فرصة للانتقال من خطر الاستبدال إلى استحقاق التمكين..مضامين (الوعي) بمحاضرات السيد القائد الرمضانية ..

عبدالفتاح حيدرة

 

الوعي في أبعاد 29 محاضرة رمضانية قدمها لنا السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – في شهر رمضان المبارك لهذا العام 1443هـ ، لتنير لنا الطريق من نور ومعرفة وعلم وتزكية وتطهير وحكمة ورشد إلى هدى الله ، في عصرنا ومرحلتنا الحالية التي كثر فيها الضلال والتضليل واتباع خطوات الشيطان ، محاضرات قدمت لنا حقائق ثابته من هدى الله وبأنصع وأطهر وأنظف وأصدق أسلوب لتوضيح الحقائق الثابته والملزمة للوعي والبصيرة بهدى الله ، وقيم كتاب الله، ومشرع سنن الله في تغيير الكون وتغيير ما في نفوس العباد ، بدأت تهيئة المحاضرات بوضع ركائز علم الاجتماع الإلهي ، كونها حقوق وواجبات تحافظ على العلاقات الاجتماعية ، وتعلمنا أُسس التقوى والتراحم والترابط ومعاني البذل والعطاء لله ومن أجل الله فقط ، وأسس تهذيب النفوس ، وتقويم الاعوجاج ، وتعديل السلوكيات وإرجاع النفس الإنسانية إلى الطريق المستقيم وهو القرآن الكريم ، فكان مجمل ما قدمته المحاضرات الرمضانية هي وثيقة وعي وهداية ربانية لترسيخ الوعي في بناء المجتمعات المنتجة و السوية والصالحة و القوية والمهابة، التي تستحق الفرصة لنيل التمكين الإلهي قبل أن يحل عليها الاستبدال الإلهي..
إن الوعي في محاضرات السيد القائد مترابطة دائما بالمعرفة بهدى الله ، والمعرفة هذه مرتبطة بالتحرك العملي الجاد ، والتحرك العملي مرتبط بالالتزام الإيماني ، ففي هذا العام مثلا توسعت محاضرات السيد القائد لتعديد شروط التقوى، كما وضحها القرآن الكريم ، ثم تبعها شرح أسباب وعوامل ونتائج الفُرقة التي تؤثر على الأخوة الإيمانية ، كما حذر منها كتاب الله ، مثل (الكبر – النظرة الشخصية والتمحور حول الذات – العجب والغرور – الطمع والأنانية – الغضب والانفعال المنفلت – سوء الظن – الحسد – الهمز واللمز والسخرية والغيبة – سوء الخلق والفظاظة والغلظة – النميمة) وبما يعيد الإصلاح الاجتماعي والنفسي والإداري لمجتمعاتنا ، بهذا نجد أن تسلسل التربية الإلهية مهمتها هو إعطاء الحقوق المترابطة ببعضها ، بداية وأولاً إعطاء حق الله بالإيمان به وبرسله وكتبه وبيوم آخرته وبجنته وناره وحسابه وعقابه ، مرورا بحق توحيد الله والالتزام بتعليماته وتوجيهاته، وأوامره ونواهيه ، ثم حق الإنسان على نفسه من تهذيب سلوكه وتصرفه وقوله وفعله وعمله ، وصولا إلى ثمرة وفوائد ارتباط الإنسان بالله والتوكل عليه وحمده وشكره على كل نعمة..
لقد وجهت محاضرات السيد القائد الرمضانية في هذا العام إلى الشعب اليمني خاصة وشعوب الأمة العربية والإسلامية عامة لنيل فرصة استحقاق الوعي بالنقلة ، حتى تكون المواقف والتحركات في المرحلة القادمة بوعي وببصيرة ، ومن هنا لا بد أن ندرك أولاً أن النقلة الواعية اليوم التي تدعو لها محاضرات السيد القائد ، هي نقلة واعية بالخطاب والموقف والتحرك على مسار الصراع مع العدو الإسرائيلي وتحالفاته الشيطانية ، ولنفهم كيفية النقلة بالوعي في محاضرات السيد القائد، سوف نجد أنها تدرجت منذ ثلاثة أعوام بدأت أولاً من مرحلة المحاضرات الموجهة للجبهة الداخلية اليمنية الموجهة للعدوان بشكل خاص ، ثم المحاضرات الموجهة للشعب اليمني كله وبشكل عام ، وها هي محاضرات هذا العام تنتقل بالوعي و يتوجه ليشمل جمهور وشعوب الأمة العربية والإسلامية عامة، وإلى نهايات قوى وأنظمة العمالة و الارتداد الموالية والمطبعة مع العدو الصهيوني و المرتهنة لأمريكا وبريطانيا..
حرصت محاضرات السيد القائد في هذا العام لنقل الوعي لشعوب الأمة الإسلامية استعدادا للدخول في مرحلة انتصار جديدة على عدو الأمة ، وبموجهات قرآنية إلزامية يتوجب على كل مسلم التحرك الرسمي والشعبي والإعلامي والثقافي والتوعوي ، ضد أهداف أعداء الأمة وتحالفاته والمطبعين معهم وكشف تضليلهم وكذبهم ، ومن المهم أن ندرك وأن نعلم نحن أبناء الشعب اليمني (خاصة) أن هناك قاسماً مشتركًاً بين موجهات ومفاعيل محاضرات السيد القائد في المرحلة الأولى وموجهات ومفاعيل محاضرات السيد القائد في المرحلة الثانية وهو أن كل ما حذرنا منه كتاب الله وشرحها لنا السيد القائد من النهايات الحمية للقوى الموالية لليهود والنصارى وقوى النفاق والعمالة المحلية والغربية والإسلامية والذين في قلوبهم مرض قد تحقق، وتجلى النصر الإلهي على كافة مجالات وساحات ووقائع الأحداث ، وفي موجهات ومفاعيل محاضرات السيد القائد في هذه المرحلة – وهي المرحلة الثالثة – انتقل بنا السيد القائد من المحاضرات التحذيرية الموجهة للقوى الموالية للعدو من قوى العمالة والنفاق اليمنية، إلى محاضرات الحقائق القرآنية الثابتة لنهايات كافة القوى والدول والممالك الموالية للعدو من قوى التطبيع والنفاق والعمالة العربية والإسلامية ، وعواقب الفشل ونتائج الخسران التي سوف تلحق بكل من طبعوا و تولوا اليهود والأمريكان والبريطانيين على حساب أمتهم ، حتى يلمس وعينا النتائج والعواقب الحتمية الحدوث والتحقيق برسم سنة الله الثابتة وسنن التاريخ وبرسم وعد الله الذي لن يتخلف أبداً، ونحن نشهده كواقع اليوم أمام أعيننا ..
محاضرات السيد القائد الرمضانية هي محاضرات قائد المرحلة القادمة والعصر القادم ، مرحلة النصر وعصر التمكين، فيهما القائد الذي يدفع بشعوب وجماهير أمته للانتقال بالوعي القرآني والتربية الإلهية من خلال محاضرات إيمانية توضح لكل ذي عقل سوي واع، سواء كان عقلا يمنيا أو عربيا أو إسلامياً أو إنسانيا، أن التاريخ سوف ينتهي في نقطة ما حتى يتجدد في نقطة جديدة ، نقطة يجب أن يفشل فيها تاريخ أعداء الله والأمة والإنسانية، نقطة سوف يتم فيها إعلان إفلاس كل متبعي خُطوات الشيطان ، إنها نقطة امتلاك الوعي والقيم التي يشعر فيها الناس جميعا أنها طريق البداية وأول خطوة في الطريق الصحيح لاتباع هدى الله والإيمان بحقائق حتميات كتاب الله الثابتة..
وبناءً على ما سبق فإن كافة أبعاد الوعي في محاضرات السيد القائد الرمضانية تؤكد على وجوب وضرورة أن يكون الشعب اليمني على بصيرة ووعي حاضر دائما يواكب طبيعة النقلة بهذا الوعي ، على مسار الصراع والمواجهة مع أعداء الأمة سواء من حيث اتساع ساحاته أو من حيث كونه أصبح صراعا وتحركا ضمن محور مقاومة جهادي يمثل الأمة، وصولاً إلى أن المواجهة أصبحت مواجهة مباشرة مع العدو الأصيل ، بعد أن فشل وخسر العدو الوكيل ، وهذا يعني وبكل وضوح أن على أبناء الشعب اليمني أن يتحركوا بعد هذه المحاضرات تحركا عمليا وبالتزام إيماني تربوي وأخلاقي بالرجوع إلى الله، إلى التزود بزاد التقوى إلى الاهتداء بالتوجيهات والموجهات القرآنية، من الالتزام بها حرفيا إلى تنفيذها وترجمتها عمليا بدءاً من التحرك العملي الإيماني على مستوى الفرد إلى الأسرة إلى التحرك الشعبي وصولاً إلى التحرك في إطار الأمة وعلى كافة مجالات الصراع والمواجهة مع العدو الشيطاني واليهودي والأمريكي ، مالم فإن الاستبدال الإلهي قادم وقائم ..

قد يعجبك ايضا