صحيح أن شعبنا ووطننا يعيش مواجهة قوية مع أخطر عدوان همجي شهده التاريخ الحديث والقديم، عدوان متعدد الأهداف ومتنوع الغايات تؤازره سرا وعلانية قوى دولية ومنظمات عالمية ومرتزقة محليون خضعوا جميعا لبريق الدولار وسراب الانتصار المزعوم ..
هذا التنوع العدواني الدولي المعتدي الظالم على بلادنا لم يكتف بحرق الأرض وقتل الإنسان وتهجيره والقضاء على أبسط مقومات حياته باستخدام ما يمتلك من أسلحة دمار محرمة ومجرَّمة في مختلف الشرائع السماوية والأعراف والمواثيق الدولية، بل ابتكر أساليب عدوانية أخرى لم يفكر في استخدامها حتى الشيطان الرجيم..
فتراهم يدعون إلى رفع معاناة الشعب -حسب زعمهم- وفي حقيقتهم يحاصرونه في لقمة عيشه برا وبحرا وجوا، بل يلجأون إلى دعوة من لم يشارك في جرمهم من دول العالم للمشاركة ويتلذذون بذلك.. تسمعهم يدعون إلى إنقاذ الناس، وهم مجاهرون بمنع دخول الدواء للمرضى أو خروج المرضى للعلاج..
تشاهدهم يولولون بألسنتهم ويلوكون عبارات يزعمون بها أنهم دعاة سلام واستقرار وتعايش وتسامح، وحقيقتهم الواضحة أنهم دعاة قتل وتدمير وأرباب جرائم وحملة افكار عدوانية إرهابية لا يتورعون عن تأجيج الفرقة وبعث العنصرية وتعميق البغضاء وتمجيد مصاصي الدماء حال اشتراكهم في سفك دم أبناء الشعب اليمني ..
ثمان سنوات من العدوان متتابعة لا يفصلها فاصل يرون أنها غير كافية لأنهم يستثمرون الأحداث ويتاجرون بالحرب والتدمير ويستثمرون الدماء المسفوكة في جين مصالح وأموال..
هذه حقيقة المرتزقة وأهدافهم، اما من يقف خلفهم من القوى الدولية فأهدافهم من العدوان بعيدة المدى تصل إلى بسط النفوذ الاستعماري على البلاد واستعباد ومصادرة حقوق العباد ونهب وسلب الثروات الوطنية وحرمان أهلها منها ..
حقائق تتجلى وأدلة ساطعة لم يعد يجهلها حتى أطفال شعبنا حديثي الولادة، ورغم كل ذلك إلا أن الأيام والسنين والحقائق الماثلة تقول إنه لا خوف على اليمن ولا على أرضه وخيراته ومستقبل أبنائه في ظل قيادتنا الربانية ومشروعنا القرآني اللذين اختصنا الله بهما تكريما لشعبنا وتأييدا لانتصار مظلوميتنا التي باتت المظلومية الأشد في العالم ..
من حق شعوب العالم أن تخاف إلا شعبنا اليمني فليس له من الخوف ولا من الذل والهوان والانكسار نصيب ولا حتى أن يضع أي حسابات لتلك المشاعر في ظل ما نعيشه اليوم من معجزات الانتصارات وبينات الرعاية الإلهية التي لم يسبق أن نالتها غيرنا من شعوب العالم ..
لقد أصبح شعبنا اليمني العظيم مضرب الأمثال بين شعوب الأمم في الشجاعة والبسالة والفداء وفي معاني العزة والشموخ، وما علينا الا تعزيز ذلك بالمزيد من التقوى والقرب من الله والتسليم لقيادتنا الحكيمة باعتبارها نعمة من الله اختصنا الله بها لتقودنا إلى مرافئ العزة والانتصار في زمن الذل والخنوع والانكسار، وبهذا يحق للجميع القول: لا خوف على اليمن.. والعاقبة للمتقين.