الثورة / محمد الحسني
شهر رمضان المبارك، شهر الصوم والعبادة الذكر والدعاء، شهر العمل والمسؤولية والصبر والصمود، والتقوى والإحسان، شهر التكافل والبذل والعطاء والإنفاق والسخاء والذي يمثل فرصة عظيمة إذا تم استغلاله بالشكل المطلوب كمحطة تربوية عبادية جهادية إيمانية عملية يحظى المؤمن فيه بعون الله ونصره وتمكينه.
ونظرا لما للشهر المبارك من خيرات يتم استقباله بنفوس تواقة لهدى الله، متلهفة للقرب منه، عاشقة للفوز برضوانه، إلى درجة أن المسلم يجعل من هذا الشهر المبارك ساحة زمنية كلها ذكر بل محطة يتم فيها التزود بهدى القرآن الكريم المصدر الأول لثقافة الأمة الإسلامية وهو الكتاب السماوي القيم والمهيمن على جميع الكتب السماوية التي انزلها الله سبحانه وتعالى وهو القرآن العظيم الذي أنزله الله في هذا الشهر المبارك الذي فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
شهر القرآن والوعي الإيماني
وقد جعل الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر من الأجر والخير الكثير، وجعله مضاعفا أكثر من غيره من الشهور، ولذلك فإن إحياء الأمسيات والمجالس والدروس الرمضانية مهم جدا كونه جزءاً من هوية الشعب اليمني، والتوجه في هذا الشهر الكريم لإحياء هذه الليالي المباركة إمَّا عن طريق المساجد أو المجالس عبر البرنامج الرمضاني الذي تتم فيه عدة محطات كمحطة الاستماع إلى القرآن الكريم بإصغاء ووعي وفهم وبصيرة وتأمل وعن طريق الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى والاستماع إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- الذي يمتعنا في كل ليلة مباركة بمحاضرة قيمة نستفيد منها ونزداد من خلالها وعيا وبصيرة وفهما ونتعرف من خلال هذه المحاضرات القرآنية القيمة ما يريده الله منا وكيف تكون سلوكنا وأخلاقنا وكيف تكون معاملاتنا مع بعضنا البعض.
أهمية البرنامج الرمضاني
في شهر رمضان المبارك ومن خلال محاضرات السيد القائد نتعرف على كيفية التعامل مع العدو وخاصة ونحن نواجه عدواً كثير المكر وكثير الخداع وكثير التملص الذي ما انفك عن إيذاء الأمة الإسلامية ليس في اليمن فقط وإنما في جميع أرجاء المعمورة ولذلك فإن البرنامج مهم جدا، كيف لا والله سبحانه وتعالى يقول”(فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى) ” والذكرى تنفع المؤمنين.
عندما نتأمل قائد المسيرة سلام الله عليه ووظيفته أمام هذه الأمة هي مسؤولية كبيرة يقوم بها -رغم انشغاله- وعندما نعود إلى القرآن الكريم ونقرأ قوله سبحانه وتعالى: ” هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ» ما وظيفته ما مهمته..؟ يتلو عليهم آيات ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وأن كانوا من قبل لفي ظلال مبين، في الوقت الذي نعلم أن القيادة تقوم بكم من الأعمال خاصة في مواجهة الشيطان وأوليائه، العدو الصهيوني الأمريكي السعودي الإماراتي ولدينا أكثر من جبهة على طول الحدود اليمنية ولدينا كثير من الإشكاليات وفوق هذا نرى رغم تحمل القيادة لهذا العبء إلا أنها تعمل جاهدة لاستقطاع جزء من وقتها حتى تحصن الأمة وتعلمنا الكتاب وتزكينا ثقافيا وسياسيا واقتصاديا وترفعنا إيمانيا وتزكي أنفسنا في الجانب الديني والثقافي والتربوي والاجتماعي لماذا هذا كله؟
حرص القيادة
تحرص القيادة على أن تكون لديها أمة واعية أمة تستطيع أن تتحمل وتتحرك في الواقع ببصيرة واضحة، أمة تستطيع أن تخطط وتنطلق، أمة لديها الهوية الإيمانية الكاملة في ثقتها بالله سبحانه وتعالى وان النصر من عند الله والتأييد من عند الله وأن الإنسان متى ما تمسك بالله سبحانه وتعالى فإنه سوف يصل إلى بر الأمان، وهذه من مهمات القيادة وخاصة في شهر رمضان المبارك الذي تكون فيه النفس منجذبة إلى آيات الله ومنطلقة إلى أن تفهم تعاليم الله سبحانه وتعالى.
ولذلك نرى أن السيد القائد سلام الله عليه يسعى جاهداً لإيصال المعاني والبيان إلى هذه الأمة ليس في الداخل فقط بل حتى في الخارج حتى تستفيد من هدى القرآن فهماً ووعياً وبصيرةً ونوراً تستقيم به على الصراط المستقيم.. والله سبحانه وتعالى يقول في القرآن «نور على نور» والشهيد القائد -سلام الله عليه- لم يأت بجديد وكذلك السيد القائد (يحفظه الله) لم يأت بجديد.
مدرسة الإيمان
وإذا ما نظرنا إلى محاضرات ودروس الشهيد القائد (رضوان الله عليه) نرى أنها كلها قرآنية، من القرآن الكريم، ثقافة قرآنية حتى هو – سلام الله عليه – يقول في أحد دروسه إننا لم نأت بجديد ولكننا نشكو من الجديد، وعندما نقارن أو نضع دروس الشهيد القائد ونستمع وننظر إلى محاضرات السيد القائد سلام الله عليهما نرى كأنهما من مشكاة واحدة من منبر واحد كأنهما من مدرسة واحدة تتجسد في عدة حقائق، أولاً لأنهما من أحفاد رسول الله صلوات ربي عليه وعلى آله.. ثانيا لأنهما من خريجي مدرسة القرآن الكريم.. ثالثا هما من خريجي مدرسة واحدة مدرسة الأب الروحي الرباني السيد بدر الدين الحوثي( سلام الله عليه..)
عندما نتأمل محاضراتهما ودروسهما وإلقائهما وأسلوبهما نرى أنه أسلوب واحد وطريقة واحدة الغاية والهدف والمتمثل في تثقيف الأمة ثقافة قرآنية وتخريج أمة عزيزة متبصرة واعية كما أراد الله سبحانه وتعالى (إنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) أمة تستخلف حقيقة ما أودع الله سبحانه وتعالى في هذه المعمورة من ثروات أمة تتحمل المسؤولية بقوة فتخرج من عبادة الطواغيت ومن عبادة الأصنام البشرية وخاصة في هذا العصر إلى عبادة الله تحرر الإنسان من تلك القيود ومن تلك العبودية فتتجه إلى الله سبحانه وتعالى ولا تخشى الا الله ولا تخاف الا الله وهذه هي المنجاة يوم القيامة..
برنامج الدعاء وتهذيب النفس
للأسف الشديد، نلاحظ بعض الناس من العامة يتأفف أو يستاء من إقامة البرنامج الرمضاني في حين أنه لا يعلم ما هو البرنامج الرمضاني ولم يسأل نفسه حتى أو الحاضرين ما هو البرنامج الرمضاني ولم يكلف نفسه حتى الذهاب إلى المسجد أو الى مجلس حتى يعرف ما هو البرنامج الرمضاني وكأنه شيء غريب عن المجتمع.!!
البرنامج الرمضاني باختصار أيها الأحباب عندما ننظر إليه ونتأمل فيه يأتي أولاً عن طريق الدعاء بعد أن يكمل الناس صلاة العشاء ويتناولون وجبة العشاء في منازلهم وبدلاً من أن يذهبوا إلى الأسواق أو مجالس القات ويقضون ليلتهم التي هي ليلة مباركة في تخزين القات والقيل والقال أو في غيبة ونميمة أو في ما يغضب الله سبحانه وتعالى…. فالسيد القائد -سلام الله عليه- هذا القائد الرحيم بهذه الأمة وجه بأن يكون أول شيء هو الدعاء إلى الله، والله سبحانه وتعالى يقول ﴿و إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ وهذه الآية جاءت بعد قوله تعالى ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ أنزل فيه القرآن أي أن الدعاء هو محبوب ومرغوب طوال العام لكن في شهر رمضان له نكهة خاصة وله الساعات المستجابة التي فتحها الله.
بالدعاء يتوسل الناس به إلى الله ويلجأون اليه بأن يتقبل منهم صيامهم ويغفر لهم ذنوبهم وأن يرحمهم وأن ينصرنا على عدونا وعدوهم جمعياً وأن يفرّج علينا ما فينا من هم وغم هذا أولاً ومن ثم ينتقلون إلى القرآن الكريم تلاوة وترتيلاً واستماعاً إلى آيات وما يقارب الحزب أو نصف الحزب يتم الاستماع إليها بإنصات إما عبارة عن حلقات يقرأ فيها الحاضرون القرآن الكريم في المساجد أو المجالس أو يستمعون إلى الإذاعات ويستمعون إلى القرآن الكريم بتبصر ووعي وفهم ومن ثم تأتي هناك دروس من هدى القرآن الكريم من الثقافة القرآنية وهي دروس نحن بحاجة إليها ومتعطشون لها، بخصوص كيف نعبد الله وكيف نتوجه إلى الله وكيف نتعامل في هذا الجانب في شهر رمضان وكيف نكون أمة شامخة ومن ثم تختتم بمحاضرة للسيد القائد -سلام الله عليه- يتطرق فيها إلى موجهات لنا كأمة إسلامية من خلال القرآن الكريم يجب أن تبعها نتبعها وهذا باختصار شديد عن البرنامج وما في البرنامج وكيف نستفيد من البرنامج.
إخواني وأحبائي من نتمنى أن نكون معهم ونقول لهم هنيئا لهم الأماكن التي هم فيها يجاهدون في سبيل الله، عندما نستمع إلى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وهو يقول النومة في سبيل الله خير من عبادة ستين سنة فما بالكم وإنتم مرابطون في هذا الشهر الكريم شهر تتنزل فيه الملائكة وتتنزل فيه الرحمات في هذا الشهر الكريم إذا كان الذي يقعد في بيته تحسب له النافلة بكذا وكذا أجر الفريضة يقال بسبعين فريضة كيف بالمجاهدين المرابطين في مختلف ميادين الجهاد في سبيل الله في رمضان نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يثبّت لهم الأقدام وأن يهنيّهم هذا الفرض واسأل من الله سبحانه أن يكتب لهم الأجر الكبير وأن يجعلنا ممن يطأون مواطئهم.