مستوطنون يقتحمون الأقصى

المقاومة الفلسطينية بغزة ترفع حالة التأهب تحسباً لاندلاع مواجهة عسكرية مع قوات العدو

 

غزة/
رفعت المقاومة الفلسطينية من درجة تأهّبها داخل قطاع غزة، تحسّباً لإمكانية اندلاع مواجهة عسكرية خلال الأيام المقبلة، توازياً مع بعثها برسائل إلى الوسطاء، مفادها أنها لن تسمح بمرور “مسيرة الأعلام” “مهما كلّف الأمر”.
ونقلت وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية عن مصادر في المقاومة، قولها: إن “قيادة المقاومة تُراقب التصريحات والإجراءات التي يتّخذها العدو في مدينة القدس المحتلة، ولديها قرار واضح بمواجهة الاستفزاز الذي يسعى له المتطرّفون عبر إقامة مسيرة الأعلام ومرورها من الحيّ الإسلامي واقتحام المسجد الأقصى من باب العَمود”.
وأضافت: إن “المقاومة تتابع أيضاً ما يجري في قطاع غزة، وخاصة نشاط طائرات الاستطلاع بمختلف أنواعها التجسّسية والانتحارية، والتي تحلّق بكثافة فوق مختلف مناطق القطاع، وهي رفعت من درجة استنفارها على مختلف المستويات استعداداً لاحتمال نشوب معركة مع العدو”.
ويتزامن تحليق طائرات العدو الصهيوني مع إجرائه عدّة مناورات عسكرية ضمن تدريبات “عربات النار” في عدد من المناطق الحضرية وخاصة في منطقة غلاف غزة، حيث أوضحت قيادة الجبهة الداخلية أن جزءاً من المناورات سيجري في مدينة “سديروت” شمال القطاع، وغيرها من التجمّعات الحدودية، في حين تحدّثت مصادر عبرية، أمس الأول، عدّة مرّات، عن سماع دويّ انفجارات في منطقة الغلاف.
وأبلغت المقاومة، الوسطاء، وآخرهم السفير القطري محمد العمادي، بأن العدو يدفع بالأوضاع في اتّجاه مواجهة جديدة.. مؤكدةً أنها لن تتردّد في “كسر المخطّط الصهيوني المتصاعد للسيطرة على المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً، تمهيداً لهدمه”.
وكان وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس، قد أعلن، أمس الأول، أن «مسيرة الأعلام»، المُقرَّرة يوم الأحد المقبل، ستجري في مسارها الاعتيادي على رغم تهديدات الفصائل، داعياً جميع الأطراف، بمَن فيهم الأحزاب الصهيونية، إلى إبداء المسؤولية تجاه هذه القضية الحسّاسة، حسب تعبيره.
واقتحم مستوطنون أمس الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فيما أحرق آخرون سيارة بالقرب من حاجز زعترة وحطموا نوافذ احد المساجد جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وكالة الانباء الفلسطينية وفا أن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوساً تلمودية عنصرية، ونفذوا جولات استفزازية في باحات الأقصى .
وأضافت الوكالة ان جماعات “الهيكل” المزعوم كانت قد دعت إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى، احتفالاً بذكرى احتلال شرقي القدس، ورفع الأعلام في باحاته، وأداء طقوسهم التلمودية.
إلى ذلك انطلقت دعوات مقدسية، الاثنين الماضي، للاعتكاف في المسجد الأقصى، بدءاً من غدٍ الجمعة، رداً على دعوات المستوطنين لاقتحام مركزي ومكثّف للمسجد الأقصى فيما يسمى بـ “يوم توحيد القدس”، وهو اليوم الذي تم فيه احتلال باقي شرقي القدس عام 1967م.
ويتعرض المسجد الأقصى بشكلٍ يومي لاقتحامات المستوطنين ما عدا الجمعة والسبت، عبر مجموعات وعلى فترتين صباحية ومسائية، وبحماية سلطات الاحتلال، في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني والمكاني في ساحات قبلة المسلمين الأولى، وتزداد حدة هذه الاقتحامات الاستفزازية في الأعياد والمناسبات اليهودية.
إلى ذلك استشهد فتى فلسطيني (16 عاماً) متأثراً بجراح خطيرة أصيب بها برصاص الاحتلال الإسرائيلي في رأسه في منطقة قبر يوسف بنابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أمس ان الفتى غيث رفيق يامين كان قد أصيب بجروح حرجة بالرصاص الحي في الرأس، ونقل إلى مستشفى رفيديا الحكومي، وأعلن الأطباء في وقت لاحق عن استشهاده متأثراً بإصابته.
وفي سياق متصل، أصيب 88 مواطناً فلسطينياً ليلة أمس الأول وفجر أمس الأربعاء بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال اعتداءات لقوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة الشرقية في مدينة نابلس.
وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر في نابلس احمد جبريل في تصريح نقلته وكالة (وفا) يأن 19 مواطناً أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و67 آخرين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، ومواطن بحروق جراء إصابته بقنبلة غاز وآخر تعرض للسقوط، خلال المواجهات.
وأضاف أن قوات الاحتلال اعتدت على طاقم إسعاف الهلال الأحمر بقنابل غاز بشكل مباشر أثناء نقل حالة ولادة، ما أدى إلى اختناق الطاقم، فيما نقلت المريضة إلى مستشفى رفيديا.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المنطقة الشرقية في مدينة نابلس، لتأمين اقتحام المستوطنين .

قد يعجبك ايضا