إسرائيل تغتال الصحفيين لكن الكلمة لا تموت…
استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة يُشعل نار الغضب من المحيط إلى الخليج ضد الصهاينة
استشهدت الزميلة الإعلامية الفلسطينية مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في «مخيم جنين» الفلسطيني، برصاص العصابات الصهيونية المارقة التي استهدفت الزميلة شيرين بقنص وجهها ، رغم ارتدائها السترة الصحافية والخوذة أيضاً. سقطت المراسلة الحربية أرضاً بعدما قضت نحو ربع قرن في قلب الأخطار، وعلى تماس مباشر مع الموت، ناقلة بالصوت والصورة جرائم هذا العدو المارق اللقيط على الأراضي الفلسطينية ، لطالما روت الصحافية الفلسطينية، صعوبة عملها الميداني في الأراضي المحتلة، وتركها لعائلتها، ومبيتها لأيام في المستشفيات ، كانت أبو عاقلة تحمل إصرارا دائما على مواصلة عملها الصحفي والإعلامي لما يكشف جرائم العدو الصهيوني اللعين بحق شعب فلسطيني أعزل يتعرض للموت اليومي على مرأى العالم. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الصحافية الفلسطينية صباح أمس ، ليتبعها بيان «الجزيرة» الذي وصف ما حصل بـ «جريمة القتل المفجعة»، التي «تخرق القوانين والأعراف الدولية». وطالبت الجزيرة المجتمع الدولي بـ «إدانة ومحاسبة قوات العدو الإسرائيلي» التي قتلت أبو عاقلة «بدم بارد». غطت المراسلة الفلسطينية معظم جرائم العدو الإسرائيلي، وطيلة 25 عاما وهي تواكب وتغطي وتكشف جرائم الصهاينة أينما وقعت ، تنقل للعالم اجتياحاته للمدن الفلسطينية، وتضع للثورات الفلسطينية مساحاتها الأكمل ، ولها الدور البارز في تغطية «انتفاضة الأقصى» وأحداث سيف القدس وغيرها من الثورات الفلسطينية حتى لقِّبت بـ «أيقونة الصحافة الفلسطينية»، تعرضت شيرين لاعتداءات مباشرة من قبل العدو الإسرائيلي، وأصيبت مرات عدة إما بالرصاص أو القنابل الغازية، أو بالضرب. باستشهاد شيرين بالأمس في «جنين» بين أهلها الذين يتعرضون للتنكيل والمحاصرة من قبل العدو الإسرائيلي، محاولة نقل جريمته هناك، تكون أبو عاقلة، قد ختمت مسيرتها المهنية بالدم، بعدما اجتازت الخطر مرات عدة. يذكر أنه بعد استهداف شيرين مباشرة برصاص قناص إسرائيلي، أصيب الى جانبها المصور علي سمودي..
بعد اقتحام الإحتلال منزل شاب فلسطيني واندلاع المواجهات مع عشرات الفلسطينيين هناك. وأدان المكتب الاعلامي للحكومة الفلسطينية في غزة «جريمة الاحتلال» بقتل «الزميلة الصحافية الشهيدة» شيرين أبو عاقلة، وعدّها «جريمة مكتملة الأركان، واختتام لسلسلة طويلة من الاعتداءات طالت الشهيدة سابقاً، من الحجز ومنعها من التغطية إلى التعرض للإصابة». ولفت المكتب الى أنّ «الجريمة تؤكد السلوك الإجرامي للمحتل، وضربه بعرض الحائط كل المواثيق التي تضمن للصحافي تغطية إعلامية من دون عوائق». وأضاف: «لم يكن جنود الاحتلال ليصلوا إلى هذا المستوى من الإجرام لولا قناعتهم بأنّهم يفلتون من المحاسبة والعقاب». وأعربت «بعثة الاتحاد الأوروبي» في فلسطين عن صدمتها جراء مقتل أبو عاقلة وطالبت بإجراء تحقيق «سريع ومستقل لتقديم الجناة إلى العدالة». استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة في جنين أشعل عاصفة من الغضب ضد العدو الصهيوني من غزة إلى رام الله والضفة الغربية وفي كل منطقة جالت فيها شيرين خرج الغضب ، إلى المحيط والخليج ، وخاصة في الأوساط الصحافية، التي تستذكر جرائم الاحتلال بحقهم، ما بين قتل الصحافيين عمداً وتدمير المنشآت والمباني التي تضم مكاتبهم. أينما كنت صحفيا أو مواطنا فأنت هدف للصهاينة ، لا يعترف هذا الكيان الإرهابي بقوانين ولا بحقوق ولا يكترث بحياة أحد ، لقد اعتاد الصهاينة ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين أينما كانوا ، بل وتباهى بها ، لكنه بقتل شيرين قد جنى على نفسه وأعاد تعريف نفسه من جديد وأنه كيان إرهابي لقيط مرفوض ومنبوذ وإلى الأبد.