تشرفت في نهاية شهر رمضان المبارك بحضور حفل ختام البطولة الكروية التي نظمتها أكاديمية سبأ سباير مع عدد من الأكاديميات وذلك بدعوة من الكابتن أنور الحداد المشرف العام على البطولة وأيضاً من ابني وصديقي الصغير عبدالله أحد أعضاء الأكاديمية، ورغم بساطة الاحتفال إلا أنه حمل الكثير من الرسائل أهمها وجود ذلك الكم الكبير من اللاعبين ومن مختلف الفئات العمرية ما يدل على أن اليمن مليئة بالمبدعين وأنها منجم كبير للمواهب والإبداعات في مختلف مجالات الإبداع.
كنت تحدثت في موضوع سابق عن الأكاديميات الرياضية وأهميتها ودورها في استقطاب الرياضيين من مختلف الأعمار واكتشاف المواهب وصقل مهاراتهم من خلال برامج التدريب المتنوعة والمختلفة إضافة إلى أهمية تنظيم هذه الأكاديميات وتوسيعها لتشمل كافة الألعاب الرياضية لأن أغلبها الآن تركز على لعبة كرة القدم فقط وهذه مشكلة حقيقية لآن هناك الكثير من الشباب يمكن بل بالتأكيد أن لديهم إمكانيات وقدرات في ألعاب ورياضات أخرى وإجبارهم على ممارسة لعبة واحدة يؤدي بهم إلى ترك الرياضة وبالتالي حرمان البلد من مبدعين كان يمكن أن نجدهم في مجالات وألعاب أخرى، وهذه نقطة مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار وقد لاحظت ذلك عندما كنت مع ابني وصديقي الصغير عبدالله نشارك في اختتام بطولة كرة السلة لمنتخبات المحافظات أن الكثير من مدربي اللعبة حين شاهدوه ومنهم مدرب المنتخب الوطني أكدوا أنه سيكون لاعب كرة سلة متميز نظرا لما يتمتع به من طول وبنية جسمانية وتتبقى فقط مهمة المدرب في تطويع تلك الإمكانيات الموجودة لديه، وهذا الأمر ينطبق على كثير من الشباب ليس في لعبة كرة القدم أو السلة ولكن في كافة الألعاب الرياضية ومختلف فنون الإبداع المهم.. والمهم كيف نكتشفها؟ وكيف نطورها؟.
بالتأكيد أن الكثير من بلدان العالم التي نجحت في الرياضة استفادت من إنشاء الأكاديميات في تنمية وتطوير قدرات مبدعيها وكانت النقطة الأهم تتمثل كما قلنا سابقا في صياغة لوائح تنظم عملها ومخرجاتها وتوسيعها لتشمل كافة الألعاب الرياضية وليس كرة القدم فقط.
السؤال الذي دوما يطرح نفسه: هل يمكن أن تلتقط وزارة الشباب والرياضة وأيضا وزارة التربية والتعليم والأندية والاتحادات وحتى القطاع الخاص الفرصة من خلال إنشاء أكاديميات ومدارس رياضية وعلمية ورفدها بكافة الإمكانيات لتكون هي الانطلاقة الحقيقية للرياضة اليمنية؟ أم أن الأمر سيبقى كما هو مجرد أكاديميات خاضعة لاجتهادات شخصية ينتهي أثرها ويضيع تبعاً ذلك مبدعونا وشبابنا؟.. نتمنى أن تصل رسالتنا إلى من يهمه الأمر.