ثلاثة وسبعون عاماً لذكرى النكبة الفلسطينية التي من نتائجها ًمئات الآلاف من الشهداء، والمهجرين في الشتات، وبناء المستوطنات، وقضم الأراضي الفلسطينية، والشعب الفلسطيني العربي مازال صامدا يقاوم ويدافع عن حق العودة وتحرير آلاف الأسرى في السجون الإسرائيلية.
هذه الذكرى الأليمة تعيد إلى الذاكرة ما تتعرض له المقدسات الإسلامية في القدس ومنها المسجد الأقصى وكافة المناطق الفلسطينية في ظل صمت دولي وأممي تجاه ما يقوم به هذا الاحتلال العنصري الذي أباد الشجر والحجر.. نحن حينما نتحدث عن فلسطين المحتلة نتذكر الشهيد أبو عمار والشيخ أحمد ياسين ومئات من قيادات المقاومة، هذه الذكرى سبقها يوم أسود حيث كانت العيون مشرئبة إلى جنين ورام الله ونابلس وبيت لحم والقدس والأقصى الشريف مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى، في هذه الذكرى الأليمة كان جسد الشهيدة شيرين أبو عاقلة قد منع جريمة اجتياح للعدو الصهيوني في مدينة جنين …
استشهدت الشهيدة التي كانت تنقل أخبار الاحتلال وجرائمه فتحولت هي إلى خبر بثته قنوات التلفزيون العالمية، وأظهرت حقيقة الوجه القبيح للكيان الصهيوني، فقد نالت وسام الشهادة الرفيع ووسام نجمة القدس وهو أرفع وسام في فلسطين، لأن شيرين أبو عاقلة قد فضحت الاحتلال وهي مسجاه بعد جريمة القتل التي أصابت الوسط الفلسطيني والعربي والدولي، فالمجرم القناص اخترق عقلها بمقذوف على أثره فارقت الحياة، بحسب الشهود وهما اثنان من زملائها أحدهما أصيب برصاص قناص في ظهره أما زميلتها الأخرى فقد انجاها الله، فالسيرة والمسيرة لشيرين أبو عاقلة وصلت إلى ربع قرن كانت خلاله هادئة، متزنة، مهنية، شفافة تنقل الحقيقة بكل شفافية وتكشف بكل هدوء الوجه القبيح للكيان المحتل وعملياته الاستيطانية وتعسفه ضد الشعب الفلسطيني وضد الأسرى الإداريين.
فعلا إنها عمليات قذرة فاشية يقوم بها الاحتلال ضد الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين والأرض والمقدسات الفلسطينية، وما حدث ويحدث من منع دخول المصلين إلى الأقصى والاعتداءات الوحشية الجسدية للفلسطينيين، وهدم المنازل ومحاولة سرقة أحلامهم في الداخل وفي الشتات، جرائم مروعة.
شيرين أبو عاقلة هي أيقونة فلسطين كانت مرتبطة بالإنسان الأسير وأم الشهداء والجرحى من شرق فلسطين المحتلة إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها ..كانت في تغطياتها مؤمنة بالعدالة وحق تقرير المصير …
فـ”فراشة القدس” و”أيقونة فلسطين” قد منعت الاحتلال من تنفيذ مخططه الجهنمي، ووحدت الشعب الفلسطيني وألهبت فيهم روح الحماس ضد هذا الاحتلال العنصري فصارت هي الموحد لكل أبناء فلسطين والقضية الفلسطينية، واستطاعت وهي حية وشهيدة إعادة اللحمة الفلسطينية في بوتقة واحدة ..
خرجت فلسطين عن بكرة أبيها لوداع رمز الحقيقة التي سطعت في سماء العالم جراء ذلك العدو المجرم المتعجرف، ولا ننسى ما حدث لها في المستشفى الفرنسي ومحاولة الاعتداء على جثمانها الذي يلفه العلم الفلسطيني الذي أرعب الاحتلال وبتلك الصورة المنقولة عبر شاشات التلفاز -التي تعاطف معها كل أحرار العالم- أسقطت مزاعم العدوان الصهيوني وحصرته في زاوية المجرم أمام العالم.
مئات الآلاف الذين قَدِموا من أرجاء فلسطين لوداع أيقونة القدس بين الزغاريد كشهيدة، والحزي لشرطة الكيان بخيالاتها وعتادها، سقطت أمام الأسطورة الفلسطينية وفضحت الأساليب القذرة للنازية الجديدة أمام العالم وما حدث لجسدها الطاهر والعلم الفلسطيني من اعتداءات قد جعلت من الكيان المحتل خائفاً مرعوبا من جرائمه التي كان يريد أن يخفيها، وفجرته إلى مربع آخر جدلي …
نظر إليهم العالم بنظرة دونية عدا أذيال التطبيع الإسرائيلي الإمارات والسعودية.
فتحية لأيقونة فلسطين والرحمة للشهداء الفلسطينيين.. وفي هذا السياق نترحم على شهدائنا وأسرانا وجرحانا من المجاهدين والشهداء الصحفيين اللذين بلغوا ما يقارب المئتي شهيد بطائرات العدوان الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي.. ولا نامت أعين الجبناء .
فاليمن حرة برجالها، وفلسطين حرة بشعبها، وسوريا حرة بثبات شبابها، ولبنان والعراق حرة بمقاومتها، ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن الجريمة المروعة في حق اليمنيين المقتولين غدرا والمصعوقين كهربائيا غدرا حتى لفظوا أنفاسهم الأخيرة دون أي ذنب ف أين المجتمع الدولي؟!!وأين محكمة الجنايات الدولية!!! وأين منظمات حقوق الإنسان؟؟؟ من هذه الجرائم التي يندى لها جبين البشرية.