هل الأفارقة أسرى ؟

فهمي اليوسفي

 

 

المثل الشعبي يقول: “إذا لم تستح فاصنع ما شئت”، هنا سنجد السعودية لم تخجل من كذبها المستمر وتضليلها السياسي والإعلامي المتواصل.
هذه الجارة المنشارية حين تشعر أن فضائحها الإجرامية قد طفت على السطح سرعان ما تطلق مشروعا وهميا للتضليل على الرأي العام كما هي اليوم قد شعرت أن كذبها بات مفضوحا بشأن الهدنة وأصبحت بنظر العالم متوحشة ومضللة مما جعلها تضع خطة خمسية للكذب من طراز جديد.
بشأن الهدنة حيث أصبحت خروقاتها مفضوحة على كافة الأصعدة مع أن الهدنة قد بدأ سريانها قبل شهر وهي لم تنفذ شيئا بل ترتكب خروقات تلو الخروقات وبحكم أن كذبها وتضليلها أصبح مكشوفا سرعان ما بادرت بإطلاق مبادرة كذبية سمتها مبادرة إنسانية والجميع على يقين أن نظام الكيان السعودي ليس مؤنسنا منذ تأسيسه بل متوحش من القاع للنخاع ووقائع الأحداث وحلقات التاريخ شاهد عيان وتبرهن بتوحشها وعدم إيمانها بالقيم الإنسانية لأن سياستها منشارية، وشتان بين الإنسانية والمنشار الدموي .
لهذا نقول إذا كان كيان سعود يومن بالقيم الإنسانية أو لديه ذرة إنسانية كان عليه أن لا يقصف سجون الأسرى في ذمار والحديدة وصنعاء وغيرها خلال السنوات المنصرمة مع أن أولئك الأسرى هم كانوا بصفها . فهل هذا مؤشر على أنها مؤنسنة؟
إذا كان هذا الكيان مؤنسنا كان عليه أن لا يستخدم التعذيب الوحشي للأسرى ويقوم بتصفية بعضهم بوسائل تعذيبية محرمة ويجعل البعض معاقا حركيا ونفسيا، ناهيك عن وسائل التعذيب الأخرى التي استخدمها مع الأسرى الذين تم إطلاقهم خلال الفترة الماضية وأكدوا ذلك واليوم كيان سعود يحاول التهرب من جرائمه التي ارتكبها بحق الأسرى من خلال مسرحية كذبية ليقوم باستبدال من قام بتصفيتهم بأفارقة ومغتربين من اليمن أو صيادين تم اختطافهم من عرض البحر مع أن بعض الأفارقة ربما كانوا يقاتلون بصف هذا الكيان الإجرامي في الوقت الذي تبرهن فيه كثير من المعطيات بتلاعب كيان سعود بهذا الملف من خلال الكشوفات المسلمة للصليب الأحمر والهيئة الأممية من قبل الطرفين، وهذا يوضح حقيقة كذب ومغالطة الكيان السعودي.
اليوم بات واضحا للعالم بأسره أن تحالف العدوان لم يلتزم بالهدنة نتيجة الخروقات التي أقدم عليها على كافة الأصعدة بل يخشى تحمل تبعات خروقاته ولم يجد أمامه سوى اطلاق مبادرة مغالطة بشأن الأسرى واستخدم مكناته الإعلامية للترويج وذلك لعدة أهداف .
١. لتجنيب الإحراج على المبعوث الأممي بشأن ملف الأسرى بحيث يدون في الإحاطة القادمة أن كيان سعود أطلق مبادرة إنسانية عن الأسرى تفضي إلى تجنيبه تحمل تبعات جرائمه بشأن الأسرى خصوصا مع اقتراب موعد الإحاطة التي يقدمها المبعوث كل شهر لمجلس الأمن .
٢. بحيث يعاود مغالطته وينقل صورة مشوهة للعالم تعتم على خروقاته للهدنة .
٣. لكي تكون هذه المبادرة البعيدة عن الإنسانية حقنة تخدير لصنعاء ليتمكن من استنفاد الوقت ويستثمر الهدنة لإعادة ترتيب صفوفه وإعادة تنظيم معسكراته الارتزاقية والداعشية لمواجهة جديدة .
٤. لكي يضمن هذا الكيان عدم التفات المجتمع الدولي لدور هذا الكيان وصلفه وتهربه من تنفيذ بنود الهدنة المتعلقة بميناء الحديدة ومطار صنعاء وغيره .
٥. ليضمن عدم تسليط الأضواء على التحركات العسكرية الغربية في المياه السيادية اليمنية وكافة جزر اليمن ويظل العامة منشغلين بالقضايا التي يضخها العدوان بصفة يومية .
هنا يتجلى للجميع أن النظام السعودي هو من يتخذ القرارات للأجندات الديكورية الذين يسميهم شرعية حتى على مستوى ملف الأسرى، وهنا تكون الصورة أن من يدير سماسرة الهيئة الأممية ويهندس الإحباطات الأممية هو مطبخ سعود بالتعاون والتنسيق مع بقية سفراء الرباعية وهو نفس الكيان اليوم من يهندس مواقف لجنة الصليب الأحمر ربما لامتلاكه سلاح المال من عائدات البترودولار .والمثل الشعبي يقول: “القرش يلعب بحمران العيون”.
أما صنعاء ستظل متمسكة بالثوابت الإنسانية لأنها مؤنسنة ومسيرتها تحمل قيما إنسانية لن تتخلى عنها والمثل الشعبي يقول: “اتبع الكذاب لباب بيته”..

قد يعجبك ايضا