رغم أن الرياضة علاج للعقل والجسد والصحة النفسية والعضوية وتعمل الرياضة على جعل الإنسان صحيحاً يقاوم الأمراض والشيخوخة والكثير من العلل والأسقام وكما يقولون من ترك المشي تركته العافية. وأنا أقول من ترك الرياضة داهمته الأمراض.
طبعا الرياضة ليست علاجاً للأمراض العضوية عموما وتحفظ الصحة بل هي أيضا علاج للأمراض غير العضوية مثل السلوك النفسي وتدعم الأخلاق وتهذب الإنسان وتروض النفس وتجعل الرياضي والمشتغلون في الرياضة يتقبلون رأي الآخرين بروح رياضية، ويكون الرياضي متسامحا ومترفعاً عن الصغائر والتريهات وسفاسف الأمور والمناكفات التي لا نجني دوما منها إلا المشاكل والأحقاد والضغائن وهذه ليست من أخلاق الرياضيين.
بصراحة أصبح بعض الرياضين والمشجعين العربيين واليمنيين على وجه الخصوص ليس لهم من صفات وأخلاق الرياضة نصيب، تجدهم متشنجين، متعصبين وأرواحهم خبيثة وغير رياضية مطلقا، أي أن البعض من المنتمين للوسط الرياضي العربي أو اليمني خارج دائرة التشجيع واللعب النظيف، ما رأيته وقرأته من تعليقات وكتابات عن المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد وليفربول أعتبرت شيئاً خارجا عن اللياقة الرياضية لما فيها من شتم ولعن وتحد وتعصب ليس له علاقة بالرياضة والأخلاق والسلوك الرياضي المتعارف عليه.
ليس هذا وحسب بل إن البعض ينتقد المنتخب الأول والشباب والناشئين ولا ندري ما الأمر الجوهري الذي يريد إيصاله غير الانتقاد لأجل الانتقاد أو ذكر بعض التُراهات التي لا تصل إلى مستوى الانتقاد الموضوعي ويستحق على ضوئه مناقشته ووضع الحلول لمعالجته.
الرياضة أسمى وأرفع من كل الأنشطة الإنسانية والعملية والعلمية على الإطلاق وهي أفضل من السياسة والاقتصاد والعمل الاجتماعي ومنظمات المجتمع المدني من حيث المبادئ والسلوك والأخلاق والتعامل مع الآخرين.
لا أبالغ حين أقول إن من ينتمي للرياضة هو من أرقى الناس باعتبار الرياضة مدرسة تربوية لإعداد الإنسان السوي بسلوك راق وسامٍ يتعلم منهم الآخرون طرق التعامل وحسن التعامل، كما أن الرياضة تعزز الانتماء للوطن وحب الشعب والتراب والهواء الذي نستنشقه.
تخيلوا أن البعض من لديهم رؤية أو فضول في الانتقاد للرياضة والأندية الرياضية لا يقدمون الانتقاد على أساس تقويم الأخطاء وتصحيح الاعوجاج ولكن من أجل الانتقاد وأظهر السلبيات والقصور أو لأن هذا النادي أو الرياضي لا يعجبه ويكن له عداء وكراهية، ويرغب في انتقاده وأحيانا لغرض الابتزاز وتحقيق مكاسب من وراء تلك الانتقادات كما هو حال الكثيرين في بلادنا تراهم ينتقدون بغرض إلتفات هذا أو ذاك ليدفع مقابل أن يسكت من الانتقاد وليس من أجل إصلاح تلك السلبيات حتى وإن حدثت.
المهم والأهم في هذا الموضوع أن يعرف الجميع أن الرياضة عنوان عريض للتهذيب والأخلاق والسلوك، وأيضا الرياضة مصنع للرجال الأوفياء للوطن كما أنهم الوحيدون من وجهة نظري الذين ينظرون ويتعاملون مع الآخرين بصدق وبفضيلة وسلوك راق.. نتمنى لنا ولجميع الرياضيين ومن هم في فلك الرياضة الهداية والصلاح.