في كل الأحوال أمريكا قلقة من جرائم الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين، وقلقة من جرائم التحالف ضد المدنيين في اليمن. ويشاركها في هذا القلق الاتحاد الأوروبي دون إدانة لأي جريمة ضد العرب في أي مكان.
الدم العربي عندهم مستهان ومستباح ورخيص، ولا قيمة له، ولا يستحق إدانة من أجله.. هم قلقون ويزودون المجرمين بالسلاح الفتاك والمحرم دوليا، ويجندون الإرهابيين ضد الأقطار العربية التي ترفض المشروع الأمريكي.
الغرب هو من صنع مأساة فلسطين، ولاسيما بريطانيا التي باعت فلسطين للعصابات اليهودية مقابل أموال دفعها اليهود لبريطانيا في الحرب العالمية الأولى؛ جمعوا اليهود من كل أنحاء العالم وأرسلوهم لاحتلال فلسطين، وبحماية قوات الاحتلال البريطاني، بل ومدوا هؤلاء اليهود بالسلاح لقتل العرب وتهجيرهم من بلادهم واحتلال أرضهم.
في قضية مقتل شيرين أبو عاقلة تدعو أمريكا إلى تحقيق شامل، لكن الذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية ممنوع، وليست المكان المناسب في نظر وزير الخارجية الأمريكي، كما يقول ويكرر القول “متمسكون في معارضتنا طويلة الأمد بعدم الذهاب إلى المحكمة الدولية فهي ليست المكان المناسب” هم يخافون من إدانة إسرائيل. وكم استخدموا “الفيتو” ضد أي قرار يدين الاحتلال في فلسطين.
أمريكا حصَّنت جنودها ضد المساءلة عن الجرائم التي ارتكبوها في العراق وسوريا وأفغانستان.
الغرب هو حارس إسرائيل وحامي حماها.
بريطانيا صنعت هذا الكيان العدواني، وألمانيا أمدته بالمال تحت غطاء التعويضات عن المحرقة المزعومة؛ وفرنسا أمدته بالمفاعلات النووية، وأمريكا هي الحامي له والمتستر على جرائمه.
أمريكا تقلق على مصالحها وأصدقائها من اليهود والصهاينة، أما العرب والمسلمون فهي تعتبرهم مادة للتدرب على القتل، وتحصيل الأموال، واحتياطياً نفطياً.
قول الله واضح وجلي (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ..) (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ..) هذا قول ما بعده قول، ولا أحد يقول لي إن أمريكا صديقة، والغرب ديمقراطي. لقد فضحتهم التجارب والحروب.
الغرب متربص بالعرب. هو لا يريدهم، بل يريد نفطهم الذي يصب في موانئه، ويحرك صناعته، وأمواله، تصب في بنوك وجيوب حكومات الغرب.
أكثر من سبعين عاما وإسرائيل ترتكب جرائم إبادة، وجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، ولم تطرف للغرب عين، لأن العرب ليست لهم أعين زرقاء، على عكس أوكرانيا التي يقيم الغرب الدنيا ولا يقعدونها بسبب العملية العسكرية الروسية.
الغرب هذا أكبر منافق بحكامه وحكوماته ومنظماته، ولم يقل في يوم من الأيام كلمة حق.
إنه غرب استعماري لا يخدم إلا مصالحه، حتى ولو على حساب الشعوب.
الغرب بدون أخلاقيات؛ يقدم المال على القيم؛ (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) هكذا وصفهم القرآن، وهكذا تعلموا من شيلوك تاجر البندقية في رواية شكسبير، إنها أخلاقيات الغرب منذ صعود الرأسمالية التي داست على الأخلاقيات، ومنها الأديان.
الرسمالي دينه الدولار، وليس له دين ولا قيم سواه.
يا أمة الإسلام اتعظوا من تجارب الماضي مع الغرب.
ليس هناك قضية للغرب إلا دمار العرب والمسلمين وإذلالهم ليقبلوا بمشاريعهم القذرة. كل الحروب التي اشتعلت في بلاد العرب كان وراءها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ثم الأدوات الممولة؛ السعودية والحمارات.
وعلى مر التاريخ أمريكا لا ترحم عملاءها، فبعد أن ينجزوا مهامهم ترميهم إلى المزابل. انظروا إلى مصير شاه إيران، والإرهابي أسامة بن لادن، وأنور السادات، والزرقاوي، وغيرهم من العملاء الكثير.