الثورة / أسماء البزاز
للعيد في نفوس اليمنيين فرحة وسعادة غامرة تفوق صلف الحصار والعدوان وبالرغم من الظروف الاقتصادية المتردية إلا أن اليمني أثبت للعالم أن ثباته وصموده هو سر هذه الفرحة العيدية المستبشرة بفرحة الانتصار والتمكين.
الحسين عبدالكريم علي السقاف -مدير مكتب رئيس قطاع قناة عدن الفضائية يقول: لا شك أن أجواء العيد تطلع على اليمنيين وتخلق أجواء من السعادة في قلوبهم بعد أن صاموا شهر رمضان المبارك وعاشوا لياليه الفضيلة بالعبادات والاستماع إلى محاضرات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -سلام الله عليه- اليومية وتطهير نفوسهم وأموالهم بدفع الزكاة وتلمس احتياجات الفقراء والأسر الكريمة، لتأتي أجواء العيد لتزرع في قلوب الناس السعادة والفرحة بالرغم من الظروف الصعبة التي صنعها العدوان الغاشم رغم إعلانه عن هدنة لمدة شهرين يتم خلالها فتح المنافذ والسماح بدخول الاحتياجات الإنسانية لا سيما وأبناء الشعب اليمني قد تعودوا على العيش في ظل حصار جائر مفروض على وطنهم منذ أكثر من سبع سنوات أثر على مختلف أوجه الحياة.
وأضاف السقاف: لهذا تأتي الأجواء العيدية كفرحة غامرة لقلوب اليمنيين لانتهائهم من أداء فريضة الصيام وإحيائهم عيد الفطر المبارك وأيضا الحمد لله رب العالمين قامت الهيئة العامة للزكاة بجهود مشكورة من أجل رعاية الفقراء والمحتاجين في كل المحافظات وقدمت لهم مختلف أنواع المساعدات، كما افتتحت الكثير من معارض الملابس لكسوة أبناء الشهداء لإدخال الفرحة والابتسامة إلى قلوبهم، وهذا الأمر جعل اليمنيين أكثر سعادة بهذه الجهود الخيرة التي جعلت الزكاة تذهب إلى مصارفها الحقيقية ولمستحقيها بفضل الله تعالى وبفضل قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- والقيادة السياسية وقيادة الهيئة العامة للزكاة، كتب الله أجرهم جميعا.
مبينا أن للعيد في هذه العام بهاء كبيراً بحمد الله تعالى واليمنيون برغم ظروفهم الصعبة استطاعوا التكيف مع الوضع الحالي والتغلب على الصعوبات التي وضعها العدوان والحمد لله يصر كل أبناء الشعب اليمني على مواصلة حياتهم الطبيعية والاحتفال بالعيد وبكل المناسبات الدينية والوطنية بل ومواصلة مسيرة البناء والتنمية من جهة ومن جهة أخرى مواصلة مسيرة الدفاع عن وطنهم في وجه العدوان الغاشم استنادا إلى الرؤية الوطنية لبناء الدولة المدنية الحديثة «يد تحمي ويدُ تبني» التي أسسها الرئيس الشهيد صالح الصماد -سلام الله عليه- وبإذن الله تعالى لدينا أمل كبير وثقة بالله تعالى بأن يندحر هذا العدوان الغاشم في القريب العاجل ويعيش أبناء الشعب اليمني حياتهم الطبيعية في ظل دولة حرة مستقلة بعيدا عن الوصاية والتبعية للخارج بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها شعبنا اليمني والدماء الزكية التي بذلت في سبيل الله وفي سبيل عزة وكرامة اليمنيين جميعا.
عيد الحرية:
أما العلامة حسين السراجي فيقول من ناحيته: إن اليمنيين بفضل الله تعالى صاروا أكثر وعياً وتكيفاً مع كل المتغيرات ولم يعودوا في وارد شيء كما هو الحصول على الحرية والتخلص من العدوان والحصار وآثارهما الكارثية .
وأضاف السراجي أن اليمنيين خرجوا من القمقم على حد تعبيره.. وقال إنه وبرغم كل المعاناة والآلام صاروا بعزم منقطع النظير، فعام بعد عام ورمضان تلو رمضان وعيد بعد عيد وهم يعيشون حياتهم الطبيعية غير مبالين بالحصار والحرب والعدوان وانقطاع المرتبات، فقد عاشوا رمضان بكل إيمان وخشوع وسكينة ويعيشون الآن العيد بكل فرح ونعيم.
وبيَّن السراجي أن هناك أجواء فرائحية يمضي فيها المجتمع اليمني بكل أطيافه وهو يتحدى العدوان والحصار ويؤكد أنه شعب الإيمان والحكمة وأن الوسام النبوي لم يأت من فراغ فإن هو إلا وحي يوحى، حيث أذهل اليمنيون العالم بصبرهم وترابطهم وتكاتفهم وعزمهم وإرادتهم وأن كل المؤامرات ساقطة ولن يكتب لها غير الفشل الذريع .
وتابع قائلا :,إنه عيد سعيد بكل مفرداته ومصطلحاته وحقائقه.. زيارات وحلويات وجعالات وزيارة أرحام وتراحم وابتهاج وتنفيس وحدائق ومنتزهات ومطاعم وترفيه وتوسعة وسعادة والفضل يعود لله سبحانه وللقيادة الحكيمة والمجاهدين الأبرار والشهداء الأخيار ولكل حر وللشعب اليمني كل التحية والتقدير .
مظاهر عيدية :
رأي الله الأشول -محلل سياسي يقول من ناحيته : تفرَّد اليمنيون بالتكيّف مع المآسي والمحن وامتصاص الصدمات والتعايش معها بغض النظر عن ماهيتها وحجمها، ولا أدل على ذلك من أجواء العيد في اليمن والتي رغم استمرار العدوان والحصار وارتفاع الأسعار بمختلف السلع الاستهلاكية وما تصاحب تلك الأسعار من جرعة إضافية نتيجة موسم الأعياد، لكن تظل للعيد نكهته الخاصة في اليمن، ويأبى اليمنيون إلا أن يقهروا كل شيء وأي شيء قد ينغص عليهم الفرحة والبهجة بهذه المناسبة الدينية العظيمة.
ومضى يقول : كل مظاهر العيد اليوم تؤكد أن اليمنيين ماضون بكل طمأنينة وراحة بال لإحياء عيدهم والتوحد معاً لرسم البهجة السرور بينهم، وهزيمة الجراح والقروح والآلام التي يريد لها المعتدون أن تستمر، لأنه لا توجد قوة في الأرض قادرة على أن تكدِّر على اليمنيين عزيمتهم، لقد عودونا أن يفرحوا وسط الأحزان ويسعدوا وسط بحر من الأوجاع، ليعيشوا أجواء العيد بكل مظاهره الدينية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وكل ما من شأنه تعميق العلاقات الأخوية لدى أفراد المجتمع ورسم الفرحة والمحبة والمودة والرحمة والتسامح بينهم، فهم موقنون أنه لا شيء يقهر الأعداء مثل رؤية اليمنيين يفرحون.
فرحة غامرة :
الناشطة عفاف الصادق تقول من ناحيتها: من يعرف اليمنيين في ظل 7سنوات لا بد انه قد غيَّر كثيرا من معتقداته وانطباعه وأفكاره وتجاربه في الحياة، فاليمنيون بفضل الله قد جعلوا واقعهم هو الرحم الذي تولد منه الحرية والكرامة وكسر قيد الذل والخنوع، وكانت بداية شمس عمر جديد ولا نتعجب ونحن نرى ضحكات الأيتام والمساكين وهم يستلمون كسوتهم ويعيشون عيدهم وتقف الرؤوس شامخة والنفوس عزيزة والقلوب مجبورة بالله تعالى ونحن أمام أبناء الشهداء وهم يختارون كسوتهم والفرحة تملأ وجوههم، فتراهم يمسكون أيدي أبناء شهدائهم ويتجولون في أنحاء المعرض ليختاروا كسوتهم ثم يكملوا يومهم بانتظار عيدهم وهم واثقون بقدومه فقد قدموا له أغلى من لديهم.
وقالت: رأينا الفرحة في وجوه من استلم عيديته من الزكاة واشترى ما يدخل به الفرحة على أهله ولو الشيء اليسير وكل فئات المجتمع يعيشون فرحة العيد واتمام رمضان بمحبة وطمأنينة في ظل التعاون والتآخي وقد وفقنا الله سبحانه وتعالى.
أبعاد نفسية ومجتمعية:
من ناحيته أوضح الدكتور عبده الشليلي- مختص علم نفس واجتماع أن الشعب اليمني صابر ومستمر بنفس وتيرة العطاء والخير والتعاون بين أفراده رغم العدوان والحصار والمعيشة الصعبة التي لها آثار نفسية على الفرد والمجتمع.
وبشكل عام بيَّن الشليلي أن الصبر والتآخي متواجدان بين أفراد مجتمعنا وأن التعاون مستمر رغم بعض الصعوبات التي لا ننكرها لدى بعض الأفراد خصوصا ذوي الدخل المحدود والموظفين، ولكن الذي نشاهده على أرض الواقع هو أن الشعب اليمني من الناحية النفسية استعدوا لاستقبال العيد وإدخال الفرحة للأبناء والأطفال والأرحام بالتراحم والتزاور بشكل ملفت رغم الظروف الصعبة وانقطاع الرواتب.
وأضاف الشليلي أن اليمني لديه من التحمل والمثابرة والتعاون لاستكمال الفرحة حتى أنه بزمن الحرب خفت المباهاة بين الجيران، فكل واحد بدأ يراعي شعور الآخرين عند الشراء لأولاده، بل قد يشتري الجار لجاره، والمغتربون اليمنيون لديهم حس اجتماعي لمساعدة أهلهم أو الجمعيات الخيرية أو هيئة الزكاة وكسوة العيد، أي أن الشعب اليمني مكافح ولديه شخصية تعاونية، وبالتالي كل مناسبة يعيشها بحلاوتها ومرها ويستطيع التكيف بشراء بذلة بألفين أو بعشرة آلاف لأولاده وإذا كان قادراً لا يبخل، ليس تبذيراً وإنما بهدف إدخال السعادة لأولاده.
وأضاف : وكذلك تتجلى فرحة العيد في الزيارات المتبادلة بين الأهل والأحباب وكذا استعداد الحدائق لاستقبال الزوار والأفراح تستمر وهذا يعطي دفعة معنوية للناس للفرح والبهجة.