القدس.. بوابة المستقبل

علي محمد الأشموري

في يوم الـ27 من شهر رمضان المبارك، يوم القدس العالمي، خرج الشعب اليمني كالسيل الجرار، كما خرجت الشعوب الإسلامية المقاومة والرافضة للتطبيع في إيران والعراق وسوريا ولبنان وفي دول أخرى لتقول إن البوصلة الآن توجهت نحو القدس والأقصى اللذين لا يقبلان القسمة على إثنين، الأمر الذي جعل من الكيان المحتل يتخبط من السيول البشرية العارمة ومن المقاومة الفلسطينية ليتراجع عن ذبح القرابين التي كان مخطط لها ويحسب ألف حساب وحساب لمحور المقاومة والعمليات الفردية.
بعد مواقف اليمن وإيران وحزب الله وسوريا والشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في غزة، أصبحت القدس بوابة المستقبل، فالرسائل التي وجهها نصر الله بحرب إقليمية والرسائل التي وجهها يحيى السنيور بعد العمليات المفتوحة التي جعلت من جيش الاحتلال الغاصب يتخبط وجعلت قادته يعودون إلى جحورهم كالفئران، فكان موقف الشعب اليمني وقائد الثورة السيد/عبدالملك الحوثي قويا وواضحا مستمدا القوة من الله عز وجل ومن الشعب اليمني الصامد الذي خرج كالسيل الجرار رغم هطول الأمطار الغزيرة على المتظاهرين ورغم الحصار المفروض من قبل العدوان الداخلي والخارجي .
كما برز سيد المقاومة حسن نصرالله ليعرِّي استراتيجية الكيان الصهيوني، الذي كان يراهن على المطبِّعين من عربان الرمال بأن الشعب الفلسطيني -حسب زعمهم- سيطوي النسيان بحق الأسرى القابعين في سجون الاحتلال ويراهنون بأن الفلسطينيين سيصابون بالإحباط والاستسلام، ولكن صمود محور المقاومة أرعبهم.
فالقدس هي محور المقاومة وهي النقطة الجامعة التي ترتكز على الفكر الإيماني المقاوم والحقوقي الصامد، فقلوبهم شاخصة إلى القدس وبيت المقدس وما حدث من قبل من عمليات بطولية فردية قد جعلت العدو الصهيوني يتخبط ويتراجع عن اقتحام المسجد الأقصى وذبح القرابين، فالمقاومة في غزة وسيف القدس ممشوق لن يغمد كما قال السنيور، لأن معركة سيف القدس التي جعلت الاحتلال الإسرائيلي يترنح وجعلت من المسجد الأقصى المبارك حقاً من حقوق الشعب الإسلامي بفضل المرابطين الميامين والمقاومة الإسلامية في غزة المحاصرة منذ خمس عشرة سنة، فالشعب الفلسطيني المقاوم صنع ويصنع الملاحم البطولية ولا يمكن له أن يستسلم.. والمساس بالمقدسات الإسلامية خط أحمر .. وستكون حرب شاملة، كما قال سيد المقاومة حسن نصرالله إن المقدسات الإسلامية مسؤولية المقاومة العربية والإسلامية بشكل عام ولا مكان لمن ينتمى لمحور الحصار الذي يهدف إلى الاستسلام أو القبول بالفتات نتيجة الحصار والتهجير والإرهاب وتدمير المنازل وقريبا سنصلي في القدس …
فما أظهره اليمنيون من خروج وحماس مشرِّف وما وضعه قائد الثورة من نقاط، قد جعل محللي بني صهيون ينظرون بقلق وخوف إلى ما سيؤول إليه الحال، فقد سقط التهديد الصهيوني ونامت القبة الحديدية وأصبحت (إسرائيل) في المرتبة الرابعة عشرة بعد أن أصبح الأمريكيون في المرتبة الأولى وهذا ما يحدث من اختلالات في الداخل الصهيوني، فالخروج العالمي المشرِّف وما حدث في المسجد الأقصى من صمود أسطوري وفي الشيخ جراح ومناطق 48، قد أسقط رهانات الكيان الغاصب وبدأت الهجرة المعاكسة للصهاينة بشكل جماعي من الأراضي المحتلة واضحة للعيان، فهم يبحثون عن ملاجئ وأوطان أخرى خوفاً من القادم …المقاوم الفلسطيني الإيراني اليمني اللبناني السوري العراقي وغيرهم قد جعل من الصدور والأيادي العارية تقاوم وتضرب العدو وتصيبه في مقتل، وفي هذا المقام نتذكر ذلك القائد المقاوم الكبير قاسم سليماني الذي ناضل من أجل هذا الهدف السامي تواقا للانتصار، فرحل شهيدا وبعد كل هذه التضحيات وما ستتبعها من صواريخ تفوق آلاف صاروخ التي بيد المقاومة، فإنها تذلل العودة والصلاة في المسجد الأقصى والشعوب الحرة تقف اليوم على مشارف النصر المؤزر، وكما قال السيد حسن نصر الله إن كل الشعوب والدول المقاومة سوف تسقط كل الخناجر التي تطعننا، لأن القدس كانت ومازالت وستظل وأصبحت هي الهدف والمحور..
عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير.

قد يعجبك ايضا