجي حتى لا تكون هناك فجوة كبيرة بينهما وحتى لا يخرجون منتقمين من المجتمع الذي نبذهم ويعطيهم رسالة أن المجتمع بحاجتهم فلقد جاء الممثل القدير يحيى إبراهيم وعمل نشاطاٍ فنياٍ ونحن نسعى لعمل أنشطة في هذا السياق كي نربي الطفل في الدار ونخرج منه شريكاٍ فاعلاٍ في المجتمع وهنا أدعو الجميع للقدوم للدار وعمل أي نشاط بالتنسيق معنا ونحن نفتح أبوابنا للجميع.
كلمة أخيرة تود قولها ¿
أريد أن أقول نحن بحاجة لكم الدار يحتاج الجميع منظمات مدنية.. رجال أعمال مبادرات شبابية أعمال خيرية نحن بحاجة لكم ولكم أن تزورونا وتعملون النشاط والعمل الذي ترغبونه بالآلية التي تحبونها وأريد هنا أن أخبر الجميع بوسعهم تقديم العون لنا بالطريقة التي يحبونها وهنا أذكر أن إحدى المبادرات جاءت وقدمت هدايا للأطفال كانت عبارة عن حقيبة بها أدوات نظافة شخصية ونحن رحبنا بها ونرحب بأي جهة تريد أن تساهم معنا وتساعدنا لتغيير واقع حال الدار إلى الأفضل.

تصوير / عبدالله حويس

قد يعجبك ايضا