اقتحام الأقصى مجدداً

تشييع حاشد للشهيدين قبها ومحيسن في جنين وبيت لحم

جنين /
شيعت جماهير حاشدة، أمس، جثماني الشهيدين بلال قبها (24 عامًا) من سكان يعبد جنوب غرب جنين، وأيمن محيسن (29 عامًا)، من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم.
وانطلق موكب تشييع الشهيد قبها، من مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي، قبل أن يجوب شوارع المدينة وينقل إلى مسقط رأسه، حيث ألقيت عليه نظرة الوداع الأخيرة من قبل عائلته، قبل أن يؤدي المشيعون الصلاة عليه، ويوارى الثرى في مقبرة البلدة.
وكان قبها استشهد برصاص الاحتلال خلال مواجهات واشتباكات مسلحة بعد اقتحام قوات الاحتلال مساء أمس بلدة يعبد لهدم منزل عائلة الشهيد ضياء حمارشة منفذ عملية “بني براك” قبل شهرين والتي أدت لمقتل 5 إسرائيليين.
فيما انطلق موكب تشييع الشهيد محيسن، من مستشفى بيت جالا الحكومي، وصولا إلى منزل عائلته في مخيم الدهيشة حيث إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، ومن ثم الصلاة عليه في المسجد الكبير بالمخيم، والانطلاق إلى مقبرة الشهداء في قرية إرطاس.
والشهيد محيسن أسير محرر، ينتمي للجبهة الشعبية، وقد استشهد فجرًا خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم الدهيشة.
ورفع المشاركون في الجنازتين، العلم الفلسطيني، ورايات الفصائل، وسط ترديد شعارات منددة بالاحتلال، وتدعو المقاومة للوحدة والرد على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا.
وشارك مقاومون في تشييع الشهداء، حيث أطلق بعضهم النار في الهواء تحيةً لأرواحهم.
واقتحم عشرات المستوطنين، أمس الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر محلية، لوكالة الأنباء الفلسطينية ” وفا ” بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى.
يشار إلى أن هناك دعوات من جماعات “الهيكل” المزعوم لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى يومي الأحد والإثنين المقبلين.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية تفاخر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينت، بسياسة العقوبات الجماعية البشعة التي تمارسها دولة الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها سياسة هدم المنازل، ما يعكس حجم الفاشية والعنصرية التي تسيطر على مراكز صنع القرار في دولة الاحتلال.
وأكدت “الخارجية” في بيان صحفي أمس الخميس نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية ” وفا”، أن ما يتفاخر به رئيس الوزراء الإسرائيلي يعكس إصرارا بائسا على تمسك دولة الاحتلال بالحلول العسكرية للصراع بديلاً للحلول السياسية، وتنكرا لالتزامات إسرائيل كقوة احتلال التي يفرضها القانون الدولي واتفاقيات جنيف.
وقالت: إن بينيت لا يرفض فقط الكشف عن المجرمين الذين اعدموا الشهداء شيرين ابو عاقلة، وغفران وراسنة، وبلال كبها، وثائر اليازوري، وايمن محيسن وغيرهم، وإنما لا يفرض اية عقوبات بحقهم بما في ذلك هدم منازلهم.
وأضافت أن ذلك يعبر عن عقلية الاستعمار والفاشية والعنصرية التي تحكم قرارات بينيت وأمثاله، وهي في الوقت ذاته اعتراف رسمي من بينت بأن جرائم الإعدامات الميدانية بحق الفلسطينيين تتم بقرار إسرائيلي رسمي وتنفذ بحماية وغطاء المستوى السياسي في دولة الاحتلال، كما أن بينت لا يعتبر المجرمين والقتلة من جيش الاحتلال ومليشيات المستوطنين إرهابيين، كما لا يعتبر جرائمهم إرهابا .
وحذرت الرئاسة الفلسطينية، أمس، من استمرار التصعيد الحاصل في جرائم الإعدامات الميدانية، التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بأوامر من رئيس حكومته بينيت، والذي سيجر المنطقة إلى مزيد من التوتر والعنف، محملاً حكومة الاحتلال المسؤولية كاملة عن تداعياته.
ونقلت وكالة (معا) الاخبارية عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة قوله في تصريح له: إن الصمت الدولي على انتهاكات الاحتلال، وعدم محاسبته على جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، يشجع حكومة بينيت وجيشها على الاستمرار باستباحة الدم الفلسطيني وارتكاب اعتداءاتها ضد شعبنا وأرضه ومقدساته، ويشكل غطاء وحماية لدولة الاحتلال من المحاسبة والمساءلة.
ودان أبو ردينة، التصعيد الإسرائيلي الخطير ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والذي أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء خلال الـ24 ساعة الأخيرة، مؤكداً أننا أمام مفترق طرق، وأن سياسة الشجب والإدانة وتحميل المسؤولية لم تعد كافية.
وذكرأبو ردينة: أنه آن الأوان لتتحمل الإدارة الأمريكية مسؤولياتها تجاه وقف هذا الجنون الإسرائيلي الذي يجر المنطقة إلى مربع العنف الذي حذرنا منه مراراً، متسائلا: أين هي الفرصة التي تطالب بها الإدارة الأمريكية خلال الاتصال الأخير، والمناخ الذي يجب توفيره قبل زيارة الرئيس بايدن للمنطقة، والتي تحاول إسرائيل عرقلتها عبر تصعيدها ضد شعبنا ومقدساته؟.
وأكد الناطق الفلسطيني أن استمرار العدوان الإسرائيلي، وغياب الأفق السياسي، وعدم توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، أوصل الأمور إلى مرحلة لا يمكن السكوت عنها.
وكان قد استشهد الأسير المحرر أيمن محيسن (29 عامًا)، برصاص قوات الاحتلال أمس الخميس، في مخيم الدهيشة قضاء بيت لحم، وهو ثالث شهيد برصاص الاحتلال خلال الـ24 ساعة الماضية.

قد يعجبك ايضا