الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة ويهدم منازل الفلسطينيين في نابلس

الهيئة الإسلامية لنصرة القدس تحذر من تداعيات تغيير الوضع القانوني في الأقصى

حماس: الأقصى خط أحمر والاحتلال يواصل جريمة تهويد القدس وسط صمت عربي إسلامي

الأراضي المحتلة / وكالات
نددت الهيئة الإسلامية لنصرة القدس والمقدسات، أمس، بتصريحات الاحتلال ، حول السيادة على المسجد الأقصى، محذرة من التداعيات الخطيرة للمواقف الإسرائيلية الجديدة بشأن تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في الأقصى .
ونقلت وكالة (معا) الإخبارية عن بيان صادر عن الهيئة ، أن التصريحات العدوانية التي أدلى بها رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت بشأن ما يسمى بالسيادة الإسرائيلية على القدس والمسجد الأقصى تشكل تصعيداً خطيراً وهي بمثابة لعب بالنار. وأكدت الهيئة أن هذه المواقف الإسرائيلية غير المسبوقة منذ العام 1967م، تشكل تهديداً وجودياً للمسجد الأقصى ونقلة نوعية باتجاه تقويض الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى وفرض واقع جديد عن طريق القوة.
وأضافت الهيئة أن ادعاء الاحتلال بالسيادة على القدس والمسجد الأقصى هو ادعاء باطل ولا قيمة له، ويكشف عمق المأزق السياسي والأمني الذي يواجه الكيان الإسرائيلي ومحاولته الهروب إلى الأمام جراء الفشل الذي يواجهه على كافة الأصعدة.
وأكدت الهيئة أن لا سيادة على القدس غير السيادة الفلسطينية المستندة إلى قرارات الشرعية الدولية، ولا يمكن تجاوزها بقرارات من سلطة الأمر الواقع القائم بالاحتلال العسكري.
وطالبت الهيئة الدول العربية والإسلامية تحمل مسؤولياتها في مواجهة العنجهية الإسرائيلية والتمادي على المقدسات الإسلامية وعروبة مدينة القدس، واتخاذ الإجراءات الكفيلة لردع كيان الاحتلال عن الاستمرار في ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
كما أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أمس، أن محاولة الاحتلال والمستوطنين فرض سيادتهم على المسجد الأقصى وتطبيق ما يسمى التقسيم الزماني هو “خط أحمر”.. مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني سيقدم الغالي والنفيس من أجل حمايته.
ونقل موقع قناة (فلسطين أون لاين) عن عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، قوله خلال لقاء عبر قناة الجزيرة مباشر: إن” تصريحات رئيس وزراء الاحتلال حول سيادة الأخير على القدس وعلى المسجد الأقصى تمثل غطرسة صهيونية ومحاولة للتغطية على الفشل الأمني والاستخباري أمام العمليات البطولية المستمرة”.. وطالب الرشق الأمة العربية والإسلامية، شعوبًا وقادة، بمساندة الشعب الفلسطيني فمسؤولية الدفاع عن الأقصى هي مسؤولية الأمة جمعاء.. لافتا إلى أنّ” دولة الاحتلال متهالكة لا تستطيع أن تصمد أمام إرادة الشعب الفلسطيني وشبابه الذين ينفّذون العمليات البطولية”.
وعدَّ الرشق أنّ هذه التصريحات تُمثّل تعدّيًا صارخًا على الشعب الفلسطيني وعلى كل مسلمي العالم وعلى الرعاية الأردنية الهاشمية على الأقصى والمقدسات.. وأشار القيادي في الحركة إلى أنّ “رئيس حكومة الاحتلال – نفتالي بينت- يحاول التغطية على ارتباكه وذعر المستوطنين بالظهور بمظهر المتماسك، وأنه صاحب السيطرة والسيادة على القدس”، وأكد أنّ “الاحتلال لن ينعم بالأمن طالما استمر احتلاله لأرضنا وعدوانه بحقّ المسجد الأقصى وبحقّ شعبنا ومقدساته”.. وعلق على تهديدات الاحتلال للمقاومة ولرجالها ولرئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار وقيادات حركة حماس في الداخل والخارج بقوله: “لن تجدي نفعا، ولا تخيفنا، ولا تخيف أصغر شبل فلسطيني، ولن تزيد شعبنا ومقاومتنا إلّا إصرارًا على مواصلة الجهاد حتى تحرير أرضنا”.
وأكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن الاحتلال يواصل جريمة تهويد القدس عبر إنهاء الوجود الفلسطيني فيها؛ من خلال تصعيد الاستيطان، وسط صمت عربي وإسلامي مطبق.
وأشار جهاد طه، في بيان، إلى أن الاحتلال يحاول باستمرار تهويد المدينة المقدسة؛ من خلال تطويقها ومحاصرتها، وفصلها عن القرى الفلسطينية؛ من أجل تغيير معالمها الجغرافية والديمغرافية، وتكريسها عاصمة مزعومة للكيان الصهيوني”. وعدّ أن “فرض سياسة الضم (السلب) والتوسع التي يقوم بها الاحتلال في القدس والضفة الغربية المحتلتين يبرهن على أنه مستمر في سياسة ابتلاع الأراضي، وفرض وقائع جديدة على أرض الواقع، ومحاولة فاشلة من حكومة العدو لرفع شعبيتها لدى المستوطنين، خاصة بعد اهتزاز صورتها عقب العمليات الفدائية الأخيرة”، ودعا طه “الشعب الفلسطيني لأوسع حملة شعبية ميدانية لإفشال المشروع الاستعماري الصهيوني، ومواصلة التصدي لهذه المخططات والإجراءات التعسفية التي يمارسها الاحتلال؛ لأن شعبنا الذي قدم ولا يزال يقدم الكثير في معركة الدفاع عن الأرض والقدس والأقصى والحقوق المشروعة له، سيواصل مسيرة التضحية والمقاومة للحفاظ على هوية الأرض والمقدسات، وحمايتها من المخططات والاعتداءات الصهيونية”. وطالب طه “أبناء الأمتين العربية والإسلامية بدعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في القدس، وتصديه لمحاولات الاحتلال تغيير هويتها العربية الإسلامية، داعيا المجتمع الدولي لإدانة الممارسات والمخططات الاستيطانية، وعدم الكيل بمكيالين، والضغط على الاحتلال لوقف إجراءاته وخططه غير الشرعية”.
من جهة أخرى كشفت وسائل إعلام العدو الصهيوني، بأن فلسطينيا حاول التسلل لمستوطنة “تقوع” جنوب بيت لحم وتم تحييده من قبل الجنود ما أدى إلى استشهاده.. وأفاد موقع كودكود الصهيوني بأن “فلسطينيا حاول كسر قفل مستوطنة “تقوع” قرب بيت لحم لاقتحام المستوطنة، وتم إطلاق النار نحوه وتحييده”.
بدورها زعمت القناة 14 الصهيونية: “إنه تم استشهاد فلسطيني برصاص مستوطن بدعوى محاولته التسلل إلى مستوطنة “تقوع” شرق بيت لحم”. وكانت وسائل إعلام العدو قد ذكرت “أنه تم سماع دوي إطلاق نار في مستوطنة “تقوع” شرق بيت لحم”.. وأشارت مصادر محلية، إلى أن قوات الاحتلال طلبت من المستوطنين في مستوطنة “تقوع” التزام منازلهم خشية وجود حدث أمني”.
الجدير ذكره شاب فلسطيني اُستشهد في وقت سابق مساء أمس، بدعوى تنفيذه عملية طعن أدت لإصابة جندي صهيوني داخل نقطة تفتيش في منطقة باب العامود بالقدس المحتلة.. كما استشهد شاب آخر برصاص قوات الاحتلال، جنوب طولكرم.
وفي سياق متصل شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، حملة مداهمة واعتقالات واسعة في صفوف المواطنين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث اعتقلت تلك القوات 10 مواطنين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلة.. ففي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، أسيراً محرراً من بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، وآخر بعد الاعتداء عليه وتحطيم مركبته عند مدخل قرية المغيّر شمال شرق المحافظة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، أن قوات الاحتلال اعتقلت الأسير المحرر محمود عماد الريماوي (22 عاماً) بعد مداهمة منزل ذويه والعبث بمحتوياته.. وأشارت وكالة “وفا” إلى أن مواجهات اندلعت في البلدة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، دون وقع إصابات، كما اعتقلت قوات الاحتلال، الشاب نديم النعسان على مدخل المغيّر الشرقي، بعد الاعتداء عليه وتحطيم مركبته. وكان موطن أصيب بجروح مساء أمس الأول، بعد اعتداء مستوطنين عليه بحماية من جيش الاحتلال عند مدخل المغير، حيث نقل إلى أحد المراكز الصحية لتلقي العلاج. وفي محافظة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، طفلا فلسطينيا من مخيم الفوار جنوب الخليل، ونصبت عدة حواجز عسكرية في المحافظة.
وأفادت مصادر أمنية ومحلية فلسطينية، بأن قوات الاحتلال اعتقلت من مخيم الفوار الطفل وعمره (16 عاما)، واقتادته إلى أحد مراكز الاعتقال. كما نصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية على مداخل الخليل الشمالية، ومداخل بلدات سعير ويطا وحلحول، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها، ودققت في بطاقات راكبيها الشخصية، ما تسبب في إعاقة مرورهم.
وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، فتى فلسطينيا من مدينة نابلس، وقالت مصادر محلية فلسطينية، إن قوات الاحتلال اعتقلت الفتى وعمره (17 عاما)، بعد أن داهمت منزل ذويه في شارع القدس شرقي مدينة نابلس، وعبثت بمحتوياته.
أما في محافظة جنين، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الاثنين، أربعة شبان بعد مداهمة منازل ذويهم في قرية رمانة غرب جنين وسط اندلاع مواجهات. وأفادت مصادر محلية فلسطينية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت القرية وداهمت عدة منازل واستجوبت ساكنيها. وفي بيت لحم، واعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس الاثنين، شابا من مدينة بيت جالا غرب بيت لحم.. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية، بان قوات الاحتلال اعتقلت الشاب وعمره (٢٠عاما) من منطقة الجداول، بعد دهم منزل والده وتفتيشه.
وفي القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، مواطنا مقدسيا من بلدة قطنة، شمال غرب القدس المحتلة.. وأفادت مصادر محلية فلسطينية، بأن قوات الاحتلال اعتقلت المواطن، بعد أن داهمت منزله وفتشته.
وأصيب ثلاثة الفلسطينيين بالرصاص المطاطي والعشرات بحالات اختناق جراء الغاز المسيل للدموع عقب مواجهات اندلعت، بعد قيام جرفات الاحتلال بهدم منزلين قيد الإنشاء في بلدة بيت دجن شرق نابلس.. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا عن رئيس مجلس قروي بيت دجن، توفيق الحج محمد قوله، إن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة الجنوبية الشرقية من القرية، برفقة عدد من الجرافات، وهدمت منزلين قيد الإنشاء، يتكون كل واحد منهما من طابقين، وتعود ملكيتهما للمواطنين عماد أبو حلوان، وعادل أبو حلوان، بحجة البناء في مناطق مصنفة (ج).
من جانبه قال مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس، احمد جبريل، إن ثلاثة مواطنين أصيبوا بالرصاص المطاطي و٣٢ بحالات اختناق نتيجة الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة بيت دجن، كما هدمت السلطات الاحتلال الإسرائيلي بحماية قوات من شرطة الاحتلال، صباح أمس الإثنين، مساكن أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب، بأراضي عام 48، للمرة الـ201 على التوالي منذ العام 2000، وجاء هدم خيام أهالي العراقيب، للمرة الخامسة منذ مطلع العام 2022 بعدما هُدمت 14 مرة في العام الماضي 2021، فيما يعيد الأهالي نصبها من جديد كل مرة من أخشاب وأغطية من النايلون لحمايتهم من الحر الشديد في الصيف والبرد القارس في الشتاء، وتصديا لمخططات اقتلاعهم وتهجيرهم من أرضهم.
وتقطن قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف 22 عائلة يبلغ عددهم حوالي 800 نسمة، يعتاشون من تربية المواشي والزراعة الصحراوية، إذ تمكن السكان في سبعينيات القرن الماضي – وحسب قوانين وشروط السلطات الإسرائيلية – من إثبات حقهم بملكية 1250 دونما من أصل آلاف الدونمات من الأرض.. وشهدت عدة بلدات فلسطينية بأراضي الـ48 تصعيدا في هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية بذريعة عدم الترخيص، كما حصل في عين ماهل ويافا والطيبة وشفاعمرو وقلنسوة وكفر ياسيف وعرعرة وأم الفحم واللد ويافا وسخنين وحرفيش وبلدات عربية بالنقب وغيرها.

قد يعجبك ايضا